قبول كوريا الشمالية دولة نووية يثير "لغطا".. والخارجية الأمريكية توضح
على وقع تجارب كوريا الشمالية الصاروخية الأخيرة والتي تنظر إليها بعض البلدان على أنها "استفزاز"، أثار قبول بيونج يانج لغطًا بأمريكا.
وكانت كوريا الشمالية، أطلقت يوم الجمعة، صاروخين باليستيين قصيري المدى قبالة ساحل جارتها الجنوبية الشرقي، وسط تزايد المخاوف من أن تكون بيونج يانج تستعد لإجراء أول تجربة نووية منذ عام 2017.
ويثير نية إجراء كوريا الشمالية أول تجربة نووية منذ 5 سنوات، مخاوف من أن نجاح البلد الآسيوي فيما فشل فيه سابقًا، قد يضعه على نقطة اللاعودة، بإعلانه بلدًا نوويًا.
إلا أن تصريحات مسؤولين أمريكيين تباينت بشأن هذه النقطة، فبينما أثارت مسؤولة أمريكية كبيرة عن السياسة النووية بعض الدهشة بقولها إن واشنطن ستكون مستعدة للدخول في محادثات للحد من التسلح مع بيونج يانج، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، أن سياسات واشنطن تجاه كوريا الشمالية لم تتغير.
ماذا حدث؟
وسُئلت وكيلة وزارة الخارجية لشؤون الحد من التسلح بوني جينكينز في مؤتمر نووي بواشنطن يوم الخميس، عند أي مرحلة يجب التعامل مع كوريا الشمالية على أنها مشكلة فيما يتعلق بالحد من التسلح، فقالت: "إذا أجروا محادثات معنا.. يمكن أن يكون الحد من التسلح دائما خيارا إذا كان لديك دولتان مستعدتان للجلوس على الطاولة والتحدث".
وأكدت المسؤولة الأمريكية: "أوضحنا لكوريا الديمقراطية الشعبية... استعدادنا للتحدث معها - ليس لدينا شروط مسبقة"، مضيفة: "إذا رفع الهاتف وقال أريد أن أتحدث عن الحد من التسلح فلن نقول لا. أعتقد، إذا حدث ذلك، فإننا نريد معرفة ما يعنيه ذلك"، في إشارة إلى زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.
الخارجية توضح
إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس قال عندما سئل عن تصريحات جينكينز: "أريد أن أكون واضحا للغاية بشأن هذا. لم يطرأ أي تغيير على سياسة الولايات المتحدة".
وأوضح برايس أن السياسة الأمريكية ما زالت هي "إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي بشكل كامل"، مضيفًا: "ما زلنا مستعدين للدبلوماسية مع كوريا الديمقراطية ونواصل التواصل مع كوريا الديمقراطية ونحن ملتزمون باتباع نهج دبلوماسي".
وأضاف المسؤول الأمريكي: "مستعدون للاجتماع دون شروط مسبقة وندعو كوريا الديمقراطية للمشاركة في دبلوماسية جادة ومستمرة".
وشددت المسؤولة الأمريكية عن الحد من التسلح بوزارة الخارجية ألكسندرا بيل خلال حديثها يوم الجمعة في نفس مؤتمر السياسة النووية الذي تحدثت فيه جينكينز على عدم وجود تغيير في السياسة الأمريكية.
لا تغيير
وعندما سئلت عما إذا كان الوقت قد حان لقبول كوريا الشمالية كدولة نووية، أجابت: "نحن ملتزمون بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. لا نقبل كوريا الشمالية بهذا الوضع. لكننا حريصون على إجراء محادثات مع الكوريين الشماليين".
ويقول بعض الخبراء إن الاعتراف بكوريا الشمالية كدولة مسلحة نوويا، وهو ما تسعى إليه بيونج يانج، يمثل شرطا أساسيا لمثل هذه المحادثات، لكن واشنطن تقول منذ فترة طويلة إن البرنامج النووي الكوري الشمالي غير قانوني ويخضع لعقوبات الأمم المتحدة.
وتشعر الولايات المتحدة وحلفاؤها بقلق من أن كوريا الشمالية ربما تكون على وشك استئناف اختبار القنابل النووية لأول مرة منذ عام 2017 وهو أمر لن يكون محل ترحيب إلى حد كبير في إدارة الرئيس جو بايدن قبل انتخابات التجديد النصفي في أوائل الشهر المقبل. ورفضت كوريا الشمالية دعوات أمريكية للعودة إلى المحادثات.