وزير خارجية الصين الجديد يغازل واشنطن لـ"إنقاذ الكوكب"
اعتبر وزير الخارجية الصيني، أن مستقبل كوكب الأرض يعتمد على علاقات مستقرة بين بلاده والولايات المتحدة.
رؤية وزير الخارجية الصيني كين جانج عن العلاقات بين بكين وواشنطن رسمها في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست.
وكين جانج كان سفيرا لبلاده لدى الولايات المتحدة حتى الثلاثين من ديسمبر / كانون الأول الماضي قبل أن يتم تعيينه وزيرا لخارجية الصين.
واستهل جانج مقاله بقوله: "بينما أغادر الولايات المتحدة هذا الأسبوع لبدء رحلة جديدة، فإن المشاهد التي لا تنسى من وقتي في هذا البلد لا تزال تعود إلى ذهني".
وقال: "زرت 22 ولاية أمريكية واكتشفت بلدًا مختلفًا عما أعرفه في واشنطن العاصمة"، مضيفا: "لقد رأيت بأم عيني كيف أفاد التعاون الزراعي الصيني الأمريكي كلا البلدين وساهم في كل من الإمدادات الغذائية العالمية ومكافحة تغير المناخ".
وكتب: "زرت المصانع المملوكة للصينيين في أوهايو وكاليفورنيا، حيث أوضح العمال الأمريكيون أن الاستثمارات الصينية ساعدت في وضع الطعام على موائدهم".
ومضى في مقاله: "في موانئ بوسطن ولونج بيتش، رأيت أكوامًا ضخمة من الحاويات يتم شحنها من الصين وإليها، وهي شهادة على الدرجة العالية من الترابط الاقتصادي بين بلدينا - وتذكير بأن الفصل لا يخدم مصلحة أحد".
وأضاف وزير الخارجية الصيني الجديد أنه احتفل مع "أصدقائه الأمريكيين" بالذكرى الخمسين لوصول الباندا العملاقة إلى الولايات المتحدة.
وأكد أن تلك هذه كانت ذكريات مهمة سيظل محتفظا بها في قلبه، وأن بعثته في الولايات المتحدة ستوفر له قوة كدبلوماسي للمضي قدمًا، فيما سيبقى تطوير العلاقات بين الصين والولايات المتحدة مهمة لديه في منصبه الجديد.
وقال الوزير الصيني: "أصبحت سفيراً للولايات المتحدة في وقت معقد وصعب بالنسبة لبكين وواشنطن، حيث تم تعليق جميع آليات الحوار والتبادل تقريبًا وتمت معاقبة الشركات الصينية بشكل غير عادل. كما تسبب وباء كورونا في تأثر الزيارات المتبادلة بين الأفراد بشدة.. وكثيرا ما توصف الصين بأنها أخطر منافس لأمريكا".
وتابع: "كسفير، اعتبرت أن مهمتي هي تعزيز التبادلات والتعاون في مختلف المجالات، والعمل من أجل الاستقرار والتحسين والتنمية بين الصين والولايات المتحدة. لقد أجريت حوارًا صريحًا وبنيت علاقات عمل سليمة مع مسؤولي الحكومة الأمريكية للتعامل بشكل صحيح مع القضايا الشائكة، مثل قضية تايوان، ولتعزيز التعاون في المجالات المهمة".
وأضاف السفير الصيني السابق، أنه التقى بأكثر من 80 عضوًا في الكونغرس، بما في ذلك بعض الصقور المشهورين لشرح مواقف بكين ومخاوفها.
واستكمل حديثه: "بحثت مع مراكز الفكر كيفية إعادة بناء إطار عمل مستقر ويمكن التنبؤ به وبناء للعلاقات الثنائية.. زرت العديد من الجامعات الأمريكية، وساعدت الطلاب الأمريكيين الذين مُنعوا من الذهاب إلى الصين بسبب الوباء في العودة إلى حرم جامعاتهم".
وأضاف: "أجريت العديد من المقابلات مع وسائل الإعلام الأمريكية.. ورغم أننا لم نكن نتفق دائمًا، إلا أنني أقدر استعدادهم للاستماع إلى المنظور الصيني".
وذكر: "أترك الولايات المتحدة أكثر اقتناعًا بأن الباب أمام الصين والولايات المتحدة سيظل مفتوحا ولا يمكن إغلاقه، كما أنني أكثر اقتناعًا بأن الأمريكيين، تمامًا مثل الشعب الصيني، منفتحين وودودين ويعملون بجد. ويعتمد مستقبل كلا الشعبين وفي الواقع مستقبل الكوكب بأسره، على صحة واستقرار الصين والولايات المتحدة.
واعتبر الوزير أن "العلاقات الثنائية ينبغي ألا تكون لعبة محصلتها صفر؛ حيث يتفوق أحد الأطراف على الآخر أو تزدهر دولة على حساب الطرف الآخر. فالعالم واسع بما يكفي لتطور وازدهار الصين والولايات المتحدة، والنجاحات التي تحققت في بلدينا هي فرص مشتركة، وليست تحديات للفائز يأخذ كل شيء".
وقال: "يجب ألا نسمح للتحيز أو سوء الفهم بإشعال المواجهة أو الصراع بين شعبين كبيرين؛ بل يجب أن نتبع التوجيهات الاستراتيجية لرؤسائنا وأن نجد الطريق الصحيح للتوافق من أجل رفاهية العالم".
واختتم مقاله بالقول: إن "التوصل لذلك يتطلب جهودا دؤوبة من الجميع.. أعتقد أن العلاقات بين بلدينا ستتبع هذا المسار".
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0NSA= جزيرة ام اند امز