زيارة الزعيم.. علاج كورونا في كوريا الشمالية

تخيل أنك في أكثر الدول انعزالا، وتصاب بوباء لا تعرف عنه شيئا، ثم تجد في تلفازك الذي لا يلتقط إلا قنوات حكومية، "العلاج السحر".

هذا بالضبط ما يحدث في الوقت الحالي مع مواطني كوريا الشمالية في ظل تفش واسع ومتأخر لفيروس كورونا بالبلاد، إذ يتحدث الإعلام الرسمي عن علاج المرضى بزيارة شخصية من الزعيم كيم جونج أون. 

أطلقت وسائل الإعلام الكورية الشمالية المملوكة للدولة مجموعة من البرامج والمقالات في محاولة لتعليم المواطنين كيفية علاج "كوفيد-19" والخضوع للعزل المنزلي في ظل أول تفش مؤكد في البلاد هذا الشهر.

وذكر موقع "إن كيه نيوز" المتخصص في الشأن الكوري الشمالي، أن بعض البرامج تقدم تعليمات تفصيلية بشأن الأدوية الأساسية المسكنة للألم والعلاجات التقليدية، بما في ذلك الجرعات لتجنب المضاعفات التي يقال إنها أدت إلى وفيات في عشرات الحالات.

• حمى كوريا الشمالية تتفاقم.. إصابة مليونين وتشييع جنرال

وتقلل إعلانات الخدمة العامة التي تبث عدة مرات يوميا عبر التليفزيون المركزي الكوري (KCTV) من حدة متحور أوميكرون "BA.2" الذي يقول الإعلام الحكومي إنه ينتشر في كوريا الشمالية، حيث تقول للمواطنين إنه ينتشر بسرعة لكنه يتسبب في أعراض "خفيفة" مشابهة لنزلة البرد الشائعة.

ولم توص أيا من تلك البرامج التي يتم بثها حتى الآن بأن يسعى الكوريون الشماليون للحصول على اللقاحات أو تلقيها، حيث لم تستورد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية اللقاحات أو تنتجها بنفسها للتوزيع بكميات كبيرة والتطعيم ضد كوفيد-19.

ووسط وابل من مقاطع الفيديو الاسترشادية والمقالات، هناك أيضا دعاية هائلة تشجع السكان على الوثوق بـ"الأب" كيم جونج أون باعتباره منقذ الأمة الذي سيوفر لمواطنيه العلاج، وربما حتى يشفي المرضى بزيارة شخصية.

وجاء في الإعلانات الكورية الشمالية أن متحور "أوميكرون BA.2" يتسبب في "أعراض ضعيفة جدا"، لكنه ينتشر بسهولة أكثر من متحور دلتا ومتحور أوميكرون "BA.1".

وأشارت إلى أن أوميكرون "BA.2" "أقل فتكا بنسبة 75%" من دلتا، وأن 93% من المرضى يمكنهم الخضوع للحجر الصحي بالمنزل وأن 2.8% من المرضى يحتاجون لأجهزة تنفس".

وتطلب إعلانات الخدمة العامة من المشاهدين الذي يخضعون لحجر صحي بالمنزل ولا يعانون أعراضا حادة، ارتداء كمامات قدر الإمكان، وتهوية الغرف بشكل متكرر، وتناول كثير من السوائل.

وتوجه القائمين على الرعاية مثل أفراد العائلة الذين يعيشون في نفس المنزل، بالتخلص من الكمامات بعد استخدامها في وجود مريض، وغسيل جميع الأطباق والأغراض التي يستخدمها المريض جيدا، والمساعدة في رفع معنوياته بالحديث معهم عن أي ضغط يمرون به.

وأفادت بأن المرضى الذين يعيشون في منازل صغيرة بدون غرف منفصلة يمكنهم أيضًا الخضوع لحجر صحي بالمنزل مع أفراد الأسرة المعافين لكن يجب الحفاظ على مسافة متر من بعضهم طوال الوقت.