صور أقمار صناعية تكشف سرا «تخفيه» إسرائيل تحت الأرض

تحت رمال النقب، وعلى أعماق قد تصل إلى عشرات الأمتار، كشفت صور أقمار صناعية عن "سر" إسرائيلي قد يثير عاصفة دولية إن صحّ وجوده.
فبعد شهرين فقط من الضربات على المنشآت النووية الإيرانية، تظهر الصور الحديثة نشاطا متسارعا في منشأة رئيسية جديدة تُعد أساسية لبرنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي، الذي يُشتبه منذ فترة طويلة بأنه برنامج للأسلحة النووية.
ووفقا لما قالت "أسوشيتد برس" إنها صور صناعية حللها خبراء، فإن العمل في مركز "شمعون بيريز للأبحاث النووية" في النقب، بالقرب من مدينة ديمونا، سيجدد التساؤلات حول وضع إسرائيل، الذي يُعتقد على نطاق واسع أنها الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط. لكنها لا تعترف بذلك صراحة.
ويشير الخبراء إلى أن هذا الموقع قد يكون مفاعلا جديدا أو منشأة لتجميع الأسلحة النووية، لكن السرية التي تحيط بالبرنامج تجعل من الصعب الجزم بذلك.
كما قد يثير هذا العمل انتقادات دولية، لا سيما أنه يأتي بعد أن قصفت إسرائيل والولايات المتحدة مواقع نووية في أنحاء إيران، في يونيو/حزيران الماضي، خوفا من أن تستخدم طهران منشآت التخصيب لديها لامتلاك سلاح نووي.
طبيعة المنشأة
ووفق الوكالة، قال سبعة خبراء فحصوا الصور إنهم يعتقدون أن البناء الجديد مرتبط ببرنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي، نظراً لقربه من مفاعل ديمونة. ومع ذلك، اختلفوا حول ماهية البناء الجديد.
وأوضح ثلاثة منهم أن موقع وحجم المنطقة قيد الإنشاء وحقيقة أنها تبدو متعددة الطوابق تعني أن التفسير الأكثر ترجيحا للأعمال هو "بناء مفاعل مياه ثقيلة جديد".
ويمكن لمثل هذه المفاعلات إنتاج البلوتونيوم ومواد أخرى أساسية لصنع الأسلحة النووية.
فيما أقرّ الأربعة الآخرون بأنها قد تكون مفاعل مياه ثقيلة، لكنهم أشاروا أيضا إلى أن الأعمال قد تكون مرتبطة بمرفق جديد لتجميع الأسلحة النووية. ورفضوا إصدار حكم قاطع نظرا لأن البناء لا يزال في مرحلة مبكرة.
وكانت وكالة أسوشيتد برس أول من أورد نبأ الحفريات في المنشأة، التي تقع على بعد حوالي 90 كيلومترًا (55 ميلًا) جنوب القدس، في عام 2021.
في ذلك الوقت، أظهرت صور الأقمار الصناعية فقط عمالا يحفرون حفرة بطول حوالي 150 مترًا (165 ياردة) وعرض 60 مترا (65 ياردة) بالقرب من مفاعل الماء الثقيل الأصلي في الموقع.
وتُظهر الصور التي التقطتها شركة "Planet Labs PBC" في 5 يوليو/تموز الماضي، تكثيف أعمال البناء في موقع الحفر.
ويبدو أن جدرانا سميكة من الخرسانة قد أقيمت في الموقع، الذي يبدو أنه يتكون من عدة طوابق تحت الأرض.