صلاة التسابيح.. حكمها وكيفيتها وفضلها
أداء صلاة التسابيح نعمة وفضل كبير، فهي تغفر الذنوب جميعها وتطهر القلوب، في هذا التقرير إليكم خطوات تأدية صلاة التسابيح وفضلها وحكمها.
تُعدّ صلاة التسابيح رحلة إيمانية فريدة، حيث تُلامس الروح وتُنيرُ القلبَ بنورِ التسبيحِ والتكبيرِ. فهي صلاةٌ نافلةٌ ذاتُ فضلٍ عظيمٍ، وتُسمّى أيضًا صلاةَ التسبيحِ لِكثرةِ التسبيحِ فيها.
وتتميّزُ صلاةُ التسابيحِ بِتَكرارِ التسبيحِ والتكبيرِ في كلِّ ركعةٍ، ممّا يُضفي عليها جوًّا إيمانيًّا مُميّزًا، ويُساعدُ على الخُشوعِ والتأمّلِ. كما أنّها تُؤدّى في أيّ وقتٍ من النهارِ أو الليلِ.
صلاة التسابيح من النوافل، وحديث صلاة التسابيح ثابت عند جمهور من المحققين، وفقا لدار الإفتاء المصرية.
ما هي صلاة التسابيح؟
صلاة التسابيح هي واحدة من أنواع صلاة النوافل المستحبة، وتُصلى بأربع ركعات بتشهد واحد أو بتسليمتين. و تُسمى أيضاً صلاة التسبيح؛ لاشتمالها على الإكثار من التسبيح، وتُصلى 4 ركعات، "أى بتسليمة واحدة"، بدون تشهد أوسط، وفقا لدار الإفتاء المصرية.
كيفية أداء صلاة التسابيح؟
وفي كل ركعة من الركعات الأربع في صلاة التسابيح يقرأ المصلي بفاتحة الكتاب وسورة أى سورة يختارها، ثم يقول وهو قائم بعد القراءة مباشرة وقبل الركوع هذه التسبيحات الأربع: سبحان الله - الحمد لله - لا إله إلا الله - الله أكبر 15 مرة.
يركع المصلي وبعد التسبيح المعتاد في الركوع يقول: سبحان الله - الحمد لله - لا إله إلا الله - الله أكبر 10 مرات، ثم يرفع رأسه من الركوع قائلًا: سمع الله لمَن حمده، ثم يقول: سبحان الله - الحمد لله - لا إله إلا الله - الله أكبر 10 مرات.
ويهوي المصلي ساجدًا، وبعد التسبيح المعتاد في السجود يقول: سبحان الله -- الحمد لله - لا إله إلا الله - الله أكبر 10 مرات، ثم يرفع رأسه من السجود بين السجدتين بعد الدعاء المعتاد، فيقول سبحان الله - الحمد لله - لا إله إلا الله - الله أكبر 10 مرات.
ثم يسجد المصلي وبعد التسبيحات المعتادة في السجود يقول: سبحان الله - الحمد لله - لا إله إلا الله - الله أكبر 10 مرات، ثم يرفع رأسه من السجود ويجلس القرفصاء في استراحة خفيفة بين السجود والقيام ويقول: سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر 10 مرات، فذلك 75 مرة في كل ركعة.
المصلي يفعل ذلك 4 مرات، أى في الركعات الأربع، فتكون 300 تسبيحة.
فضل صلاة التسابيح
وعن ثواب صلاة التسابيح وفضلها فقد أوضح العلماء والفقهاء أن صلاة التسابيح خلال شهر رمضان، خاصة في الأيام العشر الأواخر تُزيد الأجر وتمحي الذنوب، فهي صلاة تنجي من المعصية، وعندما يأتيها المسلم العابد في ليلة القدر، كأنه يطهر روحه ويكتب لنفسه أجر كبير، ومن أهم فضائل صلاة التسابيح أنها مكفرة للذنوب ومفرجة للكروب وميسرة للعسر، ويقضي الله بها الحاجات، ويؤمن الروعات، ويستر العورات"
حكم صلاة التسابيح
تؤكد دار الإفتاء المصرية أن صلاة التسابيح مشروعةٌ مستحبةٌ عند مذهب الشافعية والحنفية وفقا للحديث الشريف عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه:
"يا عباس يا عماه! ألا أعطيك! الّا أمنحك! ألا أحبوك! ألّا أفعل لك عشر خصال! إذا أنت فعلت ذلك غفر الله ذنبك، أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته، عشر خصال.
أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا.
ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا، ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة.
تفعل ذلك في أربع ركعات، إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة".
كما يرى الحنابلة بجوازها، ويرى بعض العلماء أنها غير مستحبة، ذهابًا منهم إلى تضعيف حديثها ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات، ويُروى هذا عن الإمام أحمد، وإليه ميل الحافظ بن حجر في "التلخيص"، حيث نقل تضعيف حديثها عن ابن تيمية والمزي.
وقال الدكتور أحمد ممدوح، من علماء دار الإفتاء المصرية: "ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة التسابيح، واختلف العلماء في الحكم عليه بين مصحح ومضعف، والمعتمد أنه حديث ثابت كما قال بذلك علماء الحديث مثل الإمام ابن الصلاح وغيره".
أدعية صلاة التسابيح
في صلاة التسابيح نلتزم بالتسبيح على مدار أربع ركعات بتشهد واحد أو ركعتين بتشهد وتسليم وركعتين بتشهد وتسليم، ويكون نص التسبيح الذي نردده: "سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر".
ووفق موقع "islamweb" ورد عن الطبراني: "فإذا فرغت فقل بعد التشهد وقبل السلام: «اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم حتى أخافك".
"اللهم إني أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك، حتى أعمل بطاعتك عملًا استحق به رضاك وحتى أناصحك بالتوبة خوفًا منك، وحتى أخلص لك في النصيحة حبًا لك، وحتى أتوكل عليك في الأمور كلها، حسن ظني بك، سبحان خالق النور»، ثم يزيد بعد ذلك ما شاء من دعاء بما أهمه".