سيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مجلس البدية الرمضاني
حضور جماهيري كبير شهدته أمسية مجلس البدية الرمضاني بعنوان "زايد.. عبقرية العطاء" التي تناولت حياة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
تناول مجلس البدية الرمضاني الذي شهد حضوراً جماهيرياً كبيراً في أمسيته "زايد.. عبقرية العطاء" حياة المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفكره في بناء الدولة الحديثة ونهجه الأبوي المتميز في القيادة، الذي ارتكز على إيمانه بأن جوهر العملية المستدامة هو الإنسان.
وأكد المتحدثون في مجلس البدية، الذي عقد في إطار مناشط منتدى الفجيرة الرمضاني، على أهمية الإضاءة على رؤى المغفور له الشيخ زايد، وتتبع فكره، إنساناً وقائداً، وتحويله إلى ثقافة يومية في المجتمع الإماراتي.
واستضاف مجلس البدية الذي نظمته جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة، الباحث الدكتور سليمان الجاسم ومحمد صالح بداه العوضي "أبو عايدة" والدكتور أحمد طقش، بإدارة أحمد الباجس، وذلك في مجلس حمدان سليمان راشد المرشدي، رئيس جمعية صيادي البدية، بحضور خليفة الكعبي، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الفجيرة، وخالد الظنحاني، رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية المشرف العام على المنتدى.
وقال خليفة الكعبي، إن روح وفكر ونهج الشيخ زايد لا يزال حاضراً ليس في عقول أبناء الإمارات وقلوبهم فحسب، بل في عقول وقلوب الملايين من أبناء الشعوب العربية والإسلامية الصديقة، الذين عايشوا تجربته الرائدة في مجالات الحياة المختلفة.
وأكد الكعبي، أهمية فكر زايد في نشر التسامح والمحبة والعدل بين جميع الجنسيات في دولة الإمارات وتلبية احتياجاتهم، مشيراً إلى حرص الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على السير على نفس النهج القويم وإبراز دولة الإمارات على جميع المستويات.
بدوره، ذكر حمدان سليمان راشد المرشدي، رئيس جمعية صيادي البدية، أن في هذه المناسبة الجليلة نتعلم الدروس والعبر من مسيرة عطاء الأب مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد، كما نؤكد عزمنا السير على النهج الذي رسمه لنا المغفور له، مجددين العهد والوفاء لقيادتنا الرشيدة بالعمل المخلص في شتى الميادين، لتبقى الإمارات بلد الأمن والازدهار والاستقرار.
وبدأت الأمسية باستعراض ضيفها الدكتور سليمان الجاسم نبذة عن تاريخ الشيخ زايد منذ تكليفه في عام 1946 حاكماً للمنطقة الشرقية في العين، حيث ساهم في عملية بنائها وتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة فيها، مشيراً إلى أن فكرة قيام الاتحاد كانت موجودة في فكر زايد منذ عام 1966 عندما ساهم في بناء المدارس في الإمارات الأخرى.
وأضاف الجاسم: "أنه مع إعلان قيام الاتحاد في عام 1971 وتشكيل المؤسسات الدستورية والتشريعية ومجلس الوزراء، سارعت جميع الدول العربية على الموافقة بانضمام دولة الإمارات إلى جامعة الدول العربية، ثم الانضمام إلى منظمة الأمم المتحدة، بعد أن عزز فكر زايد العربي والقومي والوطني من انتشار دولة الإمارات جغرافياً إلى جميع بقاع دول العالم ودوره في بناء الدولة وإقامة أركانها على بنيان قويم".
وأشار الجاسم إلى دعم الشيخ زايد للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فضلاً على دعم شعوب المنطقة وتقديم المساعدات الإنسانية وسد احتياجات الدول التي تتعرض للكوارث الطبيعية بعيداً عن العرق أو الجنس أو الدين، لافتاً إلى أن رسالة الشيخ زايد كانت تؤكد على احترام القيم الإنسانية واحترام جميع الديانات السماوية، لأن الدين الإسلامي دين الخير والمحبة والتسامح.
