نهيان بن مبارك يفتتح الدورة السابعة من المهرجان الوطني للتسامح
افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش في دولة الإمارات، الدورة السابعة من المهرجان الوطني للتسامح والتعايش.
وتستمر الدورة التي تنظمها وزارة التسامح والتعايش حتى 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في حديقة أم الإمارات في أبوظبي، وتتضمن فعاليات تعكس قِيم دولة الإمارات في التسامح والتعايش.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمته خلال افتتاح المهرجان: "نحن محظوظون بالعيش في وطن يقوده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، صاحب الرؤية الحكيمة، حيث أسس على أرض هذا الوطن مجتمعاً يسوده السلام والتسامح والازدهار، وتمثل القيم الإنسانية ركائز تقدمه وازدهاره، ونحن ممتنون لقيادته وتوجيهاته، ونعبر عن هذا الامتنان بجعل هذا المهرجان تجسيداً للتسامح والتعايش والأخوّة الإنسانية، كي تكون هذه المبادئ واقعاً ملموساً مليئاً بالبهجة والعمل المشترك".
وحضر افتتاح المهرجان عفراء الصابري، المدير العام في وزارة التسامح والتعايش، وعدد كبير من القيادات الاتحادية والمحلية والقيادات الفكرية والمبدعين في الدولة والسفراء لدى دولة الإمارات، ومنهم سفير جمهورية الصين الشعبية، ضيف شرف المهرجان لهذا العام.
وبدأ حفل الافتتاح بأغنية "شجرة زايد" التي أدتها فرقة أصوات التسامح المجتمعية التي تضم أكثر من 39 جنسية، ثم تابع الحضور الفيلم الوثائقي "يداً بيد"، الذي يحمل شعار المهرجان لهذا العام، في إطار احتفال دولة الإمارات بعام المجتمع.
وتلى ذلك كلمة تشانغ يي مينغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة الإمارات، وأعقبها عرض فني من ثقافات العالم قدمته فرقة روعة الصين من جمهورية الصين الشعبية، ثم قدم طلاب مدرسة جيمس كامبريدج الدولية عرضاً بعنوان نبض التسامح في المجتمع، ويداً بيد نحو مجتمع مزدهر ، ثم قدمت الصين عرض "الكونغ فو – سحر الشرق"، أعقبه العرض التايلاندي التقليدي، ثم لوحة فنية لنجم برنامج موهبة أمريكا الفنان بيتر روساليتا، ثم عرض الدبكة التراثية من فلسطين، أعقبها قيام معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان والضيوف بجولة في أجنحة المهرجان.

وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: "يشرّفني أن أعلن عن افتتاح الأنشطة الجماهيرية والمجتمعية للمهرجان الوطني للتسامح والتعايش لهذا العام الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع الوزارات والهيئات الاتحادية والمحلية وبحضور فاعل لسفارات الدول الشقيقة والصديقة من خلال أنشطتها وأجنحتها المتنوعة، فالمهرجان هذا العام أصبح تجسيداً حياً لإيماننا المشترك بأن الإنسانية تكون في أفضل حالاتها عندما تتعاون قلوبنا وأيدينا معاً".
وأضاف: "يسعدني أن أرحّب بجمهورية الصين الشعبية كضيف شرف لهذا العام، فصداقتنا مع الصين تعكس روح هذا المهرجان: الاحترام المتبادل، والتعلم المشترك، والتعاون من أجل خير الإنسانية، والشراكة بين بلدينا تفتح آفاقاً جديدة للحوار والابتكار والازدهار المشترك، واليوم، نحن لا نحتفل بصداقتنا فقط، بل نحتفي أيضاً بالأمل الذي نحمله من أجل عالم أفضل".
