نيويورك تايمز تفضح الخليفي عراب الفساد الرياضي في قطر
تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" يكشف تفاصيل وخبايا قرار تبرئة باريس سان جيرمان الفرنسي من التحايل على لوائح اللعب المالي النظيف
كيف تضم لاعبين بمبلغ 400 مليون يورو في صيف واحد، ولا تتعرض لأي عقوبة تتعلق بلوائح اللعب المالي النظيف في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"؟.. تساؤل طرحته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها رصدت خلاله خبايا قرار تبرئة النادي المملوك لإدارة قطرية من اتهامات واضحة بالتلاعب المالي.
وجاء انتقال كيليان مبابي من فريق موناكو الفرنسي ومعه البرازيلي نيمار دا سيلفا من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي قبل عامين ليثير الشكوك حول مصداقية أو بالأحرى حقيقة وجود شيء يدعى لوائح اللعب المالي النظيف باليويفا.
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا فندت فيه مجموعة من التفاصيل عن التحقيقات التي أجراها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" في قضية اتهام باريس باختراق قواعد اللعب المالي النظيف.
تقول الصحيفة الأمريكية في تقريرها: "باريس لم ينجح في بيع لاعبين بالمقابل المالي الضخم أو حتى لم يجنِ مبالغ من حقوق الرعاية تساوي مبلغ ضم الثنائي".
واستحدث اليويفا تلك القوانين قبل سنوات بهدف تخفيض الديون على الأندية، وخلق نوع من التوازن ومنع أي تأثيرات لرؤوس الأموال أو الأندية التي تمولها الدول.
تولى خوسيف ناركيسو دي تشونوا رودريجيز، قاضٍ سابق في محكمة العدل الأوروبية ورئيس لجنة اليويفا الخاصة بمخترقي قواعد اللعب المالي النظيف، ملف قضية باريس سان جيرمان.
كان ملف التحقيقات مسؤولية رئيس الوزراء السابق يفيس ليتيرم الذي آثار الشكوك حوله بقرار تبرئة إدارة الفريق الفرنسي.
ويقول تشونوا رودريجيز: "القرار الخاص بالقضية كان خاطئا بكل وضوح".
تفسير رئيس لجنة اليويفا كان منطقيا ومتوقعا ولكنه لم يطبق عند تبرئة سان جيرمان.
بحسب الصحيفة الأمريكية فإن تفاصيل التحقيقات في ملف النادي الفرنسي، وبحسب الوثائق التي حصلت عليها "نيويورك تايمز" فإن باريس قام باستخدام أسلوب تقني لتجنب وقوع عقوبة عليه من قبل اليويفا.
أما الخدعة التي اعتمد عليها النادي الممول من قطر في قضية 2017 فهي أن رعاية النادي جلبت له الأموال لكن الغريب أن الرعاية تلك قادمة من كيانات قطرية مثل إحدى شركات الاتصالات وكذا بنك قطر الوطني وهيئة السياحة القطرية.
وسخرت الصحيفة الأمريكية من دفاع باريس: "هيئة السياحة القطرية تشتري نيمار ومبابي ولاعبي الفئة الأولى في العالم".
وحتى رغم ذلك فعلى صعيد الأرقام رفض تشونوا الحسابات المقدمة في تقرير "ليتيرم" التي برأت باريس.
وكتب رئيس لجنة اليويفا: "كبير المحققين قام بتطبيق خاطئ لقانون اللعب المالي النظيف"، إلا أن هناك خطأ في الإجراءات تسبب في الإبقاء على قرار ليتيرم؛ ما جعل اليويفا لا يدعم وجهة نظر تشونوا.
وأكد اليويفا، في بيان نشره لتجنب حدوث خلافات داخلية، احترامه الكامل لعمل الثنائي ليتيرم وتشونوا، مشددا على استقلالية اللجنة المسؤولة عن الملف.
وعلقت الصحيفة الأمريكية في ختام تقريرها مؤكدة أن العلاقة الوثيقة بين اليويفا وملاك باريس سان جيرمان وتحديدا القطري ناصير الخليفي وكذا الملايين التي تدرها قنوات "beIN Sports" للاتحاد الأوروبي جراء نقل مباريات بطولاته، كان لها تأثير على قرار البراءة.
تجدر الإشارة إلى أن باريس متورط في قضايا فساد على مدار السنوات الأخيرة بشأن التعاقدات منها صفقة انتقال خافيير باستوري من باليرمو في 2011 وقيام إدارة النادي الفرنسي بدفع مبلغ مالي كبير لوكيل اللاعب لإتمام الصفقة بحسب تقرير لصحيفة "دير شبيجل" الألمانية، الأمر الذي ينطوي على شبهة فساد مالي.
ولا يتوقف الأمر عند الصفقات فهناك تحقيق قد خضع له الخليفي مؤخراً بشأن دفعات مشبوهة على هامش ترشيح قطر لاستضافة بطولة العالم لألعاب القوى 2017 التي آلت إلى لندن، قبل اختيار العاصمة القطرية لاستضافة نسخة 2019.
aXA6IDE4LjIyMS4xOTIuMjQ4IA== جزيرة ام اند امز