ومن جهته، أكد ضيف الندوة الأستاذ محمد صالح بداه العوضي، أهمية دستور دولة الإمارات الذي أعطى مواطني الدولة حقوقهم كاملة، حيث نص على مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية وتوفير الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين، واعتبار الأسرة أساس المجتمع وقوامها، وتوفير العمل للمواطنين وتأهيلهم.
ولفت العوضي إلى أن الإمارات تعتبر من أوائل دول العالم في الرعاية الصحية، حيث تخصص ما نسبته 6.5% من دخلها القومي في الإنفاق على الصحة، مبيناً أن سياسة دولة الإمارات الخارجية قائمة على العدل والتسامح ونبذ العنف وأن دستورها يحض على الاهتمام بجميع المقيمين على أراضي الدولة.
وأضاف: "أن الشيخ زايد كان يركز على بناء الإنسان بصورة موازية لبناء الوطن، فكان منفتحاً على أبناء شعبه، وكانت أبوابه مشرّعة للجميع، وكان مجلسه يضم جميع أطياف الناس، ما جعله الأقرب إلى القلوب".
وأشار العوضي إلى أن مؤسسات العمل الخيري في الدولة انتشرت على نطاق واسع من العالم وقيامها بدعم التنمية في المناطق النائية، لافتاً إلى أنه خلال 30 عاماً من حكم المغفور له الشيخ زايد قدمت دولة الإمارات ما قيمته 95 مليار درهم على شكل عطاءات ومساعدات وصلت إلى أكثر من 117 دولة.
وتحدث عما بذله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، من جهود من أجل تنقية الأجواء العربية وتناسي الخلافات وتوحيد الصف العربي والإسلامي وإعلاء شأن الأمة العربية والإسلامية.
من جانبه، قال الضيف الدكتور أحمد طقش، عميد كلية الإعلام في جامعة لاهاي للعلوم التطبيقية: "إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله"، هو درة الدرر ومفخرة المفاخر، هذا الإنسان الطاهر الشريف حباه الله مروءة نادرة وحساً عربياً أصيلاً، أحبه الناس كل الناس لشدة كرمه ولشدة تواضعه، ونحن نقول بغيابه في أعلى عليين الجنة إن شاء الله هذه الأبيات الشعرية:
يا زايد الفضل الذي لا ينقضي / يا من بطلعته الكواكب تقتدي
لما نظمت الشعر أقصد زايدا / سبقت مكارمه أصابع من يدي
فاضت دموع الشكر في عين الفتى/ لما تغنى في فضائل زايد"
وأوضح خالد الظنحاني، رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، أن الحديث عن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، يحتاج إلى مجلدات تستعرض مناقبه التي لا تحصى في نشر المحبة والتسامح والعدل وتكريس عمل الخير الذي أصبح نهجاً لدولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى اهتمام "زايد الخير" بالإنسان في ربوع الدولة، وتوفير الخدمات الراقية لجميع القاطنين على أرض دولة الإمارات.
ودعا الظنحاني أبناء الإمارات إلى التسجيل في المنصة الوطنية للتطوع لتكريس دور الدولة في العطاء وتنفيذ رؤيتها في2021 و2071، مشدداً على أهمية المسؤولية الاجتماعية لدى الشباب وتطبيق الرؤى الاستراتيجية التي تطرحها القيادة الرشيدة.
وأوصت مداخلات الحضور في الندوة على تكريس فكر زايد في المناهج التعليمية عبر الدعوة إلى تخصيص مادة دراسية "زايد الخير" وتعليم الأبناء والأجيال القادمة على سياسة الخير والعطاء التي كان ينتهجها الشيخ زايد رحمه الله.
وفي ختام الندوة، كرم خليفة الكعبي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الفجيرة وخالد الظنحاني رئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية المشاركين والمتحدثين في الندوة.
aXA6IDEzLjU4LjE2MS4xMTUg جزيرة ام اند امز