القمة المرتقبة.. شرط ترامب ومطالب بوتين

حالة من الترقب تسود العالم بانتظار اللقاء المحتمل بين الرئيسين الأمريكي والروسي، في قمة قد تحمل انفراجة لأزمة أوكرانيا.
وفي الوقت الذي أعلن فيه كل من البيت الأبيض والكرملين عن بدء التحضيرات للقاء مرتقب بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، يبدو أن هناك شرطا أمريكيا لاجتماع القمة.
وكشفت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية بشكل حصري أن ترامب لن يلتقي مع بوتين إلا إذا التقى الأخير بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البيت الأبيض قوله: "يجب أن يلتقي بوتين بزيلينسكي لعقد الاجتماع". وأضاف: "لم يُحدد مكان الاجتماع بعد".
وفي حال عقده، سيمثل الاجتماع الثلاثي فرصة كبيرة لإنهاء حرب أوكرانيا خاصة أن بوتين يرى أن المحادثات المباشرة مع ترامب ضرورية لتحقيق أهدافه النهائية.
ولطالما أعرب بوتين عن رغبته في لقاء ترامب حيث يعتقد أن مثل هذا الاجتماع وليس مجرد التقدم في ساحة المعركة، هو أفضل فرصة له لتحقيق النصر في حرب أوكرانيا، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن عدد من المحللين قولهم إن الهدف الشامل لبوتين هو تأمين اتفاق سلام يحقق أهدافه الجيوسياسية وليس بالضرورة السيطرة على مساحة معينة من الأراضي في ساحة المعركة.
ترامب الأقدر
يرى محللون أن ترامب هو الأقدر على تحقيق أهداف الرئيس الروسي والتي تشمل إبقاء أوكرانيا خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومنع توسع الحلف في المستقبل.
وما سبق يفسر تركيز بوتين الواضح على استرضاء نظيره الأمريكي وتجنب الانفصال عن واشنطن، حتى بعدما نفد صبر ترامب إزاء رفض موسكو وقف إطلاق النار.
وقال سيرغي ماركوف، المحلل السياسي المؤيد للكرملين في موسكو: "يريد بوتين الحفاظ على ترامب كمورد لانتقال محتمل إلى السلام"، معتبرا أن الرئيس الأمريكي "ضروري لتحقيق شروط روسيا".
وكان بوتين قد تحدث عن ترامب في يناير/كانون الثاني الماضي، قائلا: "ربما يكون من الأفضل لنا أن نلتقي، وبناءً على حقائق اليوم، أن نتحدث بهدوء حول جميع المجالات التي تهم كلاً من الولايات المتحدة وروسيا".
تساؤلات
أثار إعلان البيت الأبيض المفاجئ بعقد قمة أمريكية روسية تساؤلات حول ما إذا كان بوتين قد وافق على أي خطة خلال محادثاته في موسكو مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف.
وأحد الاحتمالات هو أن بوتين أبدى مرونة أكبر بشأن مسألة كيفية تقسيم الأراضي أو مقايضتها في أي تسوية بين روسيا وأوكرانيا، بعدما أصرّ المبعوثون الروس في محادثاتهم مع نظرائهم الأمريكيين على منح موسكو كامل المناطق الأربع التي ضمتها روسيا من أوكرانيا أواخر عام 2022.
وهذا ما اعتبره المفاوضون الأمريكيون "غير معقول" وعلامة على عدم جدية موسكو في التفاوض لإنهاء الحرب.
وأشار بعض المحللين إلى أن بوتين طلب من ممثليه الالتزام بالموقف الأكثر تشددًا فقط، من أجل دفع ترامب على عقد اجتماع.
وربما يأمل المسؤولون الروس أن تمنح القمة الثنائية فرصة لبوتين لإقناع ترامب بالعودة إلى دعم آراء روسيا بشأن ما يسميه "الأسباب الجذرية للصراع".
المطالب الأهم
قال مقربون من الكرملين ومحللون سياسيون، إن مطالب بوتين باستبعاد أوكرانيا من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والحد من قدراتها العسكرية وتمهيد الطريق لحكومة أوكرانية أكثر تأييدًا لموسكو قد تكون أهم بالنسبة للرئيس الروسي من تفاصيل الأراضي التي يسيطر عليها.
وأشارت تاتيانا ستانوفايا، الزميلة البارزة في مركز كارنيغي روسيا أوراسيا، إلى أن موسكو، منذ البداية، لم تحدد رسميًا حدود المناطق الأربع التي ضمتها هو ما اعتبرته دليلا على وجود بعض المرونة في مسألة الأراضي.
ولم تستبعد ستانوفايا إمكانية أن تكون موسكو منفتحة على تبادل بعض الأراضي وقالت إن الأهم بالنسبة لبوتين هو الناتو، والضمانات القاطعة بأن أوكرانيا لن تكون عضوًا في الحلف.
وأوضحت أن من بين مطالب موسكو أن دول الناتو لن تُطوّر وجودًا عسكريًا داخل أوكرانيا، بالإضافة إلى مجموعة من المطالب السياسية من كييف. معتبرة أن الأمور الأخرى قد تكون قابلة للتفاوض.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز