هل تشاهد مسلسلات رمضان باهتمام؟ أنت ضحية لخديعة كبرى (خاص)
مع بداية الثلث الثاني من شهر رمضان الكريم، كوّن عدد واسع من الجمهور وجهات نظرهم تجاه أعمال دراما رمضان 2023.
بمرور الأيام، ارتفعت وتيرة الأحداث وظهرت مشكلات فنية وضعت صناع وأبطال المسلسلات في ورطة.
ولم تنفصل مواقع التواصل الاجتماعي عن حالة التنافس الدائرة بين النجوم والشركات المنتجة والمنصات الرقمية، إذ سعى كل طرف إلى تصدر محركات البحث و"التريند" قدر الإمكان، بغرض الظفر بأعلى نسبة مشاهدة.
وحرص مستخدمو "السوشيال ميديا" على التفاعل مع مختلف الأعمال المعروضة، وإبداء وجهات نظرهم تجاه كل عمل على حدة، أو رصد عدد من الأخطاء التي وقعت فيها بعض المسلسلات.
وبين هذا وذاك، يقيم البعض أداء عدد من النجوم، بحيث يبرزون محاسنهم على الصعيد التمثيلي، أو يوجهون إليهم سهام النقد اللاذع بدعوى عدم رضائهم عن أدائهم.
بناء على ما سبق، حاولت "العين الإخبارية" الإجابة عن سؤال مفاده: هل باتت مواقع التواصل الاجتماعي تتحكم في نجاح وفشل العمل الدرامي؟.
شوشرة وضجة
قالت الناقدة المصرية ماجدة موريس، إن مواقع التواصل الاجتماعي باتت المنافسة فيها تستوجب استقطاب كثيرين، لأنها غير مكلفة ولا تحتاج سوى الكتابة والنشر، فلا دعاية فيها حسب رأيها.
وأضافت "ماجدة" لـ"العين الإخبارية": "السوشيال ميديا قد تُحدث شوشرة أو نوعًا من الدعاية المؤيدة أو المعارضة لأي عمل، كما قد تشكك في كثير من معلومات أو أحداث العمل".
وشددت على ضرورة أن يتابع الجمهور العمل قبل التفاعل مع التريند المؤيد أو المعارض له عبر مواقع التواصل: "لا يمكن الحكم على أي مسلسل إلا بمشاهدته".
وترى "ماجدة" أن المحرك لهذه العملية هي "جماعات المصالح" بحسب تعبيرها، التي توجّه آراء مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إيجاباً أو سلباً تجاه عمل فني، مستدركة: "الضجة التي تحدثها التريندات السلبية، قد تؤثر إيجاباً على العمل بزيادة الإقبال على مشاهدته".
السيطرة على أداة القياس
ما سبق اتفق معه الناقد الفني المصري محمد عاطف، قائلًا إن الآراء السلبية المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الأعمال الفنية أو ما يعتبره "فرطا في الانتقادات"، قد يدفع كثيرين لمشاهدة العمل.
وأشار "عاطف" في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي بإمكانها أن تدفع الناس لعدم التحمس لمشاهدة عمل ما والعكس، فهي تُستخدم كأداة للقياس تتعرض لمحاولات للتحكم فيها والسيطرة عليها من خلال شرائها والتلاعب فيها.
وشرح: "هناك ما يسمى باللجان الإلكترونية، وصفحات مدفوعة الأجر، رغم هذا لا نستطيع استخدام منصات التواصل كوحدات قياس أبدًا. هي ليست دليلًا على النجاح، لكنها وحدة قياس مفروضة قد هي تؤثر على شرائح ضخمة من الناس".
تقنيًا، نوه محمد الحارثي، استشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي، بأن الذوق العام بالنسبة للأعمال الدرامية بات يجري تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تقييمها على مختلف المنصات.
وأضاف "الحارثي" لـ"العين الإخبارية" أن الرأي الذي يدونه المستخدمون عبر مواقع التواصل، قد يكون منصفًا بموجب تسلسل أحداث العمل الدرامي، وبالتالي ربما يكون رد الفعل سلبياً على أن يتغير لاحقًا مع تطور الأحداث بحيث يكون الرأي إيجابيًا: "هذا الرأي يمكن إعادة نشره من جانب آخرين دون مشاهدة العمل نفسه".
وتطرق "الحارثي" إلى فكرة شن حملات سلبية عن نجم بعينه، فيوضح: "هذا الأمر موجود ويوجه بشكل عام ضد شركات وأفراد ودول".
وكشف أن هناك وسائل تكنولوجية قادرة على قياس مدى اهتمام الرأي العام بأعمال معينة.