كنز "الثوريا".. مصر تمتلك مخزونا ضخما من الوقود النووي المستقبلي
كشف عالم نووي عن امتلاك مصر لاحتياطي كبير من معدن "الثوريا"، الذي يصلح للاستخدام وقودا نوويا للمفاعلات، وبديلا لليورانيوم.
وقال العالم النووي المصري، هشام ناصف، مدير تطوير المفاعلات النووية في اليابان، خلال حواره مع برنامج "مصر تستطيع" على فضائية "dmc" المصرية، إن مصر من الدول التي تمتلك احتياطياً كبيرا من معدن "الثوريوم" الموجود في الرمال السوداء.
وأضاف ناصف أن هذا النوع من الرمال يوجد في مدينتي رشيد ودمياط، الواقعتين على البحر المتوسط شمال مصر.
وبين العالم المصري أن الرمال السوداء بها مادة تسمى "الثوريوم" أو "الثوريا"، وهذه المادة تصلح للاستخدام كوقود نووي للمفاعلات النووية.
وأشار ناصف إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية والهند بدأتا العمل على استخدام هذه المادة، والتي تعتبر الوقود النووي المستقبلي.
ومعروف أن "الثُوريوم" هو عنصر كيميائي من عناصر الجدول الدوري وله الرمز "Th"، وعدده الذري 90.
ونظراً لأن الثوريوم فلز له نشاط إشعاعي طفيف، ويوجد بصورة طبيعية فإنه يعد من أنواع الوقود النووي البديلة لليورانيوم.
الرمال السوداء في مصر
أكد الخبراء أهمية الرمال السوداء ككنز تذخر به سواحل مصر المطلة علي البحر المتوسط في المناطق الواقعة بين رشيد إلي رفح بطول 400 كيلومتر.
وتنتشر في 11 موقعا بتركيزات مرتفعة طبقاً لآخر مسح جوي قامت به هيئة المواد النووية. حيث تؤكد الإحصائيات أن مصر تمتلك أكبر احتياطي في العالم من الرمال السوداء حيث لديها مليار و200 مليون طن منها.
وذكر الخبراء أن المعادن والعناصر المستخلصة من هذه الرمال تدخل في العديد من الصناعات الاستراتيجية كهياكل الطائرات والصواريخ والسيراميك وتشغيل المفاعلات النووية لتوليد كميات هائلة من الطاقة والكهرباء، وفقا لصحيفة "الجمهورية" المصرية.
وأشاروا إلي أن هذه الرمال تمثل ثروة اقتصادية وأن حسن استغلالها سيدر عائدا اقتصاديا لمصر يفوق عائد قناة السويس، وأن مصر انطلقت بمشروع قومي في هذا الصدد من خلال تشييد مصنعين لاستخراج العناصر المعدنية من الرمال السوداء.
وتقوم عليها 41 صناعة متفردة ومتنوعة، وسيوفر ذلك أكثر من 5 آلاف فرصة عمل. ويجذب استثمارات ضخمة.
وقال محمد عبد الرحمن سلامة، الرئيس الأسبق لهيئة الرقابة النووية، إن مصر غنية بالرمال السوداء التي تمتد علي شواطئ الدلتا وتتوافر بكثرة في رشيد ودمياط وكفر الشيخ والبرلس.
وأكد أن مصر تملك حوالي 7% من مخزون العالم من معدن "الثوريا" الموجود في الرمال السوداء، موضحا أيضا أن من أهم العناصر التي يمكن استخراجها من الثوريا هو عنصر الثوريوم الذي يعد عنصرا استراتيجيا حيث يصلح للاستخدام كوقود نووي للمفاعلات.
وأضاف أن الثوريوم هو الوقود النووي المستقبلي، وقد اتجهت العديد من دول العالم إليه حيث إنه أكثر تميزا من اليورانيوم، لأنه عنصر مشع، ولكن لا ينشطر، وبالتالي فإنه أكثر أمانا وإنتاجا للطاقة وليست له أضرار أو نفايات، ولا توجد اشتراطات لاستخدامه حيث لا يمكن استغلاله في أغراض عسكرية.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xMTUg جزيرة ام اند امز