توقعات متشائمة لأرباح الشركات الأمريكية بفعل "لدغات" الحرب التجارية
عدد من الخبراء توقعوا انخفاض أرباح الشركات الأمريكية لأقصى قدر خلال ثلاث سنوات بفعل الحرب التجارية مع الصين والآفاق الاقتصادية الضعيفة.
قدم عدد من الخبراء توقعات متشائمة بشأن تقلص أرباح الشركات الأمريكية لأقصى قدر خلال ثلاث سنوات، بفعل "لدغات" الحرب التجارية مع الصين، والآفاق الاقتصادية الضعيفة على خطط الأرباح والتوسع.
وفي تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، الأربعاء، قالت إن الشركات المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ستزيد الأرباح بنسبة 2.4% على أساس كل سهم هذا العام، بانخفاض عن معدل النمو المتوقع البالغ 7.7% في بداية العام، وفقًا لبيانات "فاكتست" لنظم البحوث.
وأشارت إلى أن الانخفاض بنسبة 5.3 نقطة مئوية في توقعات الأرباح لعام بأكمله، يمثل أكبر انخفاض على أساس سنوي منذ عام 2016.
وقالت ليديا بوسور، كبيرة الاقتصاديين في مؤسسة "أكسفودر إيكونوميكس" للاستشارات الاقتصادية ومقرها بريطانيا، في مذكرة للعملاء الأسبوع الماضي: "يُظهر قطاع الشركات مؤشرات مثيرة للقلق".
وأضافت: "مع تباطؤ النمو العالمي بشكل حاد، وفتور النشاط المحلي، يمثل المزيد من ضعف الأرباح مخاطرة لاستثمار الأعمال والتوظيف، الدعم الرئيسي لإنفاق المستهلكين".
كما تراجعت أرباح الربع الثاني للشركات المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.4% على أساس السهم الواحد، بعد أن قدمت 96% من الشركات تقاريرها.
وارتأت الصحيفة أن الانكماش يمثل مؤشر على "ركود الأرباح" لربعين متتاليين من نمو الأرباح السلبية بعد تراجع الأرباح بنسبة 0.2% في الربع الأول.
والأسبوع الماضي، تصاعدت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، عندما قالت بكين إنها تستعد لخفض التعريفة الجمركية على واردات أمريكية بقيمة 75 مليار دولار، ورد الرئيس دونالد ترامب بخطة لزيادة الرسوم المفروضة على السلع الصينية وما وصفه بأنه أمر للشركات الأمريكية بأن تجد بدائل للصين "على الفور".
من جانبها، قالت أليسيا ليفين، كبيرة استراتيجيي السوق لدى مؤسسة "بي إن واي ميلون"، لإدارة الأصول وخدمات الأوراق المالية، إن نقل العمليات الأمريكية خارج الصين سيزيد من تكاليف الشركات.
وأضافت: "تغيير سلاسل التوريد سيؤثر على هوامش الأرباح. بالنظر إلى مكان الاقتصاد العالمي ونقاط الشكوى، أتوقع أن تنخفض (تقديرات أرباح الشركات)".
تأتي توقعات انخفاض الأرباح في أعقاب النمو الهائل في الإنفاق الرأسمالي الأمريكي هذا العام بعد الارتفاع الكبير في عام 2018، عندما بدأ سريان ضرائب الشركات المنخفضة.
في الشهر الماضي، خفض مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي حسابات أرباح الشركات لعام 2018 بنسبة 8.3%، ليمحو 188 مليار دولار من الرصيد السابق، وشمل ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة التي ينظر إليها على أنها أكثر ضعفا في مواجهة النزاع التجاري لأن تغيير سلاسل التوريد سيكون أكثر تكلفة بالنسبة لها.
وقال كانديس بانجسوند، مدير محفظة لدى فييرا كابيتال في مونتريال: "لا أتذكر آخر مرة سألني فيها أحدهم عن أرباح الشركات".
وأشار إلى أن المستثمرين كانوا منشغلين بنزاع التعريفة الجمركية، مضيفا أن "التخفيض الأخير في أرباح الشركات الأمريكية يعكس التشاؤم بشأن النمو في الاقتصاد العالمي".
aXA6IDMuMjEuMjQ4LjEwNSA= جزيرة ام اند امز