باريس سان جيرمان ضد برشلونة.. الجبناء تزوجهم أمهاتهم
الأمل ضعيف لكنه موجود.. التفاؤل مطلوب رغم أن المنطق لا يشير إلا لبرج إيفل.. لكنها كرة القدم المعدومة من أي ثوابت.
كل هذه المشاعر ستحملها مباراة باريس سان جيرمان الفرنسي ضد برشلونة الإسباني (الأربعاء)، في إياب دور الـ16 لبطولة دوري أبطال أوروبا، على ملعب حديقة الأمراء في باريس.
وبعدما انتهت مباراة الذهاب بفوز باريس ٤-١ في ملعب الكامب نو، يواجه الهولندي رونالد كومان، المدير الفني لبرشلونة، صعوبة في تحقيق التوازن من أجل تحقيق نتيجة تؤهل فريقه إلى ربع النهائي.
وسيكون كومان مطالبا بالدفع بتشكيلة قوية من اللاعبين في محاولة لتعويض الخسارة 1-4، والتحلي بالشجاعة، فهي الطريق الوحيد لأي عودة حتى وإن كانت بعيدة، لكن الخوف لن يفيد الفريق، فكما قال الشاعر السوري الشهير نزار قباني: "الجبناء تزوجهم أمهاتهم"، وكرة القدم دائما للشجعان.
ذكرى الريمونتادا
ربما يكون الفريقان اللذان سيلتقيان الأربعاء هما نفس الفريقين تقريبا، ويلعبان في نفس المرحلة بالبطولة ذاتها، لكن فرص عودة فريق برشلونة في النتيجة أضعف بكثير مما كان عليه الوضع عندما التقيا في مارس/ آذار من عام 2017 على ملعب كامب نو.
تلك المباراة محفورة في الذاكرة الشعبية لفريق برشلونة، فلا يوجد فريق في تاريخ دوري أبطال أوروبا تمكن من قلب تأخره 0-4 في مباراة الذهاب، لكن هذا الفريق كان يمتلك خط هجوم مكونا من الأرجنتيني ليونيل ميسي، والأوروجواياني لويس سواريز، والبرازيلي نيمار، لكن التشكيل الذي سيدفع به كومان لا يضم اثنين من هؤلاء اللاعبين.
والأهم من كل ذلك كان الفريق وقتها لديه جيرارد بيكيه في أبهى صوره، بجانب صامويل أومتيتي وهو في كامل لياقته البدنية.
لكن الآن أصبح بيكيه أكبر بـ4 أعوام، ويغيب عن المباراة للإصابة، كما جعلت الإصابات أومتيتي شبحا للاعب الذي كان عليه في 2017.
وحافظ فريق برشلونة على سجله خاليا من الهزائم في آخر 4 مباريات، لكن الفريق بصدد مواجهة كيليان مبابي، الذي دمر دفاعاته في كامب نو قبل 3 أسابيع فقط.
تفاؤل الأيام الأخيرة
في الظروف العادية، ستكون التوقعات قليلة في رحلة برشلونة لاستاد "بارك دو برنس"، لكن الأيام القليلة الماضية لم تكن عادية.
وصوت أعضاء برشلونة يوم الأحد لخوان لابورتا ليعود لرئاسة النادي. والذي فاز بلقبين لدوري أبطال أوروبا في ولايته السابقة كرئيس لبرشلونة خلال الفترة من 2003 إلى 2010.
وسيكون الرئيس الجديد حاضرا للمباراة، بعدما صرح يوم الانتخابات قائلا: "لنذهب إلى باريس ونر ما إذا كان بإمكاننا قلب النتيجة لصالحنا".
واحتشد أساطير النادي حول موجة التفاؤل الجديدة، بعد فوز لابورتا، وتأهل الفريق لنهائي كأس ملك إسبانيا، بعد أن تمكن من تعويض هزيمته في ذهاب الدور قبل النهائي أمام أشبيلية بهدفين نظيفين، والفوز في مباراة الإياب 3-0.
شجاعة كومان؟
كل هذا يعني أن كومان يجب عليه أن يضع وجهه الشجاع وأن يحاول الحفاظ على عامل الشعور بالسعادة، بينما يعلم أن فرص الفوز في باريس برباعية نظيفة ضئيلة، وأن الدوري هو الطريق الأكثر منطقية للتتويج بلقب، بعدما تقلص الفارق مع أتليتكو مدريد لـ3 نقاط، وأصبح اللقب في المتناول قبل 12 جولة من النهاية.
وقال كومان عقب الفوز على أوساسونا في الجولة الأخيرة من الليجا: "سنذهب إلى باريس لتحقيق نتيجة إيجابية، لأن الفوز في باريس سيعني أن برشلونة سيعود إلى إسبانيا بعد أن استعاد كرامته".