"جريمة موصوفة" بحق السعودية.. الغضب يحاصر زعيم مليشيا حزب الله
حاصرت موجة من الغضب زعيم مليشيا حزب الله حسن نصر الله بعد "تطاوله" على السعودية في ظهوره الأخير.
وأحدثت التصريحات التي أطلقها أمين عام ميليشيا "حزب الله" أمس الإثنين سلسلة ردود فعل غاضبة من سياسيين وناشطين وقادة رأي في لبنان.
وهاجم حسن نصرالله مجددا، السعودية ردا على تصريحات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في توقيت تشهد العلاقة بين بيروت والرياض توترات على خلفية تصريحات سابقة لوزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي.
لكن نصر الله استبق جهودا لحلحلة الأزمة السابقة بقطع الطريق مطلقا سلسلة من الاتهامات اعتبرها ساسة ومراقبون "جريمة موصوفة".
وسارع رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة باستنكار تصريحات نصر الله بحق المملكة العربية السعودية ودورها في المنطقة.
واعتبر الرئيس السنيورة: أنّ "كلام نصر الله بحق السعودية في هذه الظروف والمعطيات اللبنانية والعربية هو بمثابة ارتكاب جريمة موصوفة بحق لبنان وحق اللبنانيين، وبما يعرّض مصالحهم الوطنية للخطر".
وقال: "لقد تفاجأ اللبنانيون بأنّ الخطاب كان خطاباً إيرانياً بكل معنى الكلمة، وأنّه كان كمن يعبر عن فقدان الصبر الإيراني بالصراع القائم والاشتباك مع الولايات المتحدة في مفاوضات فيينا، وتراجع دور إيران في اليمن، واشتباكها أيضاً مع دول الخليج العربي، وتراجع مشروعها في العراق وسوريا بسبب اصطدامها بالحقائق البشرية والجغرافية وبقانون الطبيعة".
وأضاف: "أي لبناني يُفكر بمصلحة بلاده ومواطنيه لا يتصرف كما تصرف نصر الله في هذه الظروف الصعبة، وهو بالتالي معرض لأن يّدان أشد الإدانة من الرأي العام والشعب اللبناني قاطبة على هذا التصرف".
وأردف: "إن نصر الله بكلامه الجائر والمفتري عن المملكة العربية السعودية إنما يمعن في خنق لبنان وإقفال الأبواب والمنافذ عليه فوق ضائقته الاقتصادية والمعيشية والسياسية".
من جانبه، علّق رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان على كلام نصرالله وقال: "في حين يدعو رئيس الجمهورية ميشال عون إلى انعقاد هيئة الحوار الوطني ويؤيده كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بالدعوة عينها، وفي حين يتفق رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة على رفض المس بالعلاقة مع دول الخليج وفي مقدمها المملكة العربية السعودية التي أعلنت بالأمس استعدادها للحوار مع إيران، يشن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله هجوماً على المملكة".
وتساءل سليمان: "هل هذا الموقف هو بالنيابة عن إيران أم ضدها، أو توخيا لمصلحة اللبنانيين وتماهيا مع سياسة الدولة، أم هو لمعاكستها ولتخريب علاقاتها، أم لكل هذه الأمور مجتمعة؟".
واعتبر سليمان في ختام بيانه "أن غالبية الشعب اللبناني ترفض هذا الموقف وترى فيه ضررا كبيرا على لبنان وتدميرا للعلاقة مع السعودية التي أحبت لبنان من دون غاية".
بدوره، قال النائب عن حزب "القوات اللبنانية" عماد واكيم: "رئيس الجمهورية ميشال عون يريد أفضل العلاقات مع السعودية والخليج، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يريد الشيء نفسه، الأغلبية الساحقة من اللبنانيين تريد الشيء نفسه".
وأضاف: "وحده حزب الله لا يريد، فعلياً يسري رأي الحزب".
أما النائب عن حزب الكتائب الياس حنكش فغرد عبر حسابه على "تويتر" ساخرا: "سألت أصدقائي الرهائن في الخليج عن معاناتهم اليومية في بلاد اعتقالهم وعن جلّادهم الظالم، فهم ينعمون براحة البال وبحياة كريمة، منتجة، متطورة تواكب العصر، يخططون لمستقبل أفضل لأولادهم".
