بطولة أستراليا المفتوحة.. ديوكوفيتش يبحث عن مجد لا يُضاهى
تحولت نار العصر الذهبي للتنس للرجال إلى جمر محترق في غياب السويسري روجر فيدرر والإسباني رافائيل نادال، لكن الصربي نوفاك ديوكوفيتش بوسعه إيقاد شعلة أخيرة في سماء ملبورن خلال بطولة أستراليا المفتوحة لعام 2025.
وبعد أن حقق الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس 2024، أصبح ديوكوفيتش الآن أمام تحد جديد يتمثل في تحقيق الرقم القياسي لأكبر عدد من ألقاب البطولات الـ4 الكبرى في الفردي، ولن يراهن كثيرون ضده عندما يغادر ملعب رود ليفر في 26 يناير/ كانون الثاني الحالي، بعد أن يكون قد أحرز اللقب الكبير رقم 25 في مسيرته.
وفي سن الـ37 من عمره، لم يعد جسده كما كان في السابق بكل تأكيد، خاصة مع فوز المصنف الأول عالميا، الإيطالي يانيك سينر بالمباراتين اللتين جمعت بينهما العام الماضي، ولكن الدافع القوي الذي جعل الابن المدلل لصربيا اللاعب الأكثر نجاحا عبر كل العصور لا يزال قائما.
وقال ديوكوفيتش بعد خسارته أمام سينر في نهائي بطولة شنغهاي للأساتذة خلال آخر ظهور له في عام 2024 إن "حافزي الرئيسي يأتي من الحب والشغف بالرياضة، وكذلك الرغبة في الاستمرار في المنافسة".
وأضاف "هذه هي نوعية المباريات والتحديات التي ما زلت أسعى لخوضها، لأكون في وضع يسمح لي باللعب ضد أفضل اللاعبين في العالم، على أكبر محفل، في المباريات النهائية لأكبر البطولات في العالم".
وفي عام 2024، فشل ديوكوفيتش في الفوز ببطولة كبرى للمرة الأولى منذ عام 2017، وكانت خسارته الأخرى أمام سينر في قبل نهائي ملبورن، لكنه أثبت أنه لا يزال ضمن فئة اللاعبين المميزين عندما يصل لمرحلة التألق عندما تغلب على الإسباني كارلوس ألكاراز ليفوز بالميدالية الذهبية الأولمبية.
ولن يكون هناك مكان أكثر ملائمة بالنسبة لديوكوفيتش للتحرر أخيرا من تساويه مع مارجريت كورت في عدد ألقابها بالبطولات الـ4 الكبرى (24 لقبا) من ملعب ملبورن بارك، حيث فاز بكأس نورمان بروكس للتحدي 10 مرات.
رجل دولة عظيم
باستثناء مجموعة الجماهير التي يمكن التعويل عليها والمنتمية للجالية الصربية في أستراليا، نادرا ما كان ديوكوفيتش اللاعب الأكثر شعبية في ملبورن بارك، لكنه كان دائما من بين الأفضل.
ومن المنافس صاحب العيون الميتة، في إشارة لافتقاره للأحاسيس، في شبابه إلى وصفه لنفسه بأنه "الجوكر" في العشرينيات من عمره، إلى رجل الدولة العظيم في اللعبة اليوم، لعب ديوكوفيتش بعضا من أفضل مباريات التنس على الملاعب الزرقاء الشهيرة في ملبورن.
ومن المعروف أن رحلة ديوكوفيتش إلى أستراليا قد انتهت قبل موعدها بسبب ترحيله من أستراليا خلال ذروة جائحة كوفيد في عام 2022، وهي الحادثة التي لا تزال تثير أعصاب البعض عندما يصل اللاعب الصربي إلى مطار ملبورن.
ووصل ديوكوفيتش هذا العام إلى أستراليا برفقة عائلته لأول مرة، حيث كانوا بصحبته في الملعب عندما خسر بمجموعتين متتاليتين أمام الأمريكي الملهم رايلي أوبلكا في دور الثمانية بطولة برزبين الدولية.
ومع ذلك، فإن نتائج البطولات الاستعدادية لم تكن أبدا مؤشرا موثوقا به على أداء ديوكوفيتش في البطولة الكبرى.
وانضم آندي موراي، الذي خسر في 4 مباريات نهائية لبطولة أستراليا المفتوحة أمام ديوكوفيتش، إلى فريقه التدريبي خلال فترة توقف الموسم، ويعتقد النجم جون ماكنرو أن اللاعب الاسكتلندي سيدعم نوفاك إذا احتاج إلى ذلك مع اقترابه من القمة.