انتخابات العراق.. دعوات المشاركة تنهال على الصدر بعد «المقاطعة»

قبل أشهر من الانتخابات، أشعل زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، جدل "المشاركة"، وحرك مناشدات واسعة.
وأمس، أعلن الصدر عدم مشاركة التيار في الانتخابات البرلمانية المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل في العراق، ناهيا أنصاره عن الترشح والتصويت في العملية الانتخابية.
وقال الصدر في معرض رده على سؤال أحد أتباعه حول المشاركة بالانتخابات النيابية العراقية المقبلة، "ليكن في علم الجميع، ما دام الفساد موجودا فلن أشارك في أي عملية انتخابية عرجاء، لا هم لها إلا المصالح الطائفية والحزبية بعيدة كل البعد عن معاناة الشعب".
كلمات الصدر أشعلت على الفور جدلا كبيرا في العراق حول الانتخابات التشريعية المقبلة، ودفعت كثيرين لمطالبة الصدر بقيادة تياره إلى المشاركة في الاقتراع.
إذ قالت عضو مجلس النواب، أمل عطية في تصريح لوكالة الأنباء العراقية، إن "مقاطعة التيار الصدري للانتخابات قد تؤثر على العملية السياسية، خاصة وأنه يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة".
وأوضحت أن "وجود التيار الصدري يشكل توازناً أمام القوى التقليدية الحاكمة، وغيابه قد يؤدي إلى اختلال في ميزان القوى داخل البرلمان، وبالتالي فقدان المعارضة في مجلس النواب، وهي جزء أساس لتقويم العمل البرلماني".
"لا يخدم العراق"
فيما دعا رئيس الكتلة التركمانية النيابية، أرشد الصالحي، مقتدى الصدر، إلى "التراجع عن قراره بالمقاطعة والمشاركة في العملية السياسية".
وقال الصالحي، إن "غياب التيار الوطني الشيعي عن الانتخابات لا يخدم العراق، بل سيسهم في بقاء المحاصصة التي تُضعف الإرادة الوطنية".
بدورها، قالت رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، فيان صبري، إن "عدم مشاركة الصدر في الانتخابات سيؤثر بنسبة كبيرة على العملية السياسية، إذ أن الكتلة الصدرية ضرورية للتوازن وإصلاح العملية السياسية وبعد مخرجات الانتخابات وجودهم ضروري في السلطة التنفيذية والتشريعية.
أما النائب سروة عبد الواحد، فطالبت "الصدر بالعدول عن قراره بشأن عدم المشاركة في الانتخابات"، مؤكدة أنه "لا توجد عملية سياسية سليمة في ظل غياب الصدريين".
في السياق ذاته، أكد رئيس تحالف دعم الدولة النيابية مرتضى الساعدي، أن "وجود الكتلة الصدرية في العملية السياسية مهم ويمنح إيقاعاً للعملية السياسية، سواء داخل البرلمان أو مجلس الوزراء".
ولفت، إلى أن "التيار الصدري يمتلك قاعدة شعبية كبيرة لها دور أساسي في العملية السياسية"، داعياً "القوى الدينية والسياسية إلى التوسط من خلال القيادات، للتدخل في معالجة الموضوع، كون مشاركة التيار الصدري مهمة جداً في الانتخابات المقبلة".
ويستعد العراق لإجراء انتخابات تشريعية في أكتوبر/تشرين الأول 2025، وتتزامن الاستعدادات مع الجدل المستمر بشأن القانون الذي ستجرى وفقه الانتخابات.
ورغم حصول التيار الصدري في الانتخابات الماضية التي شهدها العراق في 2021 على 73 مقعدا من مقاعد مجلس النواب العراقي البالغة 329 مقعدا.
إلا أن الصدر قرر في يونيو/حزيران 2022، الانسحاب من العملية السياسية في البلاد وعدم المشاركة في أي انتخابات مقبلة "حتى لا يشترك مع الفاسدين"، وقدم كافة نواب التيار استقالاتهم من مجلس النواب العراقي، عقب القرار.
aXA6IDUyLjE0LjIyOS4xMzAg جزيرة ام اند امز