PAK DA.. قاذفة روسية «غامضة» تتحدى «شبح أمريكا» القادم

في سماء التنافس الاستراتيجي، لا تُقاس الهيمنة الجوية بعدد الطائرات فقط، بل بقدرتها على التخفي، المناورة، وضرب الخصم حتى قبل أن يلتقط إشارتها.
وبينما تستعد قاذفة B-21 Raider الأمريكية لدخول الخدمة كـ«أخطر مقاتلة شبحية»، تُراهن روسيا على منافستها الغامضة PAK DA لإعادة تشكيل توازن الردع من جديد.
فهل تنجح « PAK DA» رغم الغموض، والتأخيرات في تهديد شبح أمريكا القادم؟
يقول موقع «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكي، إن مصمم الطائرات الروسي توبوليف بدأ العمل على تصميم PAK DA في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وأكد أنه من الناحية النظرية، فإن مشروع قاذفة القنابل الاستراتيجية الشبح PAK DA سيمنح موسكو القدرات المتطورة المخطط لدمجها في «رايدر» الأمريكية، إلا أنه مع ذلك، فسيظل المدى الحقيقي لمواصفات وقدرات القاذفة الروسية لغزا حتى تصل محطة الإنتاج.
وتعرض أسطول القاذفات الروسي الحالي لضربة قوية مؤخرًا، في أعقاب الهجمات التي شنتها كييف بطائرات بدون طيار تحت اسم «عملية سبايدر ويب». في الشهر الماضي، شنت كييف هجومًا غير مسبوق في عمق الأراضي الروسية، مستهدفة أربع قواعد جوية تضم قاذفات استراتيجية للبلاد.
ومع وجود عدد أقل من القاذفات في ترسانتها الآن، قد تحاول روسيا تسريع الجدول الزمني لتطوير سلسلة قاذفات الشبح القادمة.
وكان نائب رئيس الوزراء الروسي السابق للصناعة والتجارة دينيس مانتوروف، قال إن النموذج الأولي للقاذفة الشبح سيدخل مرحلة الإنتاج في 2021، إلا أن الجدول الزمني المتوقع لإنتاجها جرى تأجيله أكثر من مرة منذ ذلك الحين.
ولم تؤد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أوائل عام 2022 إلا إلى تعقيد الجدول الزمني للقاذفة أكثر. ونظرًا لأن PAK DA لا تزال في مرحلة التصميم، فإن الغالبية العظمى من المواصفات والتفاصيل المحيطة بالمنصة لا تزال لغزًا.
والجدير بالذكر أن تكوين الجناح الطائر للقاذفة والمقطع العرضي الراداري المصغر يعكسان قاذفة B-2 Spirit الأمريكية الصنع.
وفيما يتعلق بقدرات الذخيرة المزعومة، توقعت بعض التقارير أن يكون لـ PAK DA حمولة تبلغ 30 طنًا، أي أكثر من الحد الأقصى البالغ 20 طنًا لـ B-2.
في حين أشارت وسائل الإعلام الرسمية الروسية إلى أن قاذفة PAK DA قد تصل إلى خط الإنتاج بحلول عام 2027، إلا أن هذا التقدير يبدو مستبعدًا للغاية.
وكما أوضحت مجلة «ميليتري وتش» فإنه «مع ذلك، يبقى احتمال كبير أن تُدمج العديد من التقنيات الجديدة المُطورة للبرنامج في النسخ المُحسّنة المستقبلية من طائرة Tu-160M، ربما قبل أن تصبح القاذفة الشبحية الجديدة جاهزة للخدمة».
ولقد أثبت أسطول قاذفات القنابل B-2 "Spirit" التابع للقوات الجوية الأمريكية جدارته بعد الضربات الجوية الأمريكية «عالية المخاطر» التي استهدفت الأصول النووية الإيرانية في يونيو/حزيران الماضي.
وفي حين أن قاذفة B-2 كانت سلاحا رادعا منذ إدخالها إلى الخدمة قبل عقود، تعمل الولايات المتحدة على نشر خليفتها من الجيل التالي. وعندما تصل B-21 "Raider" القادمة إلى مرحلة الإنتاج، فإنها ستمثل تهديدًا أكثر فتكًا للخصوم الأمريكيين.