الذكاء الاصطناعي يخطو نحو العالم الحقيقي.. الشركات تشعل السباق

تُكثّف كبرى شركات الذكاء الاصطناعي في العالم جهودها لتطوير ما يُعرف بنماذج اللغة المتقدمة، القادرة على فهم البيئات البشرية بشكل أعمق، في مسعى للوصول إلى مرحلة "الذكاء الخارق" للآلات.
وتتصدر شركات مثل غوغل ديب مايند، وميتا، وإنفيديا هذا السباق، عبر تطوير أنظمة لا تكتفي بالتعامل مع النصوص، بل تتعلم من مقاطع الفيديو وبيانات الروبوتات للتواصل مع العالم المادي بصورة أكثر واقعية.
ويأتي هذا التوجه في ظل تساؤلات متزايدة حول ما إذا كانت نماذج اللغة الكبيرة، التي تقف وراء روبوتات الدردشة الشهيرة مثل ChatGPT من OpenAI، قد وصلت إلى سقف تطورها.
ورغم الاستثمارات الهائلة من جانب شركات مثل OpenAI وغوغل وxAI المملوكة لإيلون ماسك، فإن وتيرة التقدم في هذه النماذج بدأت تتباطأ.
ويرى خبراء أن السوق المحتمل لهذه التكنولوجيا قد يكون بحجم الاقتصاد العالمي تقريبًا. ويُقدّر نائب رئيس Omniverse وتكنولوجيا المحاكاة في إنفيديا قيمتها بنحو 100 تريليون دولار إذا نجحت الشركات في بناء ذكاء اصطناعي قادر على فهم العالم المادي والتفاعل معه، خصوصًا في مجالات حيوية مثل التصنيع والرعاية الصحية.
وتقوم هذه النماذج على تدريب متطور يعتمد على تدفقات بيانات من بيئات حقيقية أو محاكاة، ما يجعلها خطوة محورية في تطوير السيارات ذاتية القيادة، والروبوتات، ووكلاء الذكاء الاصطناعي. لكن هذا التطور يتطلب كميات هائلة من البيانات وقوة حوسبة ضخمة، ويظل تحديًا تقنيًا لم يُحسم بعد.
في هذا السياق، عرضت غوغل ديب مايند الشهر الماضي برنامجها الجديد "جيني 3"، الذي يُولّد الفيديو إطارًا بإطار مع مراعاة التفاعلات السابقة، في نقلة نوعية عن النماذج السابقة التي كانت تنتج الفيديو دفعة واحدة.
وقال شلومي فروختر، الرئيس المشارك للمشروع: "لا يزال الذكاء الاصطناعي محصورًا إلى حد كبير في العالم الرقمي"، مضيفًا أن بناء بيئات تحاكي الواقع يوفر طرقًا أكثر أمانًا لتدريب النماذج دون تبعات الأخطاء في العالم الحقيقي.
في المقابل، تسعى ميتا لمحاكاة طريقة تعلم الأطفال من خلال الملاحظة، إذ تُدرّب نماذجها V-JEPA على محتوى فيديو خام. وأعلن مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي (FAIR) التابع للشركة بقيادة يان ليكون، أحد أبرز رواد الذكاء الاصطناعي الحديث، عن النسخة الثانية من هذا النموذج في يونيو/حزيران الماضي، حيث بدأ اختباره على الروبوتات.
ويُعد ليكون من أكثر المتحمسين للهندسة المعمارية الجديدة، محذرًا من أن الاعتماد على نماذج اللغة وحدها لن يتيح للذكاء الاصطناعي اكتساب قدرات التفكير والتخطيط على غرار البشر.
وفي الوقت نفسه، ضاعف مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، استثماراته في استقطاب أفضل المواهب بمجال الذكاء الاصطناعي، مع رهان قوي على تطوير نماذج "لاما" للغة، المنافس المباشر لـChatGPT.
وفي إطار هذه الجهود، عيّنت ميتا ألكسندر وانغ، مؤسس شركة "سكيل إيه آي" المتخصصة في تصنيف البيانات، لقيادة جميع أعمالها في الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح يان ليكون يرفع تقاريره مباشرة إليه.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMyA= جزيرة ام اند امز