وزير الدفاع سيرغي شويغو.. "مهندس" العسكرية الروسية
مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن العملية العسكرية في أوكرانيا، تسلطت الأنظار على الدائرة المقربة منه والتي شملتها العقوبات الغربية.
وبالرغم من أن المسؤولية النهائية عن العملية تقع على عاتقه بصفته القائد الأعلى، لكنه دائما ما اعتمد على رجاله المخلصين، الذين بدأ العديد منهم أيضًا حياتهم المهنية في الأجهزة الأمنية الروسية، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
ومن بين هؤلاء وزير الدفاع وحليف بوتين سيرغي شويغو، الذي يؤمن بأهداف بوتين المتمثلة في تجريد أوكرانيا من السلاح وحماية روسيا من أي تهديدات عسكرية غربية.
وذكرت "بي بي سي" أن هذا الرجل، شويغو، يذهب في رحلات الصيد مع الرئيس الروسي إلى سيبيريا، وكان ينظر إليه في الماضي باعتباره خليفة محتملا.
وقالت فيرا ميرونوفا، المتخصصة في النزاعات المسلحة: "كان من المفترض أن يتجه شويغو إلى كييف، إنه وزير الدفاع وكان من المفترض أن يفوز بها".
وينسب إليه الفضل في السيطرة العسكرية على شبه جزيرة القرم عام 2014، وكان مسؤولا عن وكالة الاستخبارات العسكرية (GRU).
ويعتقد خبير الأمن الروسي والكاتب أندريه سولداتوف أن وزير الدفاع لا يزال يمثل أكثر الأصوات تأثيرا في أذن الرئيس بوتين.
وأضاف: "شويغو ليس مسؤولا عن الجيش فحسب، بل مسؤولا جزئيًا أيضا عن الأيديولوجية، والأيديولوجية الروسية تتعلق في الغالب بالتاريخ وهو من يسيطر على السرد".
وبصفته وزيرا للدفاع سيكون على دراية بعدد النكسات التي تعرضت لها روسيا بالضبط في محاولتها وقف تهديدات أوكرانيا.
من هو شويغو؟
ولد وزير الدفاع الروسي في 21 مايو/أيار لعام 1955 في توفا، قرب منغلويا، وهو ابن لأم روسية ولدت في أوكرانيا.
وتخرج في معهد الفنون التطبيقية في سيبيريا مع شهادة في الهندسة المدنية عام 1977، ثم شق طريقه بمجال صناعة البناء حتى وصل إلى مناصب تنفيذية، بحسب صحيفة "ذا ناشيونال" الاسكتلندية.
وانضم إلى الحزب الشيوعي السوفيتي عام 1988، وترك بصمة سياسية في موسكو بسرعة في التسعينيات، حيث تولى منصبا وزاريا جديدا بتعيينه وزيرا لحالات الطوارئ، ليخرج إلى مسرح الكوارث الطبيعية والحوادث الإرهابية من أجل عمليات إنقاذ.
واختار بوتين بنفسه شويغو عام 1999 ليكون أحد قادة حزبه "روسيا الموحدة"، ثم في 2012 عينه بمنصب وزير الدفاع بالرغم من افتقاره للخبرة العسكرية.
وتعززت مكانة شويغو في الكرملين جراء الأعمال العسكرية الروسية في القرم وسوريا.
وأعلن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على وزير الدفاع الروسي كجزء من رده على نشر موسكو قوات في شرق أوكرانيا، وفقًا لمسودة وثيقة اطلعت عليها مجلة "بوليتيكو" الأمريكية في 23 فبراير/شباط.
وقالت الوثيقة إنه بموجب توجيهات وأوامر شويغو "أجرت القوات الروسية تدريبات عسكرية في شبه جزيرة القرم التي تم ضمها بشكل غير قانوني وتم وضعها على الحدود" مع أوكرانيا، كما "أنه في النهاية مسؤول عن أي عمل عسكري ضد أوكرانيا".