فيسبوك يفكك حملة تدعم "ترامب" لسبب خطير
شركة "رالي فورج" دشنت 200 حساب و55 صفحة على فيسبوك و76 حسابا على أنستقرام، وتابع 373 ألف شخص، واحدة على الأقل من صفحات فيسبوك
فكك موقع فيسبوك حملة داعمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتبر أنها مضللة للناخبين الأمريكيين، تقف وراءها شركة "رالي فورج" للتسويق قبل 26 يوما من موعد الانتخابات الرئاسية.
وقامت الحملة أساسا على نشر تعليقات حول مواضيع مختلفة، خاصة لنقد المرشح الديمقراطي جو بايدن، والدفاع عن ترامب "لإعطاء انطباع بوجود دعم واسع لآرائه"، وفق بيان نشره الموقع الخميس.
وفيسبوك، عملاق وسائل التواصل الاجتماعي الذي غالباً ما يتعرض للانتقاد بسبب قواعده المتساهلة إزاء المحتوى السياسي على منصّاته، أشار في البيان إلى أن "العمليات الخادعة على غرار هذه العملية تطرح تحديات معقدة، بشكل خاص لأنها تشوّش الحدود بين النقاش العام والتلاعب".
ووجدت الشبكة الاجتماعية علاقة بين التعليقات المعنيّة و"رالي فورج" وذلك "على الرغم أن الأشخاص (الضالعين) في هذه العملية حاولوا إخفاء هوياتهم والتنسيق بينهم". وتعمل هذه الشركة لصالح منظمة "تورننغ بويت يو إس آي" الداعمة لترامب.
وركزت المنظمة، المستقلة نظريا عن حملة الملياردير الجمهوري، نشاطها منذ عام 2019 على نشر الأفكار المحافظة في الولايات المتأرجحة التي لا تعد نتائج التصويت فيها محسومة لصالح مرشح بعينه.
وأنشأت شركة "رالي فورج" التي كانت جريدة "واشنطن بوست" أول من لاحظ نشاطها، 200 حساب و55 صفحة على فيسبوك و76 حسابا على أنستقرام حظرتها الشبكة الاجتماعية.
وتابع نحو 373 ألف شخص، واحدة على الأقل من تلك الصفحات على فيسبوك، وتابع قرابة 22 ألف مستخدم على أنستقرام أحد الحسابات الضالعة في العملية على موقع مشاركة الصور.
وأوضح فيسبوك أن "كثيرا من الحسابات استخدمت صورا عامة وتصرفت كأنها لأشخاص يمينيين يقطنون في مناطق متفرقة في الولايات المتحدة".
وبدأت العملية عام 2018 ثم تمّ تعليقها قبل أن تستأنف في يونيو/حزيران الماضي، باستعمال أسماء أشخاص حقيقيين مع إدخال تعديلات طفيفة عليها.
وقالت المنصة "نقدّر أن تغيير التكتيك يعود إلى أن أغلب الحسابات المزيفة جرى التعرف عليها عبر نظامنا للرصد الآلي".
وزاد فيسبوك منذ أشهر عمليات تفكيك الحملات المحلية والأجنبية لعدم تكرار ما حصل عام 2016، حين استُعملت الشبكة في عمليات مكثّفة للتلاعب بالناخبين خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية والاستفتاء حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
قرارت صادمة من فيسبوك
وأمس الخميس، أعلن فيسبوك أن كل الإعلانات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، سواء كان موضوعها سياسياً أم اجتماعياً، سيتم منعها على كل منصاته في الولايات المتحدة، فور إغلاق صناديق الاقتراع ليل الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
قال في بيان إنّه اتّخذ هذا القرار للحدّ من مخاطر حصول "ارتباك أو استغلال"، في وقت يتوقع فيه أن تكون نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية موضع نزاع شديد.
وكانت المجموعة الكاليفورنية أعلنت في مطلع سبتمبر/أيلول أنّها لن تسمح ببثّ أيّ إعلان سياسي جديد في الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية.
وأضاف فيسبوك في بيانه أنّه سيحظر أيضاً "كل الدعوات للذهاب لمراقبة الانتخابات في مراكز الاقتراع إذا ما كانت صياغة هذه الدعوات تنطوي على تعابير عسكرية أو على فكرة لترهيب مسؤولي الانتخابات أو الناخبين أو السيطرة عليهم".
وعلى غرار تويتر ويوتيوب، يشعر فيسبوك بالقلق من أنّ صدور نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة قد يستغرق وقتًا طويلاً بسبب إدلاء أعداد متزايدة من الناخبين بأصواتهم عبر البريد تجنّباً للمخاطر الناجمة عن التصويت الحضوري في ظلّ جائحة كوفيد-19، وما سيترتّب على هذا التأخير من خطر حدوث أعمال عنف في الشارع.
وقال كبار المسؤولين في فيسبوك خلال مؤتمر صحفي إنّه "إذا أعلن مرشّح أو حزب فوزه قبل الأوان، قبل إعطاء وسائل الإعلام الرئيسية النتيجة، فسنضيف معلومات محدّدة تشير إلى أنّ فرز الأصوات لا يزال جارياً وأنّ الفائز لم يُحدَّد بعد"، مشدّدين على أنّ فيسبوك "أفضل استعداداً من أيّ وقت مضى".
وقال نائب رئيس فيسبوك لشؤون النزاهة غي روزين "نعتقد أنّنا فعلنا أكثر مما فعلت أيّ شركة أخرى خلال السنوات الأربع الماضية للمساعدة في ضمان نزاهة الانتخابات. وهذا يشمل منع التدخّلات، ومكافحة الأخبار المضلّلة ومحاولات ثني الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم".