وزير الخارجية العماني: علاقات الأخوة العربية أكبر من الخلافات

وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي أكد أن الخلافات العربية حالة صحية وليست سلبية
أكد وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي أن الخلافات العربية حالة صحية وليست سلبية، مشيرا إلى أنه "ولكن في النهاية أي خلاف سيعبر؛ لأن العلاقة بين الأشقاء أكبر بكثير من ذلك، وكثيرا ما يخالف الإنسان نفسه ويتعب ويكتشف أنه مخالف لنفسه".
وقال في حوار أجرته جريدة الأخبار المصرية مع بن علوي، وأوردته الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية العمانية، إن "المشكلة في المنطقة العربية أن الجميع لا يزال يرى الأمور بمنظور الماضي على الرغم من حالة "الهياج" التي تمر بها المنطقة ولا ننظر إلى المستقبل، ولو كنا ننظر إليه ما وصلنا لهذه المرحلة الحالية".
وفيما يتعلق بإمكانية دخول السلطنة كوسيط في خلاف الرياض والقاهرة، قال بن علوي: "إذا كان هناك تباين حول مصالح حقيقية؛ فالطرفان يسعيان لحلها بأسرع ما يمكن، الخلاف مصيره -إن شاء الله- الزوال، وحسبما رأيت من كلام وزير الخارجية المصري سامح شكري فإن العلاقة جيدة".
وعن علاقات القاهرة مع سلطنة عمان، قال بن علوي: "العلاقات بين البلدين على قدر كبير من الثقة والفهم المشترك، وبغض النظر عن الأحداث التي تمر بها المنطقة إلا أن هناك تباينات في الآراء تحدث بين الأشقاء العرب كل فترة، وهذا طبيعي أن تتغير الأحوال، ولكن بالنهاية ترجع المياه لمجاريها، ودائماً ما نراقب الأحداث التي تمر بها المنطقة ونرى أن التباينات الموجودة تمثل حالة نفسية عربية، فإذا كانت الحالة النفسية جيدة تكون العلاقة بين الإخوة طبيعية وجيدة والعكس".
وبسؤاله إن كانت عمان تغرد خارج السرب الخليجي قال بن علوي: "نحن لا نغرد ولا أحد يغرد، نحن لدينا مصالح مشتركة مع الجميع ونحافظ عليها لتحقيق الغايات لكن كل دولة لديها طريقتها الخاصة لتحقيق تلك المصالح والأهداف، ولكن طريق الأسراب أو السراب تمثله حالة الهياج الإعلامي، ليس لدينا مفهومه في دول الخليج".
وعن تباين العلاقات مع دول الجوار، بالأخص العلاقات العمانية–الإيرانية قال عميد الدبلوماسيين العرب: "في إحدى المرات الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر وقع اتفاقية حدود لليمن مع السعودية، وبعد التوقيع خرج صحفي يمني وقال للشيخ عبد الله: نحن في اليمن غير موافقين علي هذا الاتفاق، فرد عليه وقال له: يا ولدي هذا الاتفاق مثل المطر هناك من يحبه وهناك من لا يحبه».. نحن في العالم العربي بعيدون عن قبول الحقيقة ـ وهي أن عواطفنا تتحكم في عقولنا أمام الحقيقة المطلقة، ونريد أن نكون موحدين، ولكننا لا نريد أن نضحي من أجل ذلك، ولسنا مؤهلين؛ لأننا لم نستكمل البناء الوطني، التاريخ نفسه يذكر أن الوحدة دائماً ما تكون عن طريق تضحيات كبيرة".
وحول مشاركة عمان باجتماع الرباعية المعنية بالشأن اليمني، أكد بن علوي أن هذا التطور من أجل السلام وإخراج اليمن من الحرب.
وردا على الاتهامات المغلوطة بتهريب الأسلحة لليمن، قال بن علوي:"الاتهام ما له حدود ويمكن لأي شخص أن يتهم الآخر، ولم يتم التواصل معنا في الأمر؛ لأنها ليست حقيقة ولا يوجد ما يثبت ذلك، ليس كل ما يُقال صحيحاً، نحن العرب في مرحلة أعتقد أنها انتقالية وستأخد وقتا طويلا، وأهم ما فيها أن النمو السكاني غير مسبوق، وهو من أكبر الأسباب التي تحدث حالة "الهياج" التي تمر بها المنطقة، وإلى هذا الوقت ليس هناك أحد لديه القدرة على معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الربيع العربي، ولا أحد يريد أن يدخل هذا الباب خوفاً من الحقيقة".
