أحداث النيجر.. إدانات أفريقية ودولية ودعوات لعودة الجيش للثكنات
كيف نظر العالم إلى ما تشهده النيجر من أحداث متسارعة منذ صباح اليوم؟.
فقد شهدت نيامي اليوم الأربعاء، تحركا لعناصر من الأمن الرئاسي احتجزوا خلاله الرئيس محمد بازوم داخل القصر الرئاسي الذي تحاصره الدبابات.
في أول تعقيب لها على الأحداث، قالت رئاسة النيجر، اليوم الأربعاء، إن الحرس الرئاسي بدأ حركة مناهضة للجمهورية هذا الصباح "عبثا"، وذلك على خلفية "محاصرة" رئيس البلاد.
ومن المقرر أن يتوجه رئيس بنين باتريس تالون إلى النيجر للقيام بوساطة بين بازوم وعناصر الحرس الرئاسي، حسبما أعلن رئيس نيجيريا بولا أحمد تينوبو الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
الاتحاد الأفريقي لم يقف ساكنا أمام تطورات الأحداث في النيجر، إذ أدان ما وصفه بأنه "محاولة الانقلاب" في النيجر، داعيا إلى "العودة الفورية وغير المشروطة" للعسكريين إلى ثكناتهم.
وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد في بيان له عن "تنديده الشديد بهذه السلوكيات من جانب عسكريين يرتكبون خيانة كاملة لواجبهم الجمهوري"، مطالبا إياهم بـ"وقف هذا العمل المرفوض فورا".
ودعا شعب النيجر وجميع أشقائه في أفريقيا، وخصوصا المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وفي العالم، إلى "أن يدينوا بصوت واحد هذه المحاولة ويطالبوا بالعودة الفورية وغير المشروطة للعسكريين إلى ثكناتهم".
من جانبها، نددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في بيان بـ"محاولة الانقلاب في النيجر"، داعية إلى الإفراج الفوري عن الرئيس المنتخب بازوم.
وقال البيان إن "المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تدين بأشد العبارات محاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة، وتدعو الانقلابيين إلى الإفراج فورا ومن دون شروط عن رئيس الجمهورية المنتخب ديمقراطيا".
وأضاف أن "المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والمجتمع الدولي سيحملان جميع الأفراد الضالعين في هذا العمل مسؤولية أمن وسلامة الرئيس بازوم وعائلته وأعضاء الحكومة والناس عموما".
وعالميا، أدان الاتحاد الأوروبي الأربعاء، على لسان جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية فيه، "أي محاولة لزعزعة الديمقراطية وتهديد الاستقرار في النيجر"، حيث يحتجز عناصر في الحرس الرئاسي الرئيس محمد بازوم.
وأعرب جوزيب بوريل في رسالة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا) عن "قلقه الكبير حيال الأحداث التي تجري في نيامي"، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي ينضم إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في تنديدها بما يحصل.
وأدان أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أي محاولة لتولي الحكم بالقوة في النيجر.
كما أدانت باريس محاولة الانقلاب على الرئيس محمد بازوم في النيجر.
ودعا البيت الأبيض لإطلاق سراح رئيس النيجر وندد بأي محاولة لتقويض الحكومة المنتخبة أو قلب نظام الحكم
وفي برلين، اعتبرت وزارة الخارجية الألمانية أن الوضع في دولة النيجر لا يزال غير واضح.
وقالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية، اليوم الأربعاء إن "الوضع هناك، كما أبلغني الزملاء، لا يزال غير واضح تماما.. نحن على تواصل مع سفارتنا هناك، ومع الشركاء الدوليين، وسنتخذ تدابير مناسبة بطبيعة الحال، حال تطلب الأمر ذلك".
من جانبه، اعتبر متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية أنه من السابق لأوانه الحكم على الوضع هناك، لافتا إلى أن الجنود الألمان "آمنون في الوقت الحالي".
يذكر أن الجيش الألماني يحتفظ بقاعدة نقل جوي في العاصمة نيامي لدعم المهام العسكرية في غرب أفريقيا، وتحظى هذه القاعدة بأهمية بالنسبة لعملية سحب القوات الألمانية الجارية من مالي المجاورة.
وكان الاتحاد الأوروبي قرر في نهاية العام الماضي القيام بمهمة عسكرية في النيجر لمكافحة الإرهاب.
والنيجر بلد شريك لفرنسا في منطقة الساحل ويعاني عنفا جهاديا في العديد من مناطقه. ويحكمه الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد بازوم منذ أبريل/نيسان 2021.
وتاريخ هذا البلد المترامي والفقير والصحراوي حافل بالانقلابات.
فقد شهد منذ استقلاله عن فرنسا العام 1960 4 انقلابات: الأول في أبريل/نيسان 1974 ضد الرئيس ديوري هاماني والأخير في فبراير/شباط 2020 ضد الرئيس مامادو تانجا، من دون تعداد محاولات الانقلاب الكثيرة.
aXA6IDMuMTQuMTM1LjgyIA== جزيرة ام اند امز