البابا فرنسيس يخالف اعتقادا سائدا عن الكنيسة حول المتعة الجنسية
الكنيسة الكاثوليكية لطالما تعاملت مع "اللذة بخزيّ، وكأنها شيء يجب تجنّبه".
كشف كتاب جديد صدر باللغة الإيطالية قبل أيام يحمل عنوان "أرض المستقبل"، عن أقوال للبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، تعلن ما وصفه متابعون "موقفاً إيجابياً من اللذة بشكل عام، ومن اللذة الجنسية بشكل خاص".
الكتاب من تأليف الكاتب والناشط البيئي الإيطالي كارلو بيتريني، وهو عبارة عن ثلاثة حوارات مطوّلة أجراها مع بابا الكنيسة الكاثوليكية بين عامي 2018 و2020، على ما كشف تقرير لموقع "بي بي سي عربي".
ويقول الموقع: خلال أحد الحوارات، يقول بيرتيني للبابا فرنسيس، إنّ الكنيسة الكاثوليكية لطالما تعاملت مع "اللذة بخزيّ، وكأنها شيء يجب تجنّبه". فيجيبه البابا: "أدانت الكنيسة اللذة اللاإنسانية، الخشنة، المبتذلة، لكنها قبلت دائماً المتعة الإنسانية، الرصينة، الأخلاقية".
وأضاف: "خلقت لذّة الأكل للحفاظ على صحتنا من خلال تناول الطعام، وعلى المنوال ذاته خلقت المتعة الجنسية لجعل الحب أكثر جمالاً، ولضمان استمرار النوع"، ووصف البابا النزعة الرافضة للذة بأنها "أخلاقيات متعصّبة، تمثّل تفسيراً سيئاً للرسالة المسيحية، وقد خلّفت ضرراً كبيراً لا يزال يلمس إلى اليوم".
ويقول التقرير: يعدّ الحديث عن الطعام والجنس كمتعتين في سياق إيجابي، أمراً مستغرباً في الأدبيات الكاثوليكية الشائعة، والتي تُربط دوماً بالتعفّف، ونبذ الشهوات الجسدية كافة، والابتعاد عن الملذات الدنيوية.
ويضيف: في القرون الوسطى على سبيل المثال، كانت الشراهة، أو استهلاك الطعام بإفراط، تعدّ خطيئة كبرى، وغالباً ما كانت الكنيسة عبر التاريخ تقدّس الشخصيات التي زهدت بالحياة حدّ إماتة النفس، وترفع من شأن القديسين الذين تحمّلوا الألم.
ويرى التقرير أنه منذ سيامته في العام 2013، يطلق البابا الأرجنتيني تصريحات مثيرة للاهتمام، تبدو أكثر انفتاحاً وتقدمية من مواقف أسلافه، على سبيل المثال، نسب إليه مقال صدر في صحيفة إيطالية قبل سنوات تأويلاً لاهوتياً عن "عدم وجود الجحيم"، الأمر الذي نفاه الفاتيكان لاحقاً.
ونقل التقرير عن محليين لمسيرة فرنسيس، أنّه يسعى لاحتضان فئة الشباب المبتعد عن الكنيسة، وتغيير صورتها من مؤسسة متحجرة إلى مؤسسة منخرطة في عالم اليوم، هكذا، يغرّد باستمرار بلغات متعدّدة عن الرحمة، والحبّ، والحنان، ويحكي عن البيئة، وعن العدالة الاجتماعية، وعن الفقراء. في هذا السياق، يمكن فهم انخراط البابا بشكل معمّق في النقاش حول البيئة، وتأسيسه لتيار بيئي كاثوليكي، يستند إلى مضمون رسالته "كن مسبحاً".
وخلص التقرير إلى أنه من الواضح أنّ تصريح البابا فرنسيس حول اللذة الجنسية يأتي في إطار فلسفة أشمل، تهدف لمنح الكنيسة دوراً في مستقبل الكوكب، وفي السعي لإعادة التوازن بين الإنسان والطبيعة، ونشر ثقافة الحفاظ على الأرض كجزء من نعم الخالق.
aXA6IDMuMTMxLjEzLjI0IA== جزيرة ام اند امز