"كازوو إيشيغورو" يطيح ببورصة توقعات نوبل للآداب
هاروكي ماروماكي ومارجريت أتوود وغوجي وا ثيونغو أبرز الأسماء المتوقعة التي ترتبط بإعلان الجائزة الرفيعة منذ سنوات.
كعادتها تجنج "نوبل" للمفاجآت وعدم التوقع، فمع إعلان فوز البريطاني، من أصل ياباني "كازوو إيشيغورو" بالجائزة، ذهبت جميع الأسماء المتوقعة للجائزة أدراج الرياح، التي كانت قد اشتد سعير التنبؤ بها قبيل ساعات من إعلان اسم الفائز هذا العام.
فما أشبه اليوم بالبارحة.. أسماء تُطرح بإلحاح كل عام يراها جمهور الأدب الأجدر بجائزة نوبل، أسماءٌ عادة ما تحظى بشهرة عارمة على مستوى العالم، تحقق قفزات أدبية واسعة لسنوات؛ ما يجعل ارتباطها بالجائزة منطقيا لدى القراء، بل مرجوا أيضا، حتى يأتي قرار اللجنة السويدية لتحكيم جائزة نوبل في الأدب مبددا لكل التوقعات، باختيارها اسما أدبيا مخالفا.. أقل شهرة بكثير وأحيانا غير معروف.
ماروكامي.. سؤال كل عام
يُعَد الياباني هاروكي ماروكامي، مواليد 1949، الأكثر نصيبا في بورصة التوقعات لـ"نوبل"، منذ سنوات طويلة، فصاحب ثلاثية "1Q84" عبر بأدبه الإمبراطورية اليابانية، وطاف بأدبه حدود بلاد الشمس التي ينتمي إليها.
وأصبح السؤال المحفوظ كل عام قبل إطلاق اسم الفائز بنوبل هو: هل يحصل هاروكي ماروكامي على نوبل هذا العام؟
سؤال ستجده بكل اللغات، على صفحات جرائد العالم، ومواقع التواصل الاجتماعي، سؤال لا يؤرق اليابان فقط، ويشتعل عشية تسمية الفائز بالجائزة.
مجتمع صامت
أسماء أخرى تشارك هاروكامي دائرة التوقعات نفسها، على رأسهم الروائي والمسرحي الكيني نغوجي وا ثيونغو، مواليد 1938، واستطاع صاحب "لا تبكِ أيها الطفل" أن يحظى بأهمية كبيرة بسبب كتاباته التي تمس بلاده الشرق إفريقية باللغة الإنجليزية، علاوة على استمراره في الكتابة بلغته الأم "الكيكويو" رغم هجرته إلى الولايات المتحدة.
ونقلت صحيفة "تيلجراف" البريطانية تصريحا أدلى به كليمينس بوللينجر، الناقد الأدبي لصحيفة سفينسكا داجبلاديت السويدية، قوله إن "الأكاديمية مجتمع صامت جدا، ولا يمكن توقع أي شيء مثير".
رجل أم امرأة؟
وتنضم الكندية مارجريت أتوود، مواليد 1939، إلى قائمة التوقعات، وأتوود تعد إحدى أشهر كاتبات الرواية والقصة القصيرة على الإطلاق، ونالت جائزة البوكر عام 2000، وتحولت أشهر رواياتها "حكاية خادمة" إلى سلسة تلفزيونية ذائعة الصيت.
وترشيح أتوود تحديدا يصاحبه تساؤل آخر مكرر، عما إذا كانت نوبل ستمنح جائزتها لامرأة هذا العام؟ فمن بين 113 فائزا بالجائزة منذ نشأة جائزة نوبل، لم تحصل سوى 14 سيدة فقط على الجائزة.
ولكن الأكاديمية السويدية تؤكد دائما أنها لا تأخذ في حساباتها إذا كانت تمنح جائزتها لرجل أو امرأة، ولا تنظر كذلك للجنسية أو اللغة.
ويظل الشاعر السوري أدونيس رابضا في قائمة التوقعات، ومعه الأديب الإسرائيلي عاموس عوز.
ويحظى كل من الأيسلنديين سيجون، شاعر، وجون كالمان ستيفانسون، روائي، بنصيب وافر كذلك من التوقعات للجائزة.
عاصفة ديلان
في النهاية يبقى اسم "بوب ديلان"، مواليد 1941، والجدل العاصف الذي أثاره منحه لجائزة نوبل العام الماضي، دليلا على عدم خضوع اللجنة المانحة للجائزة لأي اعتبارات تتعلق بالصنف الأدبي أو الشهرة الأدبية، فعلى الرغم من كون ديلان مغني وملحن وشاعر بارز، فإن تسميته صعقت العالم وتلقاها هو بعدم اكتراث واضح؛ الأمر الذي دفع خبراء في عدد من الصحف العالمية لتوقع أن يكون اختيار اللجنة هذا العام أكثر "تقليدية".
جدير بالذكر أنه جاء في حيثيات اللجنة السودية هذا العام في اختيارها للبريطاني من أصل ياباني "كازوو إيشيغورو" أنها "لرواياته ذات القوة العاطفية الشديدة، الكاشفة للفجوة خلف وهم ارتباطنا بالعالم".