مانى فيللوز.. تطور رقمي لوسائل التكافل الاجتماعي بمصر: جمعيات أون لاين
احتياجات مالية عاجلة أو مجرد رغبة في الادخار؟ هكذا يتلخص مصطلح "الجمعيات" في مصر وهو التصرف السائد على الأقل منذ بداية القرن العشرين.
وفي الجمعيات يقوم أفراد يرتبطون بعلاقات شخصية قوية كالجيران أو زملاء العمل او الأقارب، بالمساهمة شهريا بمبلغ معين من المال لمدة تتراوح غالبا بين 5 أشهر و20 شهرا، على أن يخصص المبلغ الإجمالي كل شهر لأحد المساهمين.
ويكون المستفيد غالبا الأكثر احتياجا ربما بسبب مشكلة صحية أو لاقتراب موعد زواجه أو اي احتياج ملح آخر، بحسب ما قالت لفرانس برس الخبيرة الاقتصادية دينا ربيع.
خلال السنوات الأخيرة، قرر عدة رواد أعمال استخدام التكنولوجيا الرقمية لتنظيم جمعيات مماثلة.
أحمد محمود، 28 سنة، مؤسس تطبيق الجمعية الذي بدأ العمل في 2019، يوضح "من خلال 3 خطوات على التطبيق، نخلص مستخدمينا من الاعباء اللوجستية للجمعيات التقليدية".
شمول مالي
ويعتبر أحمد وادي مؤسس موني فيلوز، أن إحدى أهم ميزات تطبيقه الذي يهيمن على السوق، هو أنه وضع "نظاما قويا" يضمن للمستخدمين الحصول على أموالهم في حال تعثر أحد المشاركين أو امتنع عن السداد.
وتم تحميل هذا التطبيق أكثر من 1,6 مليون مرة ويستخدمه 173 ألف شخص يربطهم بالشركة عقد ويساهمون شهريا بمبالغ تتراوح بين 500 جنيه (أكثر من 30 دولارا) وعشرات الآلاف من الجنيهات.
ويشترط التطبيق من المستخدمين فقط أن يقوموا بتحميل صورة بطاقة هويتهم. أما وسائل السداد فهي متنوعة: تحويلات، إيداع نقدي، دفع الكتروني عن طريق الهاتف المحمول وهي وسيلة منتشرة على نطاق واسع في مصر.
وهذا نظام مثالي بالنسبة لبلد يعمل 63,8% من سكانه في الاقتصاد غير الرسمي، حسب البنك الدولي، ولا يملك سوى قرابة ثلث سكانه حسابات مصرفية، وفق مؤشرات وضعتها مجموعة العشرين عام 2017.
ويؤكد محمود أن تطبيقه يساهم في "الشمول المالي"، وهو هدف وضعته السلطات المصرية نصب أعينها منذ بضع سنوات ويتمثل في العمل على إدماج أكبر عدد من المصريين ومن الأنشطة الاقتصادية في النظام المصرفي.
ويتعاون البنك المركزي المصري بالفعل مع التطبيقين من أجل دمجها في الاقتصاد الرسمي خصوصا أن موني فيلوز نجح في الحصول على تمويل مقداره 4 ملايين دولار في العام 2020.
وتم الحصول على التمويل بفضل نظام دقيق للتحقق، فالتقييم الائتماني للمستخدم يرتفع كلما قدم مزيدا من الأوراق التي تؤكد قدرته على السداد، ما يرفع حده الائتماني.
نمو كبير
وتسجل هذه التطبيقات نجاحا كبيرا. فخلال عام واحد، ازداد عدد مستخدمي تطبيقي الجمعية بنسبة 700% وموني فيلوز بنسبة 300%.
ويؤكد محمود أن جائحة كورونا ساعدت على تحقيق هذا النجاح لأن كثيرين صاروا معتادين على التعاملات الرقمية.
ومع 30 ألف مستخدم قرابة ثلثهم في صعيد مصر (حنوب)، يجتذب التطبيق خصوصا "الراغبين في الزواج أو سداد نفقات المدارس الخاصة"، وفقا له. وهو ما يعني، بحسب دينا ربيع، أن مستخدمي هذه التطبيقات الرقمية من الشباب المستعدين لـ"المخاطرة" أكثر من جمهور الجمعيات التقليدية الذين يخشونها.
وتعدّ الجمعيات بالنسية "لعشرات الملايين من المصريين جزءا من حياتهم المعتادة"، وفق ربيع التي تؤكد أن شرائح المهنيين العليا باتت تستخدم كذلك مثل هذه التطبيقات.
وبحسب دراسة أجرتها الجامعة الأمريكية في القاهرة عام 2018، فإن 43% من الـ102 مليون مصري الذين يملكون مدخرات يشاركون الجمعيات.
ولكن كثيرين لا يزالون يفضلون الجمعيات التقليدية، في المقابل، دفع النمو الكبير الذي تحقق، تطبيقي الجمعية وموني فيلوز الى التوسع في أفريقيا ودول الخليج.
aXA6IDMuMTQxLjM1LjI3IA== جزيرة ام اند امز