أوسكار أفضل ممثل بات في جيب رامي مالك.. فلنكتب تاريخ الفتى المصري
بنيله "أوسكار أفضل ممثل لعام 2019" يصبح رامي مالك الملهم لنفسه وللآخرين من أبناء المهاجرين العرب أمثاله في الغرب.
جائزة أوسكار أفضل ممثل باتت في جيب الممثل المصري الأمريكي رامي مالك، عن دوره في فيلم "الملحمة البوهيمية"، وأصبح الفتى الذي دخل قائمة ترشيحات الأوسكار لأول مرة لينافس المقيمين فيها، هو الأفضل بينهم هذا العام، وربما من اليوم على الفتى المصري أن يعتاد سماع اسمه كأفضل ممثل عن الأدوار الأولى في مواجهة أكبر نجوم هوليوود.
في الواقع كان على "مالك" أن يستعد لهذا اليوم، منذ منحته نقابة الممثلين في الولايات المتحدة الأمريكية "Screen Actors Guild Award" جائزة أفضل ممثل، وهي الجائزة التي عادة ما تعد المؤشر الأقوى لصاحب أوسكار أفضل ممثل، لكن ابن المهاجر المصري وقف وقتها ليؤكد أنه لا يمكن أن يصدق أنه فاز على زملائه المرشحين، بما في ذلك برادلي كوبر وكريستيان بايل وفيجو مورتنسن وجون ديفيد واشنطن، وقال إنه شعور "غير عادي" على حد تعبير مالك، بحصوله على الجائزة، إذ "لم أكن أبداً في أحلامي البعيدة أعتقد أنني يمكن أن أكون في فئة واحدة مع هؤلاء الرجال".
أما اليوم بفوزه بجائزة الأوسكار، فربما سيكون على "مالك" أن يطلق العنان لأحلامه، ليس لأنه نال أرفع جائزة في العالم يمكن أن ينالها ممثل، وإنما لأنه نالها تتويجاً لسلسلة متتالية من الاعتراف النقدي والجماهيري بموهبته، عبرت عن نفسها في نيله عدداً من أهم الجوائز الفنية عن شخصيته "فريدي ميركوري" في "الملحمة البوهيمية"، وفي مقدمتها جائزة جولدن جلوب أفضل ممثل رئيسي عن فئة الأفلام الدرامية.
وبنيله أوسكار 2019 يصبح رامي مالك الملهم لنفسه وللآخرين من أبناء المهاجرين العرب أمثاله في الغرب، فوقوفه مكرماً بجائزة أفضل ممثل رئيسي، هو "جزء من قصته كابن مهاجر مصري"، على حد تعبيره.
قبل الوقوف مكرماً بأكثر من شخصية في هوليوود، يتذكر رامي شكل الصعوبات التي كانت تعترضه هناك لكونه من أصول عربية، فيقول في حوار صحفي معه: "كانت هناك أوقات أتقدم فيها لاختبارات أداء، وأشعر أنني لن أحصل على الدور لسبب ما، غير متعلق بما أقدمه في غرفة الاختبار، ولم أعتقد أنني سأصبح ممثلا في أحد الأيام"، ولعل رامي منذ اليوم سيحرص على أن يستدرك هذه العبارات عما كان، بقوله: "لكن الإيمان بالنفس والقدرات الشخصية للمرء وإصراره على بلوغ ما يحلم.. هي طريقه الأقصر لإثبات الذات وصناعة النجاح الكبير".
ربما كان شعور رامي مالك في احتمالية استبعاده من الأدوار لسبب غير كفاءته التمثيلة مرده ما عاناه طفلاً، فقد نشأ في أسرة مصرية هاجرت إلى أمريكا، وفي مدرسته هناك تعرض لنوع من التمييز، ولكن من المؤكد أنه كان أيضاً دافعاً له للتقدم نحو الأمام أكثر، معتمداً على موهبته التمثيلية وفهمه لأدواره، منذ درس المسرح، مروراً بأدواره الصغيرة، قبل أن يلفت الأنظار إليه في هوليوود من خلال دوره في مسلسل "السيد روبوت"، وينال عدة جوائز عليه.
لكن شخصية المغني الإنجليزي فريدي ميركوري، قائد الفرقة الموسيقية الملكية الراحل، الذي قضى بسبب مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، ستبقى المحطة الأهم في حياة رامي مالك، وربما الأهم بالمطلق، ليس فقط لأنه نال عليها أوسكار الأول له في التمثيل وحسب، وإنما لأنه قدم أداءً مذهلاً في فن الممثل، أثبت من خلاله أن التفوق مشروع يخطط له، لا يأتي بالمصادفة.
في تقييم سابق لأداء رامي مالك قلنا إن النجم الشاب اعتمد تقنية أداء معروفة لدراسي فنون التمثيل هي "لو" الساحرة، كما يسميها أستاذ الأداء التمثيلي الروسي العالمي قسطنطين ستانسلافسكي، ليلتقط حقيقة "كيف سوف يشعر"، لو أنه كان فريدي ميركوري بالفعل، وعن ذلك يقول نجم "الملحمة البوهيمية": "كان علي أن أكون فريدي بشكل تلقائي قدر المستطاع.. حتى أنني، في أي لحظة، سواء كان مشهداً مستقلاً أو حفلة موسيقية شعرت كما لو أنه كان موجوداً في جسدي".. لعله الشعور ذاته انتاب محكمي الأكاديمية فمنحوا رامي مالك أفضل ممثل لإحساسه العالي بروح شخصيته الحقيقة لا تجسيدها التمثيلي فقط.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTkyIA== جزيرة ام اند امز