البابا فرنسيس في البحرين.. زيارة تعضد وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية
تعيد زيارة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، للبحرين، الخميس، للأذهان زيارته التاريخية إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي عام 2019.
وشكلت زيارة البابا فرنسيس إلى دولة الإمارات محطة فارقة، كونها الأولى من نوعها لأحد باباوات الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية. واليوم، يزور رأس الكنيسة الكاثوليكية المنطقة للمرة الثانية لحضور ملتقى البحرين للحوار.
ملتقى البحرين للحوار الذي ينعقد تحت عنوان "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" يمثل أحد أهم الفعاليات الهادفة لمد جـسـور الحوار بين قادة الأديان والمذاهب ورموز الفكر والثقافة.
ويشارك في الملتقى شخصيات ورموز دينية في طليعتها شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكيـة ومؤسسات دولية معنية بالحوار والتعايش الإنساني والتسامح.
وأشاد محمد جلال الريسي مدير عام وكالة أنباء الإمارات، في مقال تحليلي نشرته الوكالة، بأهمية ملتقى البحرين للحوار، مؤكدا أنه يمثل "واحدا من أهم الفعاليات الهادفة لمد جـسـور الحوار بين قادة الأديان والمذاهب ورموز الفكر والثقافة".
ولفت الريسي إلى الأهمية الاستثنائية التي شكلتها زيارة رأس الكنيسة الكاثوليكية لأبوظبي في 2019، موضحا أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وصفها بأنها "تجسد إيماننا العميق بقيم المحبة والتسامح والإنسانية والجهود الرامية إلى السلام والأمن والاستقرار والتقارب بين مختلف الشعوب والثقافات".
وربط الريسي بين زيارة أبوظبي وزيارة المنامة، قائلا: "لقد أثمرت الزيارة توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين الرمزين الدينيين الكبيرين شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكيـة. وفي ملتقى البحرين يلتقي البابا وشيخ الأزهر مجددا بعد 3 سنوات على لقاء أبوظبي للبناء على ما تحقق".
وتابعت: "الملتقى البحريني هدفه تسليط الضوء على مبادئ عامة وجوهرية باتت الإنسانية في أشد الحاجة إليها بعد سلسلة من الأزمات الضخمة ألقت بظلالها على العالم سواء بجائحة كورونا مرورا بالحروب وتنامي التطرف والإرهاب والشعوبية والازمات الاقتصادية التي تئن منها ملايين الأسر حول العالم".
ولفت مدير عام وكالة أنباء الإمارات إلى دلالة توقيت زيارة البابا فرنسيس الحالية للبحرين، موضحا أن "توقيت عقد هذا الحدث وحجم ونوعية المشاركة فيه.. يعد استثنائيا كونه يأتي بعد سلسلة الإغلاقات الدولية بسبب كورونا".
وأضاف: "لهذا فالآمال المعقودة عليه كبيرة وعلى رجال الدين في معالجة تحديات العصر، ودعم حوار الأديان وتحقيق السلم العالمي خاصة مع حضور رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر على رأس المشاركين.
وأوضح الريسي أن "الحوار الذي تستضيفه مملكة البحرين الشقيقة يؤكد دورها الإيجابي في ترسيخ خريطة الحوار العالمي بين الأديان يتجلى بشكل لافت في استقبال رأس الكنيسة الكاثوليكية"، لافتا إلى أن "البحرين تستضيف عشرات الآلاف من المسيحيين المقيمين في البلاد، من مختلف الطوائف".
كذلك رأى أن " زيارة البابا تؤكد على حسن العلاقة مع العالم الإسلامي وعلى القيم التي رسختها وثيقة الأخوة الإنسانية مع شيخ الأزهر في الإمارات عام 2019"، ولذلك فإن "مؤتمر المنامة يؤكد المسؤولية المشتركة التي تقع على عاتق رجال الدين للعمل باتجاه السلام، والعدالة وهو يبني على ما تحقق في لقاء أبوظبي التاريخي".
وانتهى محمد جلال الريسي مدير عام وكالة أنباء الإمارات، بالتشديد على أن الآمال المعقودة على الملتقى "كبيرة في أن يخرج بتوصيات تعمق الحوار والتعايش وعلى القيم العليا للإنسانية".
وتأتي زيارة البابا إلى المنامة تلبية لدعوة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة لحضور ملتقى "البحرين للحوار" والذي يعقد تحت عنوان "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني".
وانطلقت أعمال الملتقى، في وقت سابق الخميس، ومن المقرر أن يلقي البابا فرنسيس كلمة أمامه الجمعة. وتجري أعمال الملتقى بالتعاون مـع الأزهـر الشـريف ومجلس حكماء المسلمين والكنيسة الكاثوليكيـة، ومؤسسات دولية مختلفة معنية بالحوار والتعايش.
وتعقد جلسات الملتقى بمركز عيسى الثقافي، وتركز على تعزيز التعايش العالمي والأخوة الإنسانية، ودور رجال الأديان في معالجة التحديات المعاصرة المختلفة.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjExMSA= جزيرة ام اند امز