الفلسطيني إياد حجاج لـ"العين الإخبارية": منتج يهودي سبب اتهامي بالتطبيع
لقاء خاص لـ"العين الإخبارية" مع المخرج الفلسطيني إياد حجاج بعد اتهامه بالتطبيع.
فجأة ودون سابق إنذار، أصبح الفنان الفلسطيني الأصل إياد حجاج حديث الشارع الفني المصري، بعد اتهامه بالتطبيع، بسبب مشاركته في فيلم سينمائي مع منتج إسرائيلي الجنسية،
وهاجم عدد كبير من المثقفين والفنانين ووسائل الإعلام "إياد" أثناء وجوده في مدينة شرم الشيخ المصرية، لمشاركته في الدورة الثانية من المهرجان الذي يحمل اسم المدينة، وتقام فعالياته حاليا.
تواصلت "العين الإخبارية" مع إياد، لتعرف رده على الاتهامات التي طالته بالتطبيع، وكيفية اشتراكه في هذا الفيلم المشكلة، وعن مشاركته في المهرجان.
في البداية كيف استقبلت حالة الجدل التي أثارها وجودك في مهرجان شرم الشيخ؟
عرفت من بعض الأصدقاء أن عددا من الصحف والمواقع المصرية تشن حربا غير مفهومة عليّ بتهمة التطبيع، وأنا بريء منها تماما، فأنا فلسطيني سبق أن اعتقلته قوات الاحتلال، وسُجنت وعذبت قبل أن أغادر إلى أمريكا، فأنا مثل كل الفلسطينيين أحب أهلي وبلدي وأرضي، بل وأدافع عنها في أعمالي وفي المحافل الدولية التي أشارك فيها، وأُعرف نفسي أثناء وجودي بها بأنني المخرج الفلسطيني إياد حجاج.
وماذا عن الفيلم الذي تعاملت فيه مع منتج إسرائيلي؟
"منفعلًا".. والله العظيم ما كنت أعرف أنه إسرائيلي.. ففي عام 2013، قدمت فيلما عن الديناصورات وهو بعيد كل البعد عن السياسة، ولا يمت لفلسطين أو القضية الفلسطينية بصلة، وشارك في الفيلم منتج عرفت وقتها أنه يهودي وعادي جدا في هوليوود أن يوجد ممثل أو مخرج أو مصور يهودي في العمل، ولم أعرف وقتها أنه إسرائيلي، وانتهى الأمر.. لأفاجأ الآن بعد 5 سنوات بإثارة هذا الأمر، ولا أعرف سبب إثارته في هذا الوقت بالذات.
كلامك يحتاج إلى توضيح أكثر
دعني أخبرك بأنني أعيش في أمريكا، وبالتحديد في هوليوود عاصمة السينما، والتي لا تعترف سوى بالفن ولا تدخل فيها لدين أو عرق أو جنس أو وطن، الفيصل هناك هو الموهبة فقط، وبالتالي فأنت تتعامل مع كل الموجودين كفنان، وتُختار لأعمالك على أساس الموهبة، ومدى الإفادة التي يقدمها هذا الشخص للعمل، ودعني أخبرك بما هو أكبر من ذلك، فلا يوجد فيلم في أمريكا يخلو من ممثل أو منتج أو مخرج يهودي، حتى شركات التوزيع كلها مملوكة ليهود.
تقول إنك فلسطيني ومناضل.. لماذا لم تقدم أي أفلام عن القضية الفلسطينية؟
هذا ليس بيدي، فالأمر هناك صعب جدا، وصدقني لو كنت موجودا حتى الآن في فلسطين لصنعت عشرات الأفلام التي تتحدث عن القضية وعن الناس، ولكن في هوليوود كما قلت لك الأمر صعب جدا، لأن العملية صناعة وتجارة في المقام الأول، ورغم ذلك فأنا أدافع دائما عن الشخصية العربية في أعمالي التي أقدمها سواء كمنتج أو كممثل.
عرفت أنك لم تدرس الفن.. فكيف بدأت مشوارك كممثل في هوليوود؟
عندما تركت فلسطين منذ 19 عاما تقريبا، وأقمت في أمريكا، كان شغلي الشاغل بعد وصولي، هو تحسين دخلي والارتقاء بمستوى عائلتي الاقتصادي والاجتماعي، وللعلم فأنا في البداية كنت أدرس العلاج الطبيعي ثم تخصصت في علم النفس، إلى أن جاءت الفرصة والتي كانت بالصدفة البحتة لألتحق بالفن وأشارك كممثل لأول مرة، حيث عرفت من بعض الأصدقاء والمقربين أن فيلما سينمائيا يقدم عن أمريكا بعد 11 سبتمبر، ويريدون مجموعة من الشباب ملامحهم عربية، فتقدمت لأبدأ الطريق في عالم الفن.
بدأت كممثل.. فما سر تحولك بعد ذلك إلى منتج ومخرج؟
لأنه وببساطة، عندما تكون ممثلا فأنت ملتزم بالورق أو السيناريو الذي يعرض عليك، ويكون أمامك اختيار واحد من اثنين إما أن توافق وإما أن ترفض، وأنا كما قلت لك سابقا لدي وجهة نظر أحاول تنفيذها وهي تحسين صورة المواطن العربي في هوليوود، وهذا لن يتحقق إلا إذا كنت منتجا للعمل، خاصة إذا كانت هناك جهات كثيرة تتحكم في الأفلام وموضوعاتها كشركات التوزيع مثلا.
ماذا عن فيلمك "أحلام لم تراودني" الذي يعرض في مهرجان شرم الشيخ السينمائي؟
لا يمكن أن أصف لك كم السعادة التي انتابتني عندما علمت باختيار فيلمي للعرض في المهرجان، فكم كنت أتمنى المشاركة في المهرجانات العربية وبخاصة في مصر، وللعلم فالفيلم كان سيشارك في دورة مهرجان القاهرة السينمائي الماضية، ولكن للأسف في توقيت المهرجان لم أكن قد انتهيت من تجهيزاته النهائية، والفيلم حالة إنسانية وفنية جيدة، وأعتقد أن هذا سبب حصوله على العديد من الجوائز، فقد حصل على جائزة أفضل فيلم روائي طويل بمهرجان سان بدرو، وجائزة أفضل فيلم وأفضل ممثل في مهرجان وندد انترناشيونال، وأتمنى أن ينال جائزة في مهرجان شرم الشيخ.