«هواسونغ-11ما».. صاروخ فرط صوتي كوري شمالي يتخطى إسكندر الروسي

أعلنت كوريا الشمالية عن نجاح اختبار صاروخ باليستي تكتيكي مزوّد بمركبة انزلاقية فرط صوتية، في قفزة نوعية في قدرات بيونغ يانغ الصاروخية.

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الرسمية أن الجيش الشعبي الكوري أجرى في 22 أكتوبر/تشرين الأول اختبارًا ناجحا لصاروخين جديدين انطلقا من منطقة ريوكفو في بيونغ يانغ نحو أهداف محددة في مقاطعة هامغيونغ الشمالية قرب الحدود مع الصين، وقد أصابا أهدافهما بدقة على هضبة جبل كويسانغ.

• «بوريفيستنيك».. صاروخ روسي نووي «لا يعرف حدودا»

الصاروخ الجديد، الذي حمل اسم "هواسونغ-11ما"، عُرض لأول مرة مطلع أكتوبر/تشرين الأول خلال معرض تطوير الدفاع 2025 في العاصمة، ويُعتقد أنه يمثل الجيل الأحدث من منظومة كيه إن-23 المعروفة.

ويعتمد الصاروخ على الهيكل السفلي وقاعدة الإطلاق ذاتها المستخدمة في النسخة السابقة، مع إضافة مركبة انزلاقية فرط صوتية في القسم العلوي، وهي التقنية التي تمنحه قدرة مناورات جوية تجعل اعتراضه شبه مستحيل.

وتُعد الصناعات الكورية الشمالية الخاصة بالصواريخ القصيرة المدى من الأكبر في العالم، حيث تُنافس الصين في الإنتاج، ما يمنح بيونغ يانغ قدرة على تسريع تطوير النماذج الجديدة وإدخالها إلى الخدمة بمجرد انتهاء الاختبارات.

صواريخ كيه إن-23 كانت قد اكتسبت شهرتها بفضل مسارها شبه الباليستي المنخفض الذي لا يتجاوز ارتفاعه 50 كيلومترًا، وقدرتها على المناورة أثناء الطيران، وهي خصائص تجعل من الصعب رصدها أو اعتراضها حتى باستخدام أنظمة الدفاع الجوي المتطورة.

لكن الصاروخ الجديد - بفضل تقنيته الفرط صوتية - يُتوقع أن يرفع مستوى التهديد إلى درجة غير مسبوقة.

ويأتي هذا الاختبار بعد شهور من إعلان بيونغ يانغ عن تطوير صاروخ متوسط المدى من طراز "هواسونغ-16بي"، والذي يعد أول صاروخ من فئته في العالم مزوّد بمركبة انزلاقية فرط صوتية، وكُشف عنه في مارس/ آذار 2024.

ورغم التشابه الكبير بين صواريخ كيه إن-23 والصاروخ الروسي إسكندر إم من حيث التصميم والقدرات، يرى خبراء أن الصاروخ الجديد ينقل الترسانة الكورية الشمالية إلى جيل متقدم يفوق نظيره الروسي، ويمنح بيونغ يانغ تفوقًا تقنيًا على جيرانها في المنطقة.

وتُعد كوريا الشمالية ثالث دولة في العالم بعد روسيا والصين تدخل مجال الصواريخ الباليستية المزودة بمركبات انزلاقية فرط صوتية، إلا أنها قد تكون الأولى عالميًا في تطبيق هذه التقنية على الصواريخ قصيرة المدى.