هواة الاتصالات اللاسلكية يلتقطون إشارات من المريخ
بينما كان استقبال الإشارات من المركبات الفضائية حكرا على شبكات الفضاء السحيق، أصبح هواة الاتصالات اللاسلكية قادرين على ذلك أيضا.
ويكشف فيديو نشره هواة هذه الاتصالات عن التقاط إشارات من المسبار "تيانوين -1" الصيني، الذي يدور حول المريخ على بعد 200 مليون كيلومتر تقريباً.
وتقول الجمعية الفلكية في جدة، في بيان نشرته على صفحتها بموقع "فيسبوك"، إن تلك الإشارات رصدت وهو يدخل المدار حول المريخ في 10 فبراير/شباط 2021، وكانت عالية ومسموعة بوضوح من خلال تجهيزات منزلية.
وهيمنت على الإشارة المستلمة من المسبار الصيني "تيانوين -1" موجة قوية ذات نطاق X، مع نطاقات جانبية أضعف تحتوي على حالة المركبة الفضائية (الموقع والسرعة).
ويعتبر العثور على هذا النبضة الضيقة من المعلومات بين جميع الترددات الممكنة للاتصال في الفضاء السحيق ليس مهمة سهلة.
وتوضح الجمعية أنه "بعد إطلاق المسبار (تيانوين -1) أجرى المراقبون مسحًا عبر التردد 50 ميجا هرتز من الطيف ووجدوا الإشارة، ومنذ ذلك الحين، يتتبع الراصدون المهمة بدقة كبيرة بفضل ناقل الحالة الذي تم فك تشفيره من المسبار نفسه".
وتضيف الجمعية أن هواة الاتصالات اللاسلكية التقطوا حتى الآن إشارات من المسبار "تيانوين -1" والمسبار المداري "مارس ريكونيسانس أوربيتر"، التابع لوكالة ناسا، ومسبار الأمل الإماراتي، وكلها تدور حول المريخ على بعد 200 مليون كيلومتر تقريبًا.
وبحسب هواة الاتصالات اللاسلكية، من المفيد استخدام هوائي كبير، ولكن يمكن استخدام طبق 60 سم، ولكن المفتاح الحقيقي هو ظهور جهاز الراديو المعرَّف برمجيًا "SDRs"، والذي أصبح المعيار بالنسبة لهواة الاتصالات اللاسلكية في العقد الماضي أو نحو ذلك.
وتوضح فلكية جدة، أنه في جهاز الراديو المعرف برمجيًا تؤدي أجهزة الكمبيوتر رقميًا وظائف خلط الإشارات وتضخيمها للدوائر التي اعتادت أن تكون تناظرية وحل البرنامج محل الأجهزة.
ويعتبر جهاز الراديو المعرَّف برمجيًا منخفض التكلفة وحساس للغاية، وقد منح نوعًا من التحكم الرائع في ضبط التردد المطلوب للمركبات الفضائية البعيدة.
وستكون المهمة التالية هي الاستماع إلى المسبار المتجول "بيرسيفيرانس" التابع لوكالة ناسا، والذي من المقرر أن يهبط في فوهة جيزيرو على سطح المريخ اليوم الخميس 18 فبراير 2021.
وبالنسبة للمسبار المتجول "بيرسيفيرانس" لا يتوقع إشارة قوية منه بعد هبوطه على سطح المريخ، لأنه لا يمتلك هوائي كبير جدًا لإرسال واستقبال الإشارات، لأنه ينقل البيانات عبر مركبة فضائية أخرى تابعة لوكالة ناسا في مدار المريخ، وبالتالي ستكون الإشارة ضعيفة، لذلك من غير المحتمل أن يسجل العديد من الهواة عملية الهبوط.