الاتفاق المحتمل.. مخاوف إسرائيلية وتطمينات أمريكية
تتابع إسرائيل عن كثب احتمال توصل الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتفاق مرحلي مع إيران حول برنامجها النووي.
وطفت معلومات حول مثل هذا الاتفاق في الأشهر الماضية، لكنها ازدادت سخونة في الساعات الماضية.
وقال مئير بن شبات، رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلية سابقا ورئيس معهد "ميسغاف" لشؤون الأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، الأربعاء: "الاتفاق الذي يبقي إيران قريبة من التحول إلى دولة على حافة القدرات النووية ويمنحها أموالا كانت مجمدة ويسمح لها بتعزيز قدراتها العسكرية هو اتفاق سيئ".
وأضاف في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه: "هذا الاتفاق سيواصل إرسال رسالة مفادها أن الولايات المتحدة والدول الغربية ضعيفة وهو يضعفها في إطار الكفاح الذي يدور حول النظام العالمي الجديد، خاصة أن هذا يحدث عندما تستمر إيران في التدخل في ساحات أخرى وفي تزويد روسيا بطائرات مسيرة لصالح حربها على أوكرانيا".
وتابع بن شبات: "هذا الاتفاق سيسمح لإيران بالتمتع بجميع الفوائد, حيث يسمح لها بمواصلة جهودها النووية من خلال خداع العالم، والقيام بأنشطة سرية وأيضا التمتع بالموارد وبمكانتها الجديدة على الساحة الدولية".
مفاوضات عُمان.. حقيقة أم كلام إعلامي؟
وكان موقع (واللا) الإخباري الإسرائيلي أشار نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وأوروبيين، أن بريت ماكجورك، كبير مستشاري الرئيس بايدن للشرق الأوسط، قام برحلة منخفضة المستوى إلى سلطنة عُمان في 8 مايو/أيار الجاري، لإجراء محادثات مع المسؤولين العمانيين حول التواصل الدبلوماسي المحتمل مع إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي.
وكان الموقع ذاته، ذكر الشهر الماضي، أن إدارة بايدن ناقشت مع شركائها الأوروبيين والإسرائيليين اقتراحاً محتملاً لاتفاق مؤقت مع إيران يتضمن تخفيف بعض العقوبات مقابل تجميد طهران لأجزاء من برنامجها النووي.
وقال الموقع: " لم يتم الإعلان عن زيارة مسقط من قبل الولايات المتحدة أو عمان، لكن المسؤولين (لم يذكر أسماءهم) ذكروا أن القضية الرئيسية التي تمت مناقشتها كانت دفعة دبلوماسية جديدة بشأن البرنامج النووي الإيراني بوساطة عمانية".
وفي هذا الصدد، تحدث مسؤول إسرائيلي كبير للموقع: "العُمانيون يجرون محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران".
كما نقل عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار، أن البيت الأبيض يستكشف من خلال الحكومة العمانية ما إذا كان الإيرانيون منفتحين على اتخاذ خطوات من شأنها وضع بعض القيود على برنامجهم النووي وتهدئة الوضع الإقليمي وماذا يريدون في المقابل.
ووفق أحد المسؤولين الإسرائيليين الكبار، فإن "الأمريكيين يريدون استراحة".
غير أن متحدثا باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض رد على مزاعم المسؤولين الإسرائيليين بالقول: "لا توجد مناقشة أمريكية لاتفاق مؤقت ولا مناقشة لتخفيف العقوبات أو إغلاق قضايا الضمانات".
ومع ذلك، أكد ثلاثة مسؤولين إسرائيليين للموقع، أن الحكومة الإسرائيلية قلقة بشأن الدفع المحتمل من قبل إدارة بايدن من أجل "التجميد من أجل التجميد" لاتفاق مؤقت مع إيران.
ولفت إلى أنه من المتوقع أن يناقش وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي هذه المخاوف خلال زيارتهما للبيت الأبيض، يوم الخميس.