"العين الإخبارية" تجري مقابلة خاصة مع باربارا أ ليف، سفيرة واشنطن السابقة لدى الإمارات
"محور مستقبل السلام بالشرق الأوسط".. هكذا وصفت الدبلوماسية الأمريكية المخضرمة السفيرة باربارا أ ليف، معاهدة السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل.
ليف التي شغلت منصب سفيرة لواشنطن لدى أبوظبي بالفترة من 2014 إلى 2018، عادت في مقابلة مع "العين الإخبارية"، للحديث عن معاهدة السلام بين إسرائيل والإمارات التي تم توقيعها اليوم الثلاثاء، بالبيت الأبيض.
وأشادت السفيرة بالخطوة الإماراتية بتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل معتبرة أنها "جبارة"، كما استشرفت خلال اللقاء أوضاع الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية بشكل خاص، علاوة على مجالات التعاون الممكنة.
كما تحدثت أيضا عن توقعاتها للدول التي من المحتمل أن تنضم لدائرة السلام العربي مع إسرائيل، معتبرة أن الموقف الإيراني من المعاهدة "طبيعي" بالنسبة لبلد يرفض أي دعوة للتعايش والتسامح بالمنطقة.
وشغلت ليف مناصب دبلوماسية رفيعة في عدد من العواصم العربية والعالمية مثل القاهرة وتونس والقدس وروما وسراييفو وباريس.
كذلك تقلدت مناصب رفيعة بالخارجية الأمريكية، بينها منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شبه الجزيرة العربية، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون العراق، والمدير الأول لـ"مكتب الشؤون الإيرانية" بالخارجية الأمريكية.
محور سلام
وفي معرض حديثها عن التأثير المتوقع لمعاهدة السلام الإماراتية مع إسرائيل على مستقبل المنطقة، قالت "ليف" إن المعاهدة تمثل "المحور الذي تتمركز حوله مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط".
وأضافت أن اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل ليست مجرد سلام بين دولة مع إسرائيل، بل هي خطوة ديناميكية من المتوقع أن تشجع على فتح الطريق أمام دول أخرى للقيام بذلك، حيث سيكون لها مستقبلا، نوع من التأثير الديناميكي بالمنطقة".
وأعربت عن اعتقادها الجازم بأن المعاهدة ستؤثر حتما على عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، رغم أنه من الصعب رؤية طبيعة هذا التأثير من الوهلة الأولى، على حد تعبيرها.
وتابعت أن الخطوة تشكل "تطورا مذهلا، إذ استقبل الجميع في واشنطن الإعلان الإماراتي بالسلام مع إسرائيل على أنه مفاجأة سارة في العديد من الزوايا.. لقد كانت مفاجأة كبيرة".
وبالنسبة لها قال:"عندما سألني زملائي وأصدقائي هنا في العاصمة واشنطن هل كنت أعلم (عن معاهدة السلام)، في الحقيقة لم أكن أعلم رغم أني كنت أتوقع أمرا مماثلا".
وأكدت :"الجميع يعلم أن الإمارات دولة رائدة في التسامح والتعايش السلمي، حيث استضافت العديد من الأحداث الدولية الهامة التي شارك فيها إسرائيليون".
رسالة للإمارات.. بالعربية
باللغة العربية، هنأت ليف دولة الإمارات قيادة وشعبا بمعاهدة السلام، قائلة "ألف مبروك" بـ"هذا الإنجاز الهائل، والفرصة العظيمة، وأود أن أهنئ القيادة الإماراتية والشعب الإماراتي.. تهانينا وحظ سعيد".
أفق التعاون
أما عن مجالات التعاون التي من الممكن أن تنبثق عن معاهدة السلام، أوضحت "ليف" أن الأخيرة "ستكون لها فائدة هائلة على الجانبين، كما أن علاقة كلا البلدين بواشنطن ستتأثر إيجابيا".