وأشار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أنه في عام المجتمع، يعمل الجميع على أن يجسد المهرجان، شعار "يداً بيد" واقعاً يمثل جوهر دولة الإمارات العربية المتحدة، فبغض النظر عن معتقداتنا أو لغاتنا أو خلفياتنا، نتقدم معاً، فالتقدم لم يكن يوماً نتيجة جهد فرد واحد، بل هو ثمرة تكاتف الجميع من أجل خير أكبر، ومن المناسب جداً أن يُقام هذا المهرجان هنا في حديقة أم الإمارات، أحد أكثر معالم أبوظبي قرباً من الناس، فمنذ عشر سنوات، كانت هذه الحديقة مكاناً تجتمع فيه العائلات، ويلعب فيه الأطفال، وتلتقي فيه الثقافات، وتتشارك فيه الأجيال قصصها تحت سماء واحدة.
ولفت إلى أن تطور ورفعة هذه الحديقة كان ليفرح مؤسس وطننا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فمحبته للبيئة ما تزال تلهمنا، ونحن نسعى لأن تكون بلادنا أكثر خضرة عاماً بعد عام، وفي الذكرى العاشرة لتأسيس هذه الحديقة، نحتفي باسمها المستمد من اسم الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، التي تستمر حكمتها وتعاطفها في توجيه مسيرة تقدمنا، إضافة إلى أن قيادتها الاستثنائية ورؤيتها الإيجابية للمستقبل تلهمنا جميعاً للعمل بأقصى طاقاتنا، وأغتنم هذه الفرصة للتعبير عن شكرنا وتقديرنا لها على توجيهاتها وقيادتها وإنجازاتها العظيمة في جميع مجالات التنمية الإنسانية، وتتشرف وزارة التسامح والتعايش بأن تكون حديقة أم الإمارات مقراً لها.
وقال: "أنشأنا العام الماضي، حديقة التسامح داخل هذه الحديقة، حيث تتجاور أزهاره وأشجاره من كل قارات العالم في تذكير واضح بأن التنوع يجلب الجمال للعالم، وفي هذا العام، نضيف أزهاراً جديدة من الصين، رمزاً لصداقة متنامية ورؤية عالمية منفتحة".
واختتم: "إنه في 16 نوفمبر 2025، اليوم الدولي للتسامح، سنقيم مسيرة التسامح السنوية، التي تجمع الأسر والطلاب، ومجموعة كبيرة من المشاركين من ألعاب الأساتذة المفتوحة أبوظبي 2026 ، ونسير يداً بيد احتفالاً بالوحدة والصداقة والإنسانية المشتركة، إن حديقة أم الإمارات ليست مجرد مكان للترفيه، بل مساحة تُعاش فيها قيم التسامح وتُشارك، ويستمتع بها الجميع، داعياً الجميع للاستمتاع بالموسيقى والفنون والحوار والبهجة في هذا المهرجان، دعونا نحتفل بروح دولة الإمارات يداً بيد، وقلباً بقلب مؤمنين بإنسانيتنا المشتركة وبمستقبلنا المشرق معاً".
وقال تشانغ يي مينغ في كلمته: "يشرفنا في سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة أن نكون (ضيف الشرف) في الدورة السابعة من المهرجان الوطني للتسامح والتعايش، بدعوة كريمة من وزارة التسامح والتعايش، ويسعدني أن أعرب عن خالص تقديري لدولة الإمارات على دعمها الكبير لهذا الحدث، وأن أتقدم بأطيب التمنيات بنجاح هذه الدورة من المهرجان، حيث يُعدّ التسامح والتعايش إرثاً قيّماً خلّفه الأب المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أسهم نهجه في ترسيخ مجتمع إماراتي متنوع ومتناغم، وأدى دوراً محورياً في تعزيز التواصل والتبادل والتعلّم المتبادل بين الحضارات".
وأوضح أن المهرجان الوطني للتسامح والتعايش أسهم منذ انطلاقه في تعزيز الانسجام والتفاهم بين الجاليات المختلفة المقيمة في الدولة، الأمر الذي أكسبه قبولاً واسعاً، وتأتي دورة هذا العام تحت شعار "يداً بيد" لتجسد روح الانفتاح التي تتبناها دولة الإمارات في تعزيز التعاون العالمي واحتضان التنوع الإنساني.
