«غفران مع تحفظ».. موقف الملكة إليزابيث من الأمير هاري يستشفه التاريخ
![الملكة إليزابيث مع الأمير هاري وميغان ماركل](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/03/216-213833-queen-forgiven-prince-harry-megxit-scandal_700x400.jpg)
هل كانت ستغفر الملكة إليزابيث الثانية للأمير هاري بعد تصريحاته المثيرة للجدل ضد العائلة؟
تكمن صعوبة السؤال في أن الملكة الراحلة التي طالما تحدثت عن أهمية الغفران والمصالحة، استنادًا إلى تعاليم المسيحية، في المقابل أبدت حرصا على حماية سمعة العائلة الملكية التي كرست حياتها لخدمتها.
وحسب صحيفة "ديلي ميل"، فقد وقعت حالة مشابهة شهدتها العائلة الملكية قبل أكثر من 30 عامًا، عندما واجهت فضيحة مماثلة تتعلق بمارينا أوغيلفي، ابنة الأميرة ألكسندرا.
من خلال مقارنة مواقف الملكة تجاه مارينا مع رد فعلها على تصرفات الأمير هاري، يظهر أن الملكة كانت تميل إلى الغفران لكن مع تحفظات، ولم تكن لتنسى بسهولة ما قد يلحق الضرر بالعائلة.
عندما اتهم هاري العائلة الملكية بالعنصرية، أصدرت الملكة ردًا يقول: "بعض الذكريات قد تختلف، لكن الادعاءات تؤخذ على محمل الجد وستتناولها الأسرة على انفراد"، وهو ما يعكس حرصها على الحفاظ على الهدوء وعدم الدخول في مواجهة علنية، ولكن من دون التطرق إلى مضمون الاتهام أو إظهار الغفران الكامل.
قضية مارينا أوغيلفي:
في عام 1989، ارتبطت مارينا بشخص لم توافق عليه عائلتها، وحملت منه خارج إطار الزواج. وفي مواجهة رفض أسرتها لهذا الارتباط، قررت مارينا بيع قصتها للصحافة، وهو ما تسبب في فضيحة كبيرة داخل العائلة.
مارينا اتهمت أسرتها بمحاولة فرض الزواج عليها أو إجهاض حملها، وادعت أنها تعرضت للتخويف من قبل عائلتها.
هذه التصرفات لم تلقَ قبولًا من الملكة، التي أعربت عن غضبها، لكنها لم تقطع علاقتها بمارينا تمامًا. فعلى سبيل المثال، عندما تزوجت مارينا، أصدرت الملكة موافقتها، لكن مع تعديل في الوثيقة الرسمية حيث أزالت عبارة "ابنة عمي العزيزة"، وهي إشارة إلى مسافة عاطفية بينها وبين مارينا.
الدرس المستفاد
من خلال تعاطي الملكة مع مارينا، يمكن ملاحظة أنها الملكة كانت حريصة على الحفاظ على وحدة العائلة المالكة، لكنها في الوقت ذاته كانت تشعر بغضب تجاه أولئك الذين يخرقون المعايير العائلية ويكشفون أسرارها للعامة.
وعلى الرغم من غضب الملكة، لم تكن قاسية بما فيه الكفاية لقطع علاقاتها بشكل كامل مع مارينا، وهذه الحالة تعكس مرونة معينة، حيث سمحت لمارينا بالعودة تدريجيًا إلى الحياة العامة الملكية بعد تصحيح مسارها.
التشابه مع الأمير هاري
في حالة الأمير هاري، كان الوضع متشابهًا إلى حد ما. فقد اتخذ خطوات جريئة بتخليه عن واجباته الملكية ونقده العلني للعائلة، وهو ما سبب أزمة كبيرة.
وترى صحيفة "ديلي ميل"، أن الملكة التي مرت بموقف مشابه مع مارينا أوغيلفي، فقد يكون لها نفس الموقف مع هاري، وهو السماح له بمسافة زمنية لإصلاح العلاقة مع العائلة، لكن مع الحفاظ على الحذر وعدم نسيان ما حدث.
وهذا يعكس فكرة أن الملكة قد تكون منفتحة على الغفران ولكنها لا تنسى الأفعال التي تضر بالعائلة.
وبينما كانت الملكة تحافظ على المسافة مع أولئك الذين يثيرون الفضائح، يبدو أن الملك تشارلز كان أكثر تسامحًا. فهو شخص يُعتقد أنه أكثر مرونة في التعامل مع أفراد العائلة الذين يتسببون في الأزمات.
وتشير التقارير إلى أن الملك تشارلز، أصبح أكثر انفتاحًا على فكرة المصالحة مع الأمير هاري، وهو ما قد يكون مرتبطًا برغبة في استعادة العلاقات الأسرية.
ومن خلال النظر في تصرفات الملكة تجاه مارينا أوغيلفي، يمكن القول أن الملكة كانت متمسكة بالقيم التقليدية وحريصة على حفظ كرامة العائلة الملكية، لكن في الوقت نفسه كانت تتبع سياسة الحذر مع من أخطأوا في حق العائلة التي يبدو أنها قد تفضل إبقاء الأمير هاري وميغان ماركل بعيدًا، على الأقل في الوقت الراهن، حتى يتمكنا من إصلاح علاقاتهما مع باقي أفراد العائلة.
aXA6IDE4LjIxOS4xNTIuMzMg جزيرة ام اند امز