التعاون الإسلامي: تجربة نيلسون مانديلا نموذج يحتذى به
الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين يقول إن "تجربة نيلسون مانديلا ومسيرته الكفاحية لا شك أنهما خلقتا أنموذجا يحتذى به في المصالحات الوطنية".
قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، الإثنين، إن "تجربة نيلسون مانديلا ومسيرته الكفاحية لا شك أنهما خلقتا أنموذجاً يحتذى به في المصالحات الوطنية وبناء الديمقراطيات".
وحضر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي افتتاح الاجتماع رفيع المستوى الذي نظمته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بعنوان "قمة نيلسون مانديلا للسلام"؛ بمناسبة حلول الذكرى المئوية لميلاد مانديلا.
وحضر اللقاء ماريا فيرناندا إسبينوزا غارسيس، رئيسة الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة.
وتحدث الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في كلمته عن أن "مواجهة العزل بالاندماج والإقصاء بالانخراط والتمييز بالتعايش لابد أن تخلق مجتمعاً قوياً متماسكاً أساسه المواطنة وبنيانه التنوع، يستطيع النهوض بوطنه إلى أعلى درجات التقدم والتنمية والأمن والرخاء".
وأكد أن "منظمة التعاون الإسلامي تتطلع إلى تحقيق هذه التجربة في اليمن والعراق وسوريا وغيرها من الدول الأعضاء".
كما تحدث عن جهود المنظمة لـ"إحلال السلام في مناطق النزاع في العالم الإسلامي"، فضلاً عن حديثه بشأن "جدار الفصل العنصري الذي أنشئ لفصل الفلسطينيين عن المستوطنات اليهودية التي بنيت على الأرض الفلسطينية المحتلة"، مشدداً على أنه "يجب أن نحقق العدالة والسلام للشعب الفلسطيني".
نشاط مكثف لـ"التعاون الإسلامي"
وعقدت منظمة التعاون الإسلامي، الإثنين، 4 اجتماعات فرق اتصال على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي حول اعتداء أرمينيا على أذربيجان وحول مالي وسيراليون، و اجتماع لفريق الاتصال لأصدقاء الوساطة.
وفي كلمته أمام اجتماع فريق الاتصال المعني بمالي، أشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، إلى التطورات المهمة التي حصلت بخصوص تنفيذ اتفاق السلام والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر.
وقال إن منظمة التعاون الإسلامي أوفدت بعثة مشتركة لتقييم الاحتياجات في مالي في مارس/أذار الماضي، ومن نتائج هذه البعثة أن البنك الإسلامي للتنمية يخطط للمشاركة في مشاريع إنمائية كبرى في شمال البلد، لا سيما فيما يخص تمويل وإعادة تأهيل طريق سيفار-غاو وبناء مطار كيدال، واعتمد صندوق التضامن الإسلامي بالتعاون مع الإيسيسكو، خطة عمل تمتد 3 سنوات، لإعادة تأهيل معهد أحمد بابا، وهو تراث حضاري إسلامي غني.
كما واصلت منظمة التعاون الإسلامي، بصفتها عضواً في لجنة المتابعة والرصد التي تشرف على التنفيذ الشامل لاتفاق السلام والمصالحة، المشاركة في أنشطة هذه اللجنة.
وأكد الأمين العام أن "الأمن والاستقرار في مالي مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بأمن منطقة الساحل واستقرارها".
وفي هذا الصدد، رحب بالتزام بعض الدول الأعضاء بتقديم مساهمات لدعم القوة المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس في الحرب التي تخوضها على الإرهاب.
وهذه الدول هي المملكة العربية السعودية (100 مليون يورو)، والإمارات العربية المتحدة (30 مليون يورو)، كما دعا جميع الدول الأعضاء إلى التحلي بروح التضامن وتقديم الدعم المادي والمالي للقوة المذكورة في حربها على الإرهاب بمنطقة الساحل.
كما رحب بالتدابير التي اتخذتها حكومة مالي لدعم تنفيذ خطتها الشاملة، لإعادة تثبيت وجود الدولة في وسط مالي.
وخلال اجتماع فريق اتصال المنظمة لأصدقاء الوساطة، أعرب الأمين العام عن ثقته في أن "مداولات هذا الاجتماع ستسهم في وضع استراتيجية جماعية بشأن تحديات الوساطة على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية".
وقال إن "منطقة العالم الإسلامي من أكثر مناطق العالم ابتلاء بالنزاعات وحالات عدم الاستقرار، ولذلك توجد حاجة لتعزيز استخدام الوساطة في إيجاد حلول سلمية للصراعات".
كما أكد اهتمامه بهذا الاجتماع وعمل فريق الاتصال الذي سيعزز من جهود المنظمة في حل النزاعات ويدعم آلياتها التنفيذية الرامية إلى نشر السلم والأمن.
وفيما يخص سيراليون، دعت منظمة التعاون الإسلامي حكومة سيراليون ودولها الأعضاء ومؤسساتها إلى جمع الجهات المعنية كافة، من أجل إنشاء منبر لتبادل النشاطات وتعزيز وتطوير الأنشطة الاقتصادية والإنمائية في سيراليون، وذلك دعماً للحكومة الجديدة في سعيها لترسيخ السلم وتحقيق التنمية المستدامة.
وفي اجتماع اعتداء أرمينيا على أذربيجان، ألقى السفير عبدالله عالم، الأمين العام المساعد للشؤون السياسية، كلمة الأمين العام بالنيابة عنه.
وقال إن الموقف المبدئي لمنظمة التعاون الإسلامي ومنذ عام ١٩٩٢ إدانة عدوان أرمينيا على أذربيجان وطلبها الانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط للقوات المسلحة الأرمينية من منطقة ناغورني-كاراباخ وغيرها من الأراضي المحتلة لأذربيجان.
وأدان الاجتماع بأشد العبارات استمرار انتهاك وقف إطلاق النار من قبل أرمينيا والهجمات التي تشنها قواتها المسلحة ضد السكان المدنيين في أذربيجان.