القطاع الخاص في مصر أسير الانكماش 26 شهرا متتاليا.. فتش عن الدولار
بقي القطاع الخاص غير النفطي في مصر أسيرا للانكماش 26 شهرا على التوالي، متأثرا بمجموعة من العوامل المعيقة وعلى رأسها شح الدولار.
وأظهر مسح مؤسسة ستاندرد اند بورز جلوبال، اليوم الأحد، أن الانكماش في نشاط القطاع الخاص غير النفطي في مصر دخل شهره السادس والعشرين على التوالي مع تأثر الأعمال سلبا بارتفاع التضخم والنقص المستمر في العملات الأجنبية.
انهيار ملحوظ
وانخفض مؤشر مديري المشتريات لمصر إلى 45.5 نقطة في يناير/كانون الثاني من 47.2 نقطة في ديسمبر/كانون الأول، وهو أقل بكثير من المستوى المحايد عند 50 نقطة الذي يشير إلى نمو النشاط الاقتصادي.
وقالت ستاندرد اند بورز جلوبال "عانى الاقتصاد المصري غير النفطي من انكماش حاد في ظروف التشغيل في يناير/كانون الثاني، إذ أدى انخفاض الجنيه إلى تسارع كبير في ضغوط الأسعار".
وارتفع المؤشر الفرعي لأسعار المدخلات الإجمالية إلى 72.3 نقطة من 65 نقطة في ديسمبر/كانون الأول وزاد المؤشر الفرعي لأسعار الشراء إلى 72.7 نقطة في أعلى قراءة له منذ الأشهر التي أعقبت خفض قيمة العملة إلى النصف بعد اتفاق سابق مع صندوق النقد الدولي في عام 2016.
وكان المؤشر الفرعي لأسعار الشراء سجل 64.3 نقطة في ديسمبر/كانون الأول.
زيادة في تكاليف الشراء
وقالت ستاندرد اند بورز جلوبال "ما يقرب من نصف الشركات التي شملها المسح شهدت زيادة في تكاليف الشراء منذ نهاية العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع قوي وسريع في النفقات الإجمالية".
وكان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أفاد الشهر الماضي بأن التضخم الأساسي في مصر قفز إلى أعلى مستوى في خمس سنوات عند 21.3% في ديسمبر/كانون الأول.
وأشارت ستاندرد اند بورز جلوبال إلى أن ضغوط التضخم المتزايدة والتأثير على الطلب أدى إلى انكماش حاد في الإنتاج عبر القطاع غير النفطي في يناير/كانون الثاني.
وأضافت "بعض الشركات قالت إن قيود الاستيراد أدت إلى مزيد من النقص في الإمدادات، مما أعاق النشاط وساهم في الارتفاع المستمر في الأعمال المتراكمة".
وانخفض المؤشر الفرعي للإنتاج إلى 42.3 نقطة في يناير/كانون الثاني من 44.8 نقطة في ديسمبر/كانون الأول كما هبط المؤشر الفرعي للطلبات الجديدة إلى 42.6 نقطة من 45.5 نقطة.
نقص الدولار
ولا تزال مصر تعاني من نقص في العملات الأجنبية على الرغم من انخفاض قيمة الجنيه المصري بنحو 50% منذ مارس/آذار وإبرام البلاد اتفاقا مع صندوق النقد الدولي على حزمة إنقاذ جديدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار في ديسمبر/كانون الأول.
وقال ديفيد أوين، الخبير الاقتصادي في ستاندرد اند بورز جلوبال "نقص الدولار زاد بشكل كبير من التحديات الاقتصادية التي واجهت مصر في 2022، ومن المرجح أن يظل مشكلة كبيرة هذا العام".
وأضاف "وبناء عليه.. انخفضت توقعات الأعمال للأشهر الاثني عشر القادمة إلى ثالث أدنى مستوى لها على الإطلاق مع توقع الشركات أن تؤدي القضايا المتعلقة بالعرض والسعر إلى إعاقة الطلب بشكل أكبر".