وقال السفير الصيني: "في مارس 2023، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ (المبادرة العالمية للحضارات) التي تدعو إلى احترام تنوع الحضارات، وتعزيز القيم المشتركة للإنسانية، والاهتمام بإرث الحضارات وابتكارها، وتقوية التبادل الثقافي والتعاون الدولي، وتتناغم هذه المبادرة تماماً مع مفهوم (التعايش والتسامح) الذي تتبناه الإمارات، وبتوجيه استراتيجي من قيادتي البلدين، تشهد العلاقات الصينية-الإماراتية أفضل مراحلها عبر التاريخ، مع توسع التعاون في مختلف المجالات، وتعزز الروابط الإنسانية والثقافية بين الشعبين، وهناك أكثر من 200 رحلة طيران مباشرة أسبوعياً بين البلدين، وتشهد الفعاليات الثقافية الصينية مثل حفلات الموسيقى الكلاسيكية، وحفل عيد منتصف الخريف، ومعرض السياحة والتجارة الخليجي-الصيني إقبالاً واسعاً وشعبية متزايدة".
وأضاف: "أنه في عام 2024 بعث الرئيس شي جين بينغ رسالة خطية للطلاب المشاركين في (مشروع المئة مدرسة) في دولة الإمارات، شجعهم فيها على تعلم اللغة الصينية والسعي ليكونوا سفراء للصداقة بين البلدين، وأصبحت تلك الرسالة مثالاً بارزاً على عمق الروابط بين الشعبين، فقبل ألف عام، كتب الأديب الصيني الشهير سو شي عبارة مؤثرة تقول (حيث تستقر روحي أشعر أنني في وطني). واليوم، يعيش أكثر من 300,000 صيني في دولة الإمارات بطمأنينة ورضا، معتبرين دولة الإمارات وطنهم الثاني، وكثيراً ما أسمع من أبناء الجالية الصينية كلمات صادقة تقول (نحن ممتنون لروح التسامح والفرص التي توفرها دولة الإمارات، وللمنصة الواسعة التي تتيحها لنا، ونود أن نواصل الإسهام في تعزيز الصداقة الإماراتية الصينية بكل جد واجتهاد)".
واختتم: "وتعبيراً عن تقديرنا لحكومة دولة الإمارات وللجالية الصينية المقيمة فيها، أعددنا لكم عروضاً متنوعة تعكس جوانب غنية من الثقافة والفنون الصينية، ونأمل أن تستمتعوا بسحر الثقافة الشرقية، وأن تعيشوا جمال التبادل الحضاري، وأن نشهد معاً ازدهار الصداقة بين الصين ودولة الإمارات".
وأكّد محمد عبدالسلام، المستشار العام لمجلس حكماء المسلمين، أن المهرجان الوطني للتسامح والتعايش أصبح منصة عالمية رائدة تجسّد رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز قيم الحوار والتعايش، وتُبرز التزامها العميق ببناء مجتمع يعتز بالتعددية والتنوع الثقافي، ويقدّم نموذجاً مُلهماً في ترسيخ مبادئ السلام والأخوة الإنسانية.
وأشاد بجهود وزارة التسامح والتعايش بقيادة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، في نشر قيم التسامح والتعايش وترسيخها محلياً وإقليمياً وعالمياً، من خلال مجموعة من المبادرات والبرامج الملهمة، لافتاً إلى أن حرص مجلس حكماء المسلمين على المشاركة في النسخة السابعة من المهرجان الوطني للتسامح والتعايش، الذي يأتي انسجاماً مع رسالته في تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم بين البشر، وبناء عالم أكثر سلاماً وتعايشاً.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE4IA== جزيرة ام اند امز