مولدوفا «ترقص على سلم» أوروبا.. «كلاسيكو» في النهائي
تصويت مزدوج بمولدوفا كان ينظر إليه حتى ساعات مضت على أنه "محسوم"، لكنّ رياحا عكسية بعثرت الأوراق، ودفعت البلاد لرقصة مفاجئة على السلم.
وأظهر الاستفتاء الذي أجري الأحد في مولدوفا بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، انقساما حادا بين الناخبين، بحسب نتائج شبه نهائية نشرتها اللجنة الانتخابية الإثنين.
وبعدما تقدّم الرفض في النتائج الأولية التي صدرت بعد إقفال مراكز التصويت مساء الأحد، عزّز فرز أصوات المغتربين التوجه المؤيد لإدراج الانضمام إلى التكتل القاري كهدف في دستور هذه الجمهورية السوفياتية السابقة.
وبعد فرز أكثر من 98 بالمئة من الأصوات، تتقدم الموافقة على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 50,08%.
وأجري الاستفتاء بمبادرة من رئيسة مولدوفا مايا ساندو التي قطعت العلاقات مع موسكو، وتقدمت بطلب انضمام إلى الاتحاد الأوروبي عقب هجوم الأخيرة على أوكرانيا عام 2022.
"سيناريو محرج"
وفي الانتخابات الرئاسية التي أجريت الأحد أيضا، تصدرت ساندو المؤيدة لأوروبا والساعية لدورة ثانية، السباق بحسب النتائج الصادرة الإثنين. وأظهرت النتائج حصولها على 42 بالمئة من الأصوات.
وستواجه في الدورة الثانية في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، ألكسندر ستويانوغلو، المدعي العام السابق البالغ 57 عاما والمدعوم من الاشتراكيين المؤيدين للروس الذي سجل نتيجة أفضل من المتوقع بحصوله على نحو 26 بالمئة من الأصوات.
وبعد أن فشلت على ما يبدو في الحصول على الأغلبية المطلقة، تواجه ساندو، ستويانوغلو في جولة ثانية، وهو سيناريو محرج للرئيسة التي كان من المتوقع أن تفوز بهامش كبير.
وكانت ساندو قالت في مؤتمر صحفي طارئ عندما تجاوزت نسبة فرز الأصوات 90 في المئة، إن ”الجماعات الإجرامية التي تعمل مع القوات الأجنبية“ قد استخدمت ”عشرات الملايين من اليورو والأكاذيب والدعاية“ في محاولة لإبقاء مولدوفا ”محاصرة في حالة من عدم اليقين وعدم الاستقرار“.
وأوضحت أن السلطات في البلاد لديها ”أدلة واضحة“ على وجود ”تزوير على نطاق غير مسبوق“ يهدف إلى تقويض العملية الديمقراطية، قبل أن تضيف ”نحن في انتظار النتائج النهائية، وسنرد بقرارات حازمة".
تصويت حاسم
ومع اقتراب الانتهاء من فرز الأصوات، حذّر المطلعون على الحملة الانتخابية من أن ناخبي الشتات المقيمين في الخارج في الاتحاد الأوروبي لم يتم إدراجهم في الفرز بعد.
ومع ذلك، تحدث اثنان من المسؤولين المطلعين على العملية عن قلق متزايد من فشل الحملة المؤيدة للاتحاد الأوروبي.
وأدلى أكثر من 1.56 مليون شخص، أو 51.65 في المئة من الناخبين، بأصواتهم في الاستفتاء الذي جرى على مستوى البلاد، أي أكثر بكثير من الثلث المطلوب لاعتبار التصويت صحيحًا.
ووفق مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، يمكن أن يشكل الاستفتاء الشعبي مستقبل مولدوفا الجيوسياسي لسنوات قادمة.
وفي حديثها مع المجلة في وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت نائبة رئيس وزراء مولدوفا ورئيسة شؤون الاندماج في الاتحاد الأوروبي، كريستينا غيراسيموف، إن الحكومة تعتبر عضوية الاتحاد الأوروبي ”وجودية“ بالنظر إلى التهديدات التي تطلقها موسكو، مضيفة: ”لا توجد خطة بديلة“ للفوز بالاستفتاء.
aXA6IDMuMTQ1LjEwNi43IA== جزيرة ام اند امز