كرة القدم الجديدة.. خطوات جريئة لإنقاذ اللعبة الشعبية من الانهيار
شهدت الفترة الأخيرة ظهور بعض الأفكار المستحدثة في عالم كرة القدم، في محاولات مستمرة لتغيير شكل اللعب الأكثر شعبية.
واستجاب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لبعض المطالبات في السنوات الأخيرة، لتغيير بعض القواعد، منذ تولي جياني إنفانتينو الرئاسة.
وأجرى الفيفا بعض التعديلات على قواعد اللعبة، فضلا عن إدخل التكنولوجيا بشكل أكبر في ملاعب كرة القدم.
كما ظهرت بوادر لبطولات جديدة، إذ استهدفت أندية أوروبية استحداث بطولة خاصة جديدة، خارج مظلة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا".
دوري السوبر الأوروبي
في عام 2021، أعلن 12 ناديا من كبار أوروبا إطلاق بطولة دوري السوبر الأوروبي، والانفصال عن دوري الأبطال، وهو قرار قوبل بمعارضة شرسة وتهديد بعقوبات، قبل أن تعلن 10 أندية انسحابها من المسابقة بعد نحو يومين من إطلاقها.
فكرة إنشاء بطولة أوروبية جديدة ظهرت للنور في تسعينيات القرن الماضي، وتحمست لها شركة إيطالية غير أن معارضة الاتحاد الأوروبي عرقلت انطلاقها.
وتحرك الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لإجراء تعديلات في مسابقة دوري أبطال أوروبا وباقي مسابقات الأندية التابعة له، لإغراء الأندية الراغبة في الانفصال بمواصلة اللعب تحت مظلته.
بطبيعة الحال، أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم معارضته الشديدة للفكرة، وتوعد المنخرطين فيها بعقوبات قاسية، فضلا عن حرمان لاعبي تلك الأندية من المشاركة في المباريات الدولية مع منتخبات بلادهم.
وحظى اليويفا بدعم العديد من الجهات، على رأسها نظيره الدولي "الفيفا"، والاتحادات المحلية في إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا، بجانب رابطتي الدوري الإسباني والإنجليزي.
الحكومات في الدول الأوروبية الكبرى دخلت على الخط، حيث أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساندته للاتحاد الأوروبي في موقفه، كما أبدى ترحيبه بموقف الأندية الفرنسية الرافض للمشاركة في مشروع دوري السوبر الأوروبي، الذي "يهدد مبدأ التضامن والجدارة الرياضية".
وبعد صراعات متبادلة، انسحبت أغلب الأندية المشاركة في البطولة المستحدثة، ليبقى ريال مدريد وبرشلونة وحيدين، ليلجأ كل منهما للقضاء، في إصرار واضح على إقامتها.
دوري الملوك
من بين البطولات التي ظهرت مؤخرا، تلك التي أسسها جيرارد بيكيه، مدافع برشلونة السابق، والتي حملت اسم "دوري الملوك".
وهي بطولة ينظمها بيكيه في برشلونة، وتقام بمشاركة 12 فريقا، وكل فريق يضم 12 لاعبا، يلعب كل منهم 11 مباراة، ثم مواجهة فاصلة على اللقب، وقد انطلقت عام 2023.
وتجمع البطولة بين أشهر نجوم كرة القدم السابقين وصناع المحتوى، وفي مقدمتهم الإسباني إيكر كاسياس، والأرجنتينيين سيرجيو أجويرو وخافيير سافيولا، بالإضافة إلى المكسيكي تشيتشاريتو مهاجم لوس أنجلوس جالاكسي الحالي.
وتجرى مباريات دوري الملوك كل يوم أحد ومدتها 40 دقيقة (كل شوط 20 دقيقة)، ويتم بث مباريات تلك البطولة عبر منصة "تويتش" على الإنترنت، لتحظى البطولة بمتابعة الآلاف.
ولبطولة "دوري الملوك" قواعد خاصة جرت استعارتها من رياضات أخرى، وعلى سبيل المثال ركلات البداية تتبع نفس أسلوب كرة الماء، مما يعني أن الفريقين يصطفان عبر خط المرمى ثم يتسابقان إلى الكرة في المنتصف عندما يصدر صوت الجرس.