وأضاف: "أما بلاد الممانعة والانتصارات والعزّة فهم بين الحياة والموت، فقراء قلقين على مستقبله".
من جهته، استنكر النائب بلال عبدالله في تصريح لـ"العين الاخبارية" تصعيد نصرالله وهجومه على المملكة ونحن لا نكاد نخرج من أزمة قرداحي في وقت لا تزال فيه الجهود تبذل لإعادة نوع من الحرارة إلى العلاقة بين لبنان والمملكة والدول العربية ليأتي تصريح نصرالله وينسف كل شيء.
أما النائب عن تكتل الحزب الاشتراكي اللبناني برئاسة وليد جنبلاط وائل أبو فاعور فقال لـ"العين الإخبارية": "دور حزب الله في الإساءة إلى السعودية وأمنها واستقرارها وسلامة أبنائها، عبر الانغماس في أدوار إقليمية لا تمت بصلة إلى لبنان ومصالحه".
وأوضح أبوفاعور: "أن لبنان أصبح بلداً مختطفاً من إيران، وباتت سياسات حزب الله الإقليمية عبئا على اللبنانيين لا يحتمل".
كما غردت عضو كتلة "المستقبل" النائبة رولا الطبش عبر حسابها على "تويتر" قائلة: "سمعنا مساء الإثنين كلام (..) حسن نصرالله المهين للبنان واللبنانيين، الذين لم ينسوا يوماً اليد السعودية التي امتدت لهم في الأيام السود، فيأتي للتطاول على المملكة العربية وقيادتها، ويتحدث عن رهائن هناك فيما بلدنا كله صار رهينة دويلة السلاح لحساب دولة غير عربية".
وأصدر مجلس التنفيذيين اللبنانيين بيانا قال فيه: "استمع اللبنانيون المنتشرون في مختلف أنحاء العالم وفي دول الخليج العربي إلى خطاب أمين عام حزب إيران في لبنان الذي أسهب فيه بالتعريف بالإرهاب والإرهابيين ووصف المغتربين اللبنانيين بالرهائن مركزا على المقيمين في دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية مستبقا التعليقات المعترضة على تصريحاته بأنه يعلم مسبقا فداحة وصفه وأضرار تصريحاته بمحاولة جادة لفك آخر ترابط للبنان مع دول الخليج العربي ألا وهو وجود الجاليات اللبنانية المقيمة في هذه الدول، محرضا على ترحيلها او زعزعة وجودها وذلك بعدما تم الإجهاز المنهجي على العلاقات السياحة والاقتصادية عبر ضرب قطاع المصارف ووقف التصدير".
وأضاف البيان: فات أمين عام حزب إيران في لبنان بأنه لم يحصل بأن هددت السعودية أو أي من دول الخليج العربي الجاليات اللبنانية بالترحيل، بل على العكس كل ما اشتدت الأزمة كانت تسارع إلى طمأنة هذه الجاليات بأنها مرحب بها وهي جزء من النسيج العربي المقيم فيها.
وتوجه البيان إلى أهل لبنان من الجنوب إلى الشمال ومن البقاع إلى الجبل والعاصمة بيروت بالرد على هذه المقولات وفضحها.
ومساء الإثنين، هرب أمين عام المليشيات حسن نصرالله من عزلته الداخلية، وشن هجوماً غير مسبوق على المملكة العربية السعودية، واتهمها بأخذ اللبنانيين الموجودين على أرضها رهينة، في محاولة فاشلة منه لاستعطاف الرأي العام.
وتناسى حسن نصرالله أنه رغم الأزمة مع دول الخليج، أعلنت المملكة العربية السعودية وجميع الدول الخليجية عدم المساس باللبنانيين على أراضيها.
كما استدعى كلام نصرالله ردوداً من رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون الذي تبرأ من مواقفه، ومن رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي والاسبق سعد الحريري الذين هاجما بدورهما تصريحات نصرالله.
aXA6IDMuMTIuMzYuNDUg جزيرة ام اند امز