سياسة
"الغنجة".. سلاح جديد باحتجاجات السودان
على مدار ثلاث سنوات، ظل محتجو السودان في حالة تجديد مستمرة لتكتيكات الحراك الساعي لتأسيس دولة مدنية ديمقراطية، وتنويع أساليب التظاهر.
ويعد ما جرى تسميته بـ"الغنجة" آخر "تقاليع" محتجي السودان، ويعني الخروج في مظاهرات سلمية بشكل مباغت دون أن يتم الإعلان عنها بشكل مسبق، بهدف خداع السلطات الأمنية والحيلولة دون استعدادها للتصدى لهم، وفق نشطاء بالحراك.
واليوم الإثنين، خرجت مواكب احتجاجية في عدد من أنحاء العاصمة الخرطوم بشكل مفاجئ ضمن تكتيك "الغنجة"، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب الحكم المدني الديمقراطي في البلاد.
وبحسب شهود تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، فإن المحتجين خرجوا في شارعي الستين والحاج يوسف، شرقي الخرطوم وفي مدينة بحري وأمدرمان، وأغلقوا عدة طرق حيوية، رافعين شعار "اللاءات الثلاثة"؛ وهي "لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية".
ومظاهرات اليوم تعد امتدادا لحراك احتجاجي مستمر منذ ثمانية أشهر مناهض لقرارات اتخذها قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر/تشرين أول الماضي، وقضت بحل الحكومة وإعلان حالة الطوارئ بالبلاد وتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية، في تدابير وصفها بأنها "تصحيحية لمسار الثورة"، وعدتها المعارضة "انقلاباً".
"المباغتة"
وقال عضو لجان "المقاومة الثورية" بجنوب الخرطوم عمر هنري لـ"العين الإخبارية" إنهم لجأوا لأسلوب المباغتة في التظاهر "الغنجة" بغرض خداع القوات الأمنية والحيلولة دون الاستعداد ونصب الارتكازات لقمع الاحتجاجات مثلما يحدث في المواكب المعلنة.
وأضاف هنري :"هذه معركة طويلة فلابد من تنوع أسلحة المقاومة، ونحن مستمرون في هذا الدرب حتى تتحقق شعاراتنا والوصول إلى دولة مدنية ديمقراطية كاملة".
وسقط على إثر الاحتجاجات التي أعقبت قرارات قائد الجيش، 99 قتيلاً من المتظاهرين، وفق لجنة أطباء السودان المركزية (نقابية)، فيما لا توجد حصيلة رسمية حتى الآن.
اختراق
وبعد أشهر من الجمود في العملية السياسية بالسودان، شهد الأسبوع الماضي اختراقا كبيرا إثر أول لقاء جمع المكون العسكري والحرية والتغيير؛ الشريك المدني السابق في الحكم الانتقالي، وذلك إثر وساطة سعودية_أمريكية.
ويترقب السودانيون أن تكلل هذه المشاورات إلى جانب جهود تقودها آلية ثلاثية مكونة من الاتحاد الأفريقي، ومنظمة التنمية في شرق أفريقيا، وبعثة الأمم المتحدة بالخرطوم "يونيتامس"، بالنجاح في حل الأزمة الراهنة بالبلاد.