الألمانية أنالينا بربوك.. بطلة رياضية تخسر معركة حياتها
قبل 5 أشهر فقط، كان ينظر إلى أنالينا بربوك على أنها خليفة أنجيلا ميركل في المستشارية الألمانية، وأن توليها المنصب مسألة وقت.
فبربوك البالغة من العمر 40 عاما، نجحت بعد تسميتها مرشحة حزب الخضر (يسار) للمستشارية في أبريل/نيسان الماضي، في دفع شعبية الحزب بشكل غير مسبوق في تاريخه، حتى بات في المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي بـ29% من نوايا التصويت في مطلع يونيو/حزيران الماضي.
لكن مسار الصعود انقلب إلى قصة قصيرة حزينة، وسرعان ما دخل الحزب في حالة من السقوط الحر حتى وصل إلى 15% من نوايا التصويت قبل 3 أيام فقط من الانتخابات التشريعية المقررة الأحد المقبل، ويحتل المركز الثالث.
وما بين الصعود السريع، والسقوط الأسرع، وقفت أخطاء بربوك شاهدة على قصة شابة لامست حلمها في حكم ألمانيا، قبل أن يتبدد من بين يديها.
3 أخطاء
وقعت بربوك في 3 أخطاء كبيرة قوضت حلم حكم ألمانيا، أولها عدم تسجيل مداخيل إضافية حصلت عليها ما بين 2018 و2020، بجانب مخصصات عضويتها في البرلمان.
كما لم تسجل بربوك نحو 25 ألف يورو حصلت عليها في صورة مكافآت مباشرة من حزب الخضر، كدخل إضافي في إدارة البرلمان إلا في مارس/آذار الماضي، ما جلب لها انتقادات بـ"التأخير غير المبرر في تطبيق القانون".
وفي وقت لاحق حصلت على 1500 يورو أخرى من حزبها كإعانة في وقت جائحة "كورونا" المستجد، "دون سند قانوني"، وفق صحيفة بيلد الألمانية.
وتعود قصة إعانة "كورونا" إلى قرار الحكومة الألمانية قبل أشهر، منح مقدمي الرعاية والممرضات وصرافي السوبر الماركت وكل العاملين في الصفوف الأولى وقت الأزمة، إعانة معفاة من الضرائب، تقدر بـ1500 يورو.
لكن بربوك حصلت على هذه الإعانة من حزب الخضر على خلفية عملها كرئيسة له، وتحمل صندوق الحزب هذا المبلغ كاملا في عام 2020.
وبالإضافة إلى ذلك، طرحت بربوك سيرتها الذاتية الرسمية إلى الناخبين، بعدد ضخم من الأخطاء، حيث شملت أنشطة ووظائف لم تشغلها السياسية الشابة، ما عرضها لانتقادات كبيرة.
وأخيرا، جاءت اتهامات قوية لبربروك بـ"السرقة الأدبية" في كتابها الصادر في يونيو/حزيران الماضي، لتقضي على ما تبقى من آمالها في العودة إلى تصدر استطلاعات الرأي، وأكمل حزب الخضر تراجعه حتى توقف عند 15% من نوايا التصويت.
بطلة رياضية
بروبوك تخوض السباق من أجل أن تصبح رقما صعبا في ملف تشكيل الائتلاف الحاكم المقبل والحصول على أكبر مكاسب لحزبها، وفق مراقبين، بعد أن كانت تمني النفس بحكم ألمانيا، حيث كانت بطلة رياضية في شبابها، وفازت بثلاث ميداليات برونزية في بطولات القفز على الترامبولين.
وتشبه شخصية بربوك إلى حد كبير، شخصية كارلا ديل بونتي، المدعي العام السابق للجنائية الدولية، وعندما يريد المقربون منها وصفها بكلمتين فقط، فهما: الشجاعة والتصميم.
وفي مقابلة صحفية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قالت بربوك بوضوح: "أنا أثق في نفسي لأكون المستشارة"،
ولا تملك السياسية الشابة أي خبرة في الحكم؛ إذ لم تشغل منصبا تنفيذيا من قبل، ولكن كانت مستشارة في البرلمان الأوروبي، ثم عضوة في البرلمان الألماني منذ 2013، ورئيسة حزب الخضر منذ 2018.
وتملك السيدة التي توصف بـ"الشجاعة"، وفق تقارير ألمانية، شعبية طاغية في قواعد حزب الخضر، إذ أعيد انتخابها رئيسة للحزب في 2019 بـ97% من الأصوات، وهي خبيرة في السياسة الخارجية والمناخية، وناضلت طويلا من أجل حقوق المرأة والطفل في ألمانيا.
بربوك تملك تعليما جيدا للغاية، إذ درست العلوم السياسية في جامعة هامبورج بين عامي 2000 و2004، ثم حصلت على ماجستير القانون الدولي من كلية لندن للاقتصاد في 2005، وتلقت تدريبا في المعهد البريطاني للقانون الدولي.
وبالتزامن مع انطلاق مسيرتها في حزب الخضر، عملت بربوك كمستشارة في مجال السياسة الخارجية في الفترة بين 2008 و2010.
aXA6IDMuMTQ1LjE1NC4yNTEg
جزيرة ام اند امز