مليون ين لكل طفل.. اليابان تُغري الأسر لمغادرة طوكيو
تخطط اليابان لتعزيز الدعم المالي للأسر للابتعاد عن العاصمة لمكافحة انخفاض عدد السكان في مناطق أخرى من البلاد.
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام اليابانية، سيتم تقديم الحافز بدءا من أبريل/نيسان 2023، كجزء من حملة رسمية لـ"بث الحياة في البلدات والقرى المتدهورة".
ستتمكن العائلات المؤهلة في منطقة العاصمة طوكيو من الحصول على مليون ين (7700 دولار) لكل طفل بدءًا من السنة المالية 2023 إذا انتقلوا إلى منطقة محلية محرومة -أكثر من ثلاثة أضعاف الحافز البالغ 300 ألف ين الذي يُصرف فعليًا.
وقالت وكالة "كيودو للأنباء"، نقلا عن مسؤولين، إنه للحصول على المزايا، يجب على العائلات الانتقال خارج منطقة طوكيو الكبرى، على الرغم من أن البعض قد يحصل على المال إذا انتقلوا إلى مناطق جبلية تقع داخل حدود المدينة، مبينة أن نصف المبلغ ستدفعه الحكومة المركزية والنصف الآخر ستدفعه البلديات المحلية.
وبحسب وكالة "نيكاي" للأخبار، تسلط الحوافز المالية المقدمة الضوء على التحديات التي تواجهها اليابان في ظل تراجع معدل المواليد وطول متوسط العمر المتوقع. شهدت المناطق الريفية انخفاضًا سريعًا في عدد السكان مع انتقال فئة الشباب إلى المدن بحثًا عن فرص، تاركين المحليات مليئة بالمنازل الفارغة ومعرضة لتراجع الإيرادات الضريبية.
يأتي الدعم المتزايد للأطفال إلى جانب مبلغ ثابت قدره مليون ين يمكن للعائلات التي تعيش في 23 حزاما أساسيا في طوكيو ومقاطعات حزام الركاب المجاورة في سايتاما وتشيبا وكاناغاوا، الحصول عليه عند انتقالها من طوكيو. بموجب الاقتراح الجديد، قد تحصل الأسرة التي لديها طفلان على 3 ملايين ين دعماً إذا غادرت منطقة طوكيو.
وعلى الرغم من انخفاض عدد سكان طوكيو لأول مرة في العام الماضي، وهو اتجاه يعزى جزئيا إلى جائحة فيروس كورونا، يعتقد صانعو السياسة أنه ينبغي بذل المزيد من الجهود لخفض الكثافة السكانية في المدينة وتشجيع الناس على بدء حياة جديدة في أجزاء "غير عصرية" من البلاد تضررت من الشيخوخة وتقلص عدد السكان وهجرة الشباب إلى طوكيو وأوساكا ومدن كبيرة أخرى.
وقد انضمت حوالي 1300 بلدية إلى المخطط، على أمل الاستفادة من تحول في المواقف العامة تجاه نوعية الحياة التي اكتسبت زخما أثناء الوباء، عندما اكتشف المزيد من العمال فوائد العمل عن بعد.
هذا ويأمل المسؤولون أن تشجع المبالغ السخية المعروضة العائلات التي لديها أطفال حتى سن 18 على تنشيط المناطق وتخفيف الضغط على المساحة والخدمات العامة في طوكيو الكبرى، وهي أكبر مدينة في العالم يبلغ عدد سكانها حوالي 35 مليون نسمة.
وبدأت الحكومة الوطنية اليابانية مبادرة لجذب الناس إلى المناطق الريفية في عام 2019، وسمحت للأُسَر التي عاشت في منطقة العاصمة طوكيو المركزية لمدة خمس سنوات بالتقدم بطلب للحصول على أموال الدعم في حال انتقالها منها.
ويمكن للعائلات مواصلة عملها عن بُعد في وظائفها الحالية، أو العمل في شركة محلية صغيرة أو متوسطة الحجم، أو بدء عمل تجاري في المنطقة المحلية، ما يسمح لها بالتقدم بطلب للحصول على مزيد حتى من الدعم المالي.
وقد شهد برنامج الدعم مشاركة 1184 أسرة في عام 2021، مقارنةً بـ71 أسرة في العام الأول من إطلاقه.
وقوبلت الخطة الحكومية بتشكك، وذكر أحد المنشورات عبر شبكة الإنترنت، أن الأمر "يبدو وكأنه مبلغاً كبيراً من المال، لكن لا يكفي حتى لسد احتياجات أسرة، حال قررت إنجاب أطفال".
وذكر معهد الاقتصاد العقاري في اليابان، في تقرير، أن مكانة طوكيو كمقر رئيسي للنشاط الاقتصادي والهجرة نمت، إذ ارتفع متوسط سعر الأبنية السكنية في عام 2021 رغم التباطؤ الناجم عن وباء كورونا والشعبية الجديدة لفكرة العمل عن بعد، حيث تجاوز الذروة عام 1989.
وتأتي خطوة الحكومة لتشجيع الناس على الانتقال، لأنها تخشى تسجيل معدل مواليد أقل من المستوى المحدد في اليابان، إذ يتقلص عدد الأطفال في اليابان بسرعة أكبر مما كان متوقعاً في السابق.
وفي عام 2021، انخفض عدد المواليد في اليابان إلى ما يزيد قليلاً عن 800 ألف و11 مولود، وتشير التوقعات المستندة إلى الأشهر التسعة الأولى من عام 2022 إلى أن الرقم سينخفض إلى أقل من 800 ألف للمرة الأولى منذ بدء تسجيل المواليد في أواخر القرن الـ 19.