وفي سياق حديثها عن مجالات التعاون الممكنة بين الإمارات وإسرائيل، شددت على أن هذا التعاون لن يعود بالنفع على شعبي البلدين فحسب، بل أيضا على شعوب المنطقة والعالم أيضا.
وبينت أنه يمكن لحكومات البلدين الاستفادة من مجال التكنولوجيا الواعد فيهما، ويمكن لحكومة الإمارات أن تستفيد من الإمكانيات الواعدة للأمن الغذائي الإسرائيلي، فضلا عن الإمكانيات التجارية الواضحة بالبلدين.
كما من المتوقع "ازدهار صناعة السياحة في البلدين متأثرة بمناخ السلام الثنائي، وبلا شك سيكون هناك تعاون مثمر لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب"، بحسب الدبلوماسية الأمريكية المخضرمة.
العلاقات العربية الإسرائيلية
وعن العلاقلات العربية الإسرائيلية، اعتبرت السفيرة الأمريكية أنه رغم معاهدات السلام والعلاقات الطبيعية بين إسرائيل وكل من مصر والأردن، إلا أن السلام مع الإمارات مختلف تماما لأسباب عديدة.
أضافت أن أول الأسباب، هو أن "مصر والأردن كان لديهما تاريخ كبير من الأعمال العسكرية ضد جارتهما إسرائيل، وكل الأطراف خسرت أراض وأرواحا خلال صراعهما المرير، لكن الإمارات وإسرائيل لم تخوضا قط هكذا صراع".
أما السبب الثاني، تقول السفيرة، فيعود لريادة الإمارات وإسرائيل بالمنطقة والعالم، مضيفة: "لقد أكد لي عدد من المسؤولين والقادة الإماراتيين عزمهم المضي قدما في التعاون المثمر بين البلدين بعدة مجالات".
دائرة السلام
وحول توقعاتها بشأن توسع محتمل لدائرة السلام العربي الإسرائيلي، بعد الإمارات والبحرين، قال ليف: "دعني أكون صريحة معك: رغم أن خطوة السلام بين الإمارات وإسرائيل جبارة ويمكن أن تؤثر إيجابا على المنطقة، لكن هناك مجموعة من الاعتبارات المهمة للدول العربية في مواقفهم التقليدية بالسياسة الخارجية".
وأردفت"تبدو سلطنة عُمان الأقرب لتكون الدولة التالية في السلام مع إسرائيل، حيث تعد السلطنة متقدمة على بقية دول الخليج في استقبالها وزراء خارجية إسرائيليين بالعاصمة مسقط في ضيافة السلطان الراحل قابوس بن سعيد، وهناك نوع مما يمكن أن أسميه علاقات طبيعة بين البلدين لكن دون أن تكون رسمية".
وأعربت عن اعتقادها بأن "سلطنة عمان مازالت تفكر كثيرًا في الأمر، وشخصيا أميل إلى الاعتقاد بأنها ستواصل ما تفعله، وهو أن تكون صديقًا محايدًا للغاية للطرفين، ولكن دون اتخاذ خطوة نحو العلاقات الرسمية".
موقف إيران
وتعليقا على موقف إيران الرافض لمعاهدة السلام، اعتبرت ليف أن الموقف "تقليدي من قبل طهران، ذلك أن فكرة تأسيس هذا البلد يعتمد بالأساس على معاداة الولايات المتحدة وإسرائيل".
ولفتت إلى أنه بعد 41 عامًا من الثورة الإيرانية، تظل ركائزها معاداة واشنطن وتل أبيب، مشيرة إلى أن من الصعب التخلي عن الفكرة العدوانية التي يعتمد عليها النظام الإيراني دون إلغاء الثورة نفسها وهدم النظام.
وأكدت أن "ردود الفعل العدائية من مرشد إيران علي خامنئي أو الرئيس حسن روحاني، مرورا بوزير الخارجية جواد ظريف وآخرين، أمر متوقع اعتدنا عليه في واشنطن".