تقرير شنغهاي.. سر استئناف ترامب حربه ضد الصين في سبتمبر
الرئيس ترامب قرر إعلان فرض الرسوم الجديدة على السلع الصينية بعد تلقيه تقريرا من الوفد الأمريكي الذي شارك في محادثات شنغهاي.
بعد أقل من 24 ساعة من انتهاء أولى المباحثات المباشرة وجها لوجه بين بكين وواشنطن بشأن حرب التجارة الدائرة منذ أكثر من 16 شهرا، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الخميس، استئناف حربه التجارية ضد الصين في سبتمبر المقبل.وفرض ترامب رسوما إضافية بنسبة 10% على كمية من السلع الصينية التي تستوردها الولايات المتحدة من الصين بقيمة 300 مليار دولار، اعتبارا من أول سبتمبر/أيلول المقبل.
تأتي هذه الرسوم بالإضافة إلى الرسوم التي فرضها ترامب منذ شهور بنسبة 25% على كمية من السلع الصينية قيمتها 250 مليار دولار، وهو ما يعني فرض رسوم على كل واردات الولايات المتحدة من الصين، في إطار النزاع التجاري بين البلدين.
- ترامب يشعل حرب التجارة مع الصين برسوم صغيرة على سلع بـ300 مليار دولار
- تغريدة "ترامب" تشعل أسواق المال والنفط والذهب
جاء إعلان الرسوم الأمريكية الجديدة، الخميس، في أعقاب المحادثات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم في مدينة شنغهاي الصينية في وقت سابق من الأسبوع الحالي. ولم تسفر المفاوضات عن أي تقدم ملموس في اتجاه تسوية الخلافات التجارية بين واشنطن وبكين.
وكتب الرئيس "ترامب" على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي: "نتطلع إلى مواصلة الحوار البناء مع الصين من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري شامل، ونشعر بأن المستقبل بين بلدينا سيكون مشرقا".
وفي إعلانه الرسوم الجديدة قال "ترامب": إن الصين تعهدت بزيادة مشترياتها من المنتجات الزراعية الأمريكية لكنها لم تفعل، وادعى أن الصين تراجعت عن تعهدها بالتوقف عن بيع المسكنات لأمريكا.
وتشير تصريحات ترامب إلى أن التنازلات التي قال إنه حصل عليها من الصين لم تتحقق، وأن إعلان فرض رسوم جديدة يعني عدم وجود ما يشير إلى نهاية قريبة للحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
ويصر الرئيس الأمريكي على أنه لا يعتزم إلغاء جولات المحادثات التجارية مع الصين في المستقبل.
من ناحيتها، ذكرت قناة "سي.إن.بي.سي" التلفزيونية الأمريكية أن الرئيس ترامب قرر إعلان فرض الرسوم الجديدة على السلع الصينية بعد تلقيه تقريرا من الوفد الأمريكي الذي شارك في محادثات شنغهاي في وقت سابق من الأسبوع الحالي بقيادة الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتزر ووزير الخزانة ستيفن مونشن.
واستمرت محادثات بين مسؤولين تجاريين من الصين والولايات المتحدة يسعون لإيجاد سبل لإنهاء حرب تجارية، طالت نحو نصف يوم فقط قبل أن تنتهي، أول أمس الأربعاء، برد مقتضب من وزارة الخارجية الصينية على تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبكين من "عواقب المماطلة".
ومع وصول الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشين إلى شنغهاي، الثلاثاء، اتهم ترامب بكين على موقع تويتر بـ"المماطلة"، وحذر من عواقب وخيمة على الصين إذا واصلت ذلك.
- النفط يهبط أكثر من 8% بعد تغريدة ترامب التجارية
- مسار الحرب التجارية على المحك.. واشنطن وبكين وجها لوجه لأول مرة
وشملت اجتماعات شنغهاي، وهي أول اجتماعات تجارية مباشرة منذ هدنة في الحرب التجارية بين البلدين أعلن عنها خلال قمة مجموعة العشرين الشهر الماضي، عشاء عمل أمس الثلاثاء، في فندق فيرمونت بيس التاريخي المطل على النهر في شنغهاي ومفاوضات دامت نصف يوم.
وفي بورصة نيويورك للأوراق المالية تراجعت أسعار الأسهم اليوم على خلفية القرار الذي لم يكن متوقعا.
كما جاء إعلان فرض الرسوم الإضافية على السلع الصينية بعد يوم واحد من قرار مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي خفض سعر الفائدة الرئيسية بمقدار ربع نقطة مئوية، بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي والغموض الناجم عن الحروب التجارية.
كان المزارعون الأمريكيون، وهم كتلة انتخابية رئيسية للرئيس "ترامب" قد تضرروا بشدة من الحرب التجارية.
وقد أعلن الرئيس ترامب عن خطة لدعم القطاع الزراعي بمقدار 16 مليار دولار خلال العام الحالي بعد إعلانه في العام الماضي خطة مماثلة بقيمة 12 مليار دولار.
ومن المتوقع أن تتخذ الصين خطوات مماثلة لدعم اقتصادها في أعقاب ظهور مؤشرات على تباطؤه في ظل الحرب التجارية.