نادية رشاد لـ"العين الإخبارية": "تحت الوصاية" يحرك المياه الراكدة
صاحب المسلسل المصري "تحت الوصاية" الذي تم عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان 2023، ضجة واسعة.
ويرى صناع الدراما أن سبب هذه الضجة، براعة الفنانة المصرية منى زكي في تقمص الشخصية، والقضية الشائكة التي يتناولها العمل، والتي تتعلق بحقوق المرأة المصرية وحرمانها من الوصاية على أولادها بعد وفاة الزوج.
وفي محاولة للاقتراب من دور الدراما في تغيير القوانين وعرض القضايا المجتمعية والأحوال الشخصية، التقت "العين الإخبارية" الفنانة والكاتبة نادية رشاد التي ناقشت في أعمالها العديد من قضايا المرأة، وكانت سببا في تغيير بعض القوانين.. وإلى نص الحوار.
ما رأيك في موضوع مسلسل "تحت الوصاية"؟
مسلسل "تحت الوصاية" بطولة الفنانة منى زكي وإخراج محمد شاكر خضير، وتدور أحداثه حول امرأة تعول أسرتها وتمتهن مهنة الصيد لتوفير حياة مستقرة لأولادها، و الحقيقة أنني معجبة جدا بالفكرة، لأن فريق العمل يسلط الضوء في هذه القضية على قانون الأحوال الشخصية وعرض صعوبات الحياة التي تواجهها الأرامل في رعاية أولادهم في ظل أحكام الوصاية، ومثل هذه الأعمال التي تنير العقول، تستطيع تحريك مياه القوانين الراكدة.
إلى أي مدى يساهم الفن في تغيير أوضاع خاطئة؟
الفن هو القوة الناعمة التي تساهم في التغيير بشكل قوي، وأتصور أن فريق عمل مسلسل "تحت الوصاية" مؤمن إلى حد كبير بدور الفن، وتأثيره القوي، ولذا يحاولون مناقشة قضية مهمة في عمل درامي مكون من 15 حلقة، ومن وجهة نظري أرى أن الدراما تستطيع خلق رأي عام مؤثر، وتلعب دور قوي في تغيير التشريعات واستجابة الجهات المسؤولة.
هل سبق للفن تغيير بعض القوانين المتعلقة بالمرأة؟
هناك أعمال فنية كثيرة ساهمت في تغيير قوانين الأحوال الشخصية مثل فيلم "أريد حلًا" للفنانة الراحلة فاتن حمامة والذي ساعد في القضاء على إجبار الزوجة العودة إلى منزل الزوجية حيث كان يتم القبض عليها وإعادتها إلى منزل الزوجية بعد إقامة الزوج دعوى نشوز ضدها.
كما ساهم الفيلم في القضاء على قضايا الطاعة التي كانت تأخذ المرأة من "الدار إلى النار"، وتجبرها على الإقامة في"عشة " وحينها يسمى بـ "بيت الطاعة" وهذا القانون كان يجب أن لا يستمر، وبالفعل كان هناك استجابة وتم تغييره.
وتناولت أنا خلال كتابة فيلم "آسفة أرفض الطلاق" للفنانة ميرفت أمين، والفنان حسين فهمي، عدة جوانب خاصة بقانون الأحوال الشخصية والتي تم الأخذ بها في قضايا الخلع أكثر من قضايا الطلاق حتى ذلك اليوم، فكان لابد أن يكون هناك حكمًا من أهله وآخر من أهلها" إن يريدا إصلاحا" وكان هذا لا يتم العمل به على الرغم من أنه أمر شرعي وديني.
فيلم "عفوا أيها القانون".. هل أحدث تأثيرا وقت عرضه؟
فيلم "عفوًا أيها القانون" من إخراج إيناس الدغيدي، وتناولت خلاله موضوع شائك خاص بالرجل، إذا شاهد زوجته في فراش الزوجية وقام بقتلها لا يعاقبه القانون، أما إذا شاهدت المرأة زوجها مع أخرى في فراش الزوجية ليست من حقها قتله وهنا تعتبر قاتلة ويعاقبها القانون، حيث من الممكن أن تكون تلك المرأة زوجته وبالتالي تكون علاقته بها شرعية لذلك كان يجب أن يكون هناك تفرقة بين الأمرين، وأحدث هذا الفيلم جدلا كبيرا وقت عرضه.
هل يوجد بين كتاباتك موضوع يقترب من فكرة الوصاية؟
في الماضي قمت بتأليف سهرة تحمل اسم "الست المصونة" وسهرة أخرى بعنوان "كذبة لونها وردي" تناولت خلالهما مشكلة الوصاية على المال والنفس، و ليست كل أم تصلح للولاية حيث يوجد أمهات لا تستطيع المحافظة على أموال أبناءها ولكن الولاية تعود للشخصية التي يتم الحكم لها وهذا الأمر يرجع للقضاء، فهو جهة الإنصاف والعدل في تلك المسائل المهمة.
من هي نادية رشاد؟
درست نادية رشاد بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وفي عام 1970 بدأت تخطو نحو الشهرة الأضواء، إذ شاركت في بطولة الفيلم التلفزيوني الذي يحمل اسم "من عظماء الإسلام".
بعد ذلك توالت مشاركتها في العديد من المسلسلات، والسهرات التلفزيونية، كما تألقت في الكتابة، وحققت أعمالها نجاحا لافتا عندما تم تحويلها إلى أعمال فنية مرئية ومنها فيلم "القانون لا يعرف عائشة"، و"آسفة أرفض الطلاق"، و"جواز في السر".
في عام 2000، غابت نادية رشاد عن الساحة الفنية، وتردد أنها قررت الاعتزال، لكنها عادت من خلال مسلسل "الطوفان" وخطفت الأنظار في المسلسل الذي عرض عام 2017.