وعن نتائج اجتماع الرباعية، قال بن علوي: "الحرب سارت في اليمن؛ لأن أوضاعه لم تكن على ما يرام، والجيران عند إثارة القلاقل التي تمثل الخطر عليك يجب عليهم التصرف، وهي ليست المرة الأولى في التاريخ الحديث وصارت مع تنزانيا وأوغندا عندما شكلت أوغندا خطرا على تنزانيا بشكل كبير؛ فدخلت تنزانيا بجيشها وأطاحت بالرئيس الأوغندي، وحالة أخرى عندما تطورت الخلافات بين الهند وباكستان أخذت الهند المبادرة ودخلت باكستان الشرقية".
وردا على سؤال إن كان يرى أن الولايات المتحدة الامريكية بدأت ترفع يدها عن الخليج وتغادره تدريجياً، رد بن علوي: "نحن العرب في عقولنا نقيس الأمور على ما نعتقد وليس على الواقع، الدول الكبرى مصالحها في كل العالم، وبالتالي فإن الناس عرفت أن العالم محكوم بالقوة ولكن بطريقة قانونية ولم يعد هناك من يتصرف بمفرده".
وأضاف: "لسنا متخوفين، ومن أي شيء نتخوف؟ ليست أول إدارة أمريكية يقال إنها غير مناسبة، ولكن ربما تكون مناسبة، واللغة الجديدة من واشنطن بغض النظر عن لهجتها قد يقبلها البعض وقد يرفضها الآخر مثلها مثل المطر".
وفند المخاوف من الأطماع الخارجية في ظل تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلا: "ولماذا التخوف من التصريح والبترول في العالم يباع ويشترى، في بعض الأحيان تكون هناك حقائق ولكنها غير مقبولة".
وحول الأزمة السورية، قال وزير خارجية سلطنة عمان: "إبليس "الشيطان" هو الذي حول الصراع في سوريا من الناحية السياسية إلى الطائفية عن طريق استغلال ضعف النفوس الذي زين بعض الأشياء في العقول على أنها طيبة ودخلت كل الأطراف في مسار لا تعرف كيف تخرج منه، الله خلق الشيطان لهذه المهمة، ولذلك خلق الجنة والنار، وهو المستفيد من مقتل الآلاف من الناس، ليثبت مقولته أنا احسن منهم وهم بشر يسفكون الدماء".
وحول الأزمة الليبية، وتداخل عمان على الخط باستضافة اجتماعات وضع الدستور، قال بن علوي: "الأطراف الليبية طلبت توفير المكان المناسب، وهم لديهم الإرادة لتحقيق ذلك، ولكننا لم نتدخل في شؤونهم، وكل ما قمنا به هو توفير المكان، والصراع الليبي الآن أصبح باطنياً وغير ظاهر عن طريق مذاهب وقبائل ولكن سيأتي الوقت الذي يشعرون فيه بالتعب ويبدأون في البحث عن الحل".
وفيما يتعلق بتوقعاته عن انتهاء الصراعات العربية، ما دام الجميع يشعر بقوته وأنه قادر علي "الفوز أمام الخصم ستظل الصراعات قائمة وعند الشعور بالتعب يبدأ البحث عن الهدوء وهذه سنة الحياة".
وحول تعدد مظاهر الإرهاب في العالم، أوضح بن علوي: "نحن بشر، وهؤلاء الناس الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش، صورت لهم الحياة بطريقة معينة بأن مصلحتهم في الآخرة والجنة وما فيها، وإلى درجة أنهم أقنعوهم بأن اللحظة التي يدخل فيها النعيم عندما يفجر نفسه،الناس في الهند مثلاً وصلوا لدرجة كبيرة من التطور والعلم ورغم ذلك يعبدون البقر، بالتالي هذا ليس شيئاً غريباً لأن هناك فراغاً بالمعنى البشري".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMiA= جزيرة ام اند امز