ووفقا للتقارير، أثار أحد اللاعبين الحاليين في الدوري الإسباني الجدل، بعدما شارك في المنافسة وهو يرتدي قناعا مع اسم مستعار "إنيجما" لإخفاء هويته، إذ لم يسمح له ناديه ووكيله بالمشاركة.
أرباح خيالية
هناك أسباب ملموسة تقف خلف مثل هذه الأفكار الخاصة بالبطولات الجديدة، وعلى رأسها جني الأندية مزيدا من الأرباح.
فالأندية التي كانت ستشارك في دوري السوبر "السوبر ليغ" كانت ستجني أرباحا خيالية من البطولة، تبلغ أضعاف ما يحصل عليه المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا.
وكان من المقرر أن يتم تقسيم الأندية المشاركة في البطولة لـ4 مستويات، بحيث يحصل كل فريق في المستوى الأول على 350 مليون يورو، والثاني على 225 مليون يورو، والثالث على 112.5 مليون يورو، أما المستوى الرابع والأخير فيحصل على 100 مليون.
ويعتبر هذا النظام أسهل من دوري أبطال أوروبا، وأكثر ربحا للأندية المشاركة، الراغبة في الخروج من الأزمة المالية الخانقة التي سببتها جائحة كورونا.
لعبة مملة
فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد ورئيس رابطة السوبر ليغ، قال في مقابلة تليفزيونية قبل سنوات، إن لعبة كرة القدم فقدت رونقها، ولم تعد جاذبة للمراهقين والشباب بين 16 و24 عاما.
وأشار بيريز إلى أن البطولة الجديدة تهدف لاستحداث شكل جديد للمنافسة في كرة القدم، أملا في جذب انتباه الأجيال الجديدة، التي ترغب في أشياء أسرع وأكثر قوة وإثارة.
بيريز تطرق خلال حديثه إلى إمكانية تخفيض عدد دقائق المباريات من 90 دقيقة إلى 60 دقيقة، وهو مقترح ليس جديد على كرة القدم، وإن لم تظهر أي نية لتنفيذه حتى الآن.
قواعد عتيقة وحلول للإنقاذ
ارتفعت الأصواب المطالبة مؤخرا بتعديل عدد من القوانين والقواعد الخاصة باللعب، والتي بدأت تصيب المشجعين بالغضب، خاصة بعد الاستعانة بتقنية الفيديو.
وبسبب ذلك، اقترح أرسين فينغر، مسؤول الإشراف على قوانين اللعبة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، تغيير قانون التسلل المعمول به في السنوات الأخيرة.
وينص القانون الحالي على أنه "لا يُسمح لأي لاعب بتسجيل هدف إذا كان متقدما على آخر مدافع في الفريق المنافس، بأي جزء من جسمه باستثناء اليدين".
ولعب هذا القانون دورا كبيرا في إلغاء عدد كبير من الأهداف في مختلف الملاعب العربية والعالمية، على مدار السنوات الماضية، وتعرض لسخط المشجعين كافة.
قال فينغر قبل 4 سنوات إن "هناك مجال لتغيير القاعدة، لن نود أن نقول إن جزء من أنف اللاعب متسلل، وبالتالي فأنت متسلل ولا يمكن التسجيل".
وبدلا من ذلك، اقترح مدرب أرسنال الإنجليزي التاريخي أن يتم احتساب التسلل فقط في حال إذا تجاوز المهاجم آخر مدافع في المنافس بجسمه كاملا.
وأضاف فينغر بقوله "سيؤدي القانون الجديد إلى حل الأمر ولن يكون لديك بعد الآن قرارات بشأن تواجد المليمترات أو جزء صغير من المهاجم أمام خط الدفاع".
وأشارت عدد من التقارير الإنجليزية إلى أن "القانون الجديد أصبح أقرب من أي وقت مضى، ويبدو أن خطة فينغر تكتسب أخيرا بعض الاهتمام، رغم أن (البرتغالي) لويس فيغو (الرئيس الجديد لمجلس كرة القدم في اليويفا)، لديه بعض التحفظات".
aXA6IDE4LjIyNy40OS43MyA= جزيرة ام اند امز