نيوزيلندا غاضبة من أردوغان وتحذره من "تسييس" مجزرة المسجدين
رغم تحذير نيوزيلندا من عدم مشاركة تسجيل الهجوم الدامي، وقيام فيسبوك بحذفه؛ فإن أردوغان أعاد نشره، في تصرف وُصف بالشنيع.
رغم تحذير نيوزيلندا من عدم مشاركة تسجيل مجزرة المسجدين، وقيام فيسبوك بحذف 1.5 مليون فيديو؛ فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعاد نشره، في خطوة يجزم مراقبون بأن الأخير أراد فيها استثمارا انتخابيا في السباق المحلي المقرر نهاية الشهر الجاري.
تصرفٌ مثيرٌ للجدل من قبل الرئيس التركي، لم تقف نيوزيلندا أمامه مكتوفة الأيدي، إذ هاجمت أردوغان، وحذرته من "تسييس" الاعتداء المروع على المسجدين.
وهو ما جاء على لسان وينستون بيترز، نائب رئيسة الوزراء النيوزيلندية، الذي أعرب عن احتجاجه، محذرا من أن تسييس المجزرة "يعرّض مستقبل وسلامة الشعب في نيوزيلندا والخارج للخطر وهو غير منصف إطلاقا".
- نيوزيلندا تستعد لدفن شهداء مجزرة المسجدين..ومتطوعون من الخارج للمساعدة
- رئيسة وزراء نيوزيلندا: منفذ الهجوم الإرهابي سيحاكم "بأقصى درجات الحزم"
وبعد الهجوم الدامي الذي نفذه إرهابي أسترالي بحق مصلين في مسجدين بمدينة كرايستتشيرش، الجمعة الماضية، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من ٥٠ شخصا، عرض أردوغان الفيديو، عدة مرات، في تجمعات انتخابية، وذلك قبيل الانتخابات البلدية التي من المقرر عقدها يوم 31 من الشهر الجاري.
أردوغان خلال عرضه الفيديو المروع في تلك التجمعات، حاول حشد الناخبين، قائلا: "وجودكم هنا والقيم التي تمثلونها أزعج حتى الإرهابي الذي داهم المسجد وقتل المسلمين بداخله في نيوزيلندا".
كما اعتبر أن مقتل 50 مسلما في هجوم نيوزيلندا يستهدفه شخصيا، كما يستهدف بلاده والمسلمين.
وردا على أردوغان، لفت نائب رئيسة الوزراء النيوزيلندية، إلى أنه اشتكى مباشرة لدى نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي ووزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو اللذين زارا نيوزيلندا.
وقام المسلح، وهو أسترالي من المنادين بتفوق العرق الأبيض، بتصوير الهجوم الذي نفذه خلال صلاة الجمعة، وبثه بشكل مباشر على موقع للتواصل الاجتماعي.
وسارعت سلطات نيوزيلندا إلى العمل لوقف انتشار التسجيل المصور، محذرة من أن تشارك التسجيل يعرض المستخدم للمحاكمة، فيما أزال فيسبوك الصور من مئات آلاف الصفحات.
لكن رغم هذا التحذير النيوزيلندي، قام أردوغان بعرض الفيديو على الملأ أمام المواطنين، والذي أظهر منفذ الهجوم الإرهابي وهو يفرغ رصاصاته الغادرة في أجساد المصلين الأبرياء، في خطوة وصفتها وسائل إعلام تركية وأجنبية بـ"التصرف الشنيع" و"الاستثمار الانتخابي".
وتعهدت جاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا، الثلاثاء، بأن منفذ الهجوم الإرهابي، سيحاكم "بأقصى درجات الحزم".
ووافقت حكومة نيوزيلندا "مبدئيا" الإثنين، على تشديد قوانين ضبط الأسلحة بعد أيام فقط على الهجوم الذي استهدف المسجدين.