"رافي وأشواق".. زوجان من ذوي الهمم جمعتهما "مسيرة الكفاح" (خاص)
"جمع القدر بيني وبينها واكتشفت أن كلينا كان يبحث عن الآخر بنفس المواصفات".. هكذا بدأ اليمني رافي صالح حديثه عن زوجته "أشواق".
ارتباط رافي بـ"أشواق"، جاء بعدما وجد كل طرف حاجته في الآخر، وهو ما عززه تشابه معاناتهما، فالأول مصاب بإعاقة حركية، والأخيرة فقدت نور عينيها، ومن ثم، اجتمعت غايتها مع غاية زوجها، بحيث يقوي كل منها همة الآخر.
يقول رافي، لـ"العين الإخبارية": "لم أكن أعرف زوجتي من قبل، لكني كنت أبحث عن زوجة تقاسمني مواجهة الحياة الصعبة، ولم أعلم أنها ستكون من ذوي الهمم أيضا".
ويتابع ابن مدينة عدن روايته: "كنت أبحث عن فتاة صالحة، ومتعلمة، وحافظة للقرآن، ولمّا توافرت تلك المواصفات في أشواق لم يكن إصابتها بالعمى أو كونها كفيفة يمثل بالنسبة لي أي عائق، فحينما استدللت عليها قلت لمن دلّني إليها: (لو كان لي نصيب فيها لن يقدر العمى أن يمنعني من الارتباط بها)".
الحالة التي سيطرت على فؤاد رافي، هي نفسها التي تمكنت من قلب أشواق، التي طالما بحثت عمن يشاركها الكفاح ويستوعب معاناتها، إلى أن التقت بشريك حياتها الذي ارتبطت به.
مواجهة الواقع
لم تكن الحياة وردية بالنسبة لكل من رافي وأشواق، فبعد أن وافق كلاهما على الارتباط بالآخر، وتشاركهما ظروفهما الخاصة، واجهتهما كثير من العقبات منذ الوهلة الأولى من بدء بناء حياتهما الزوجية.
يروي رافي: "كنا نفكر سويا في توفير متطلبات الحياة الزوجية، خاصة أنني كنت وحيدا، ولم يكن هناك أحد بجانبي إلا الله، لكن زوجتي شدّتْ من عضدي، واستمرينا في مشوار الكفاح المشترك، إلى أن سخّر الله لنا فاعل خير دعمنا بتجهيز بيت الزوجية".
لا يملك رافي أي عمل، كما أنه ليس منخرطا في أي وظيفة، لكنه لم يكن مستسلما لهذا الواقع، بحسب قوله، فحرص على الالتحاق بدورات تدريبية يصقل خلالها مهاراته، كما سعى بموجب ما تعلمه إلى الحصول على عمل يضمن له تأمين دخل مادي له ولزوجته.
مساندة الزوجة
من جانبها، وجدت أشواق من رافي دعما وتشجيعا ومساندة، حفزتها لإكمال تعليمها، فغرضها النهائي هو مواصلة دراستها الجامعية.
يقول الزوج: "وعدت أشواق قبل الارتباط بها بدعمها للاستمرار في التعليم والوقوف إلى جانبها، وأن فقدانها للبصر لا يمكن أن يمنعها من إكمال التعليم".
أثمر دعم الزوج تخرج أشواق في قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة عدن، لكنها ما زالت بلا وظيفة، ولا تتلقى سوى وعود بالتوظيف.
يستدرك الزوج: "رغم ذلك، لم تفقد أشواق عزيمتها ومضت تصنع ذاتها عبر تقديم دورات تدريبية لنظيراتها من الكفيفات، فهي تؤهلهنّ وتمنحهنّ جرعات إضافية من الأمل، تماما كما استشعرته وعايشته".
هذا العمل الذي نذرت نفسها لها كان يدر على أشواق وبيت الزوجية دخلا، وإن كان بسيطا وغير دائم، إلا أنه كان يعينها وزوجها على نوائب الحياة.
الأطفال والأمنيات
لم يُرزق الزوجان حتى اللحظة بأطفال، غير أن هذا لم يكن عائقا أمام حياتهما، واستمرا في زيجتهما التي طغى عليها التفاهم والانسجام.
يحكي رافي: "التعامل بيني وبين زوجتي يحكمه الاحترام والعاطفة الجياشة، وتغلب عليها الرحمة المتبادلة، فالزواج قائم على التراحم والتعاطف بيننا".
ويكشف رافي عن أمنياته وزوجته، فلا تتعدى رغبتهما في أداء العمرة، والحصول على سيارة تعينه على التنقل، إضافة إلى استخدامها في طلب الرزق، لمواجهة متطلبات الحياة.
aXA6IDMuMTQ2LjM3LjIyMiA= جزيرة ام اند امز