طريق الكباش الجديد.. مصر تتأهب لإبهار العالم بأكبر متحف مفتوح
ضرب عاشقو السياحة والمغرمون بالآثار موعدا قريبا مع الإبهار خلال افتتاح طريق الكباش بمحافظة الأقصر جنوبي مصر خلال شهر نوفمبر الجاري.
ويعد طريق الكباش، الذي يضم على جانبيه نحو 1059 كبشا أثريا فريدا، أحد أهم المعالم السياحية على مستوى العالم، ومن المنتظر أن يحول مدينة طيبة الفرعونية القديمة إلى أكبر متحف مفتوح على مستوى العالم بعد إعادة تجديده وترميمه.
وكانت مصر جذبت انتباه العالم في شهر أبريل/نيسان الماضي بموكب المومياوات الملكية الذي تم الاحتفاء به دوليا وإقليميا.
معلومات عن طريق الكباش الجديد
ولعل الاحتفالية الكبرى التي نفذتها مصر بنقل موكب المومياوات الملكية، قد فتحت شهيتها إلى تطوير وترميم طريق الكباش السياحي الذي تبلغ مساحته نحو 2700 متر، ويربط بين معبد الكرنك شمالاً بمعبد الأقصر جنوباً، بينما يقع على جانبي الطريق نحو 1059 تمثالاً من "الكباش" وتماثيل أثرية "لأبو الهول"، في مشهد أثري يذهل العقول.
التماثيل المتراصة على جانبي الطريق ليست كلها على حال واحدة أو أشكال واحدة، فبعضها تعرض للتلف أو للتخريب أو لفقد أجزاء منها، بينما بقيت الأكثرية صامدة شاهدة على حضارة مصر وتاريخها العريق.
وتبرز عظمة أسلاف المصريين في اختيار أكثر من مجسم لشكل الكباش، حيث نحتوا الكباش المتراصة على ثلاثة أشكال الأول على هيئة جسم أسد ورأس كبش، والثاني على شكل كبش كامل رأساً وجسداً، أما النوع الثالث فكان بجسد كبش ورأس إنسان.
وبينت الاكتشافات أن هذا الطريق كان مخصصاً منذ القدم للمواكب الكبرى التي كانت تجري في الأعياد الدينية والملكية خلال فترة الدولة الحديثة وما بعدها، ومن خلال الاكتشافات وجدوا آثارا لمعاصر النبيذ الرومانية، وبعض الحمامات القديمة، وأماكن صناعية توضح الحياة الاقتصادية والاجتماعية لمدينة طيبة عبر العصور.
تفاصيل افتتاح طريق الكباش الجديد
وسيتضمن الاحتفال فعالية كبرى لإعادة إحياء "عيد الأوبت"، أحد أقدم أعياد المصريين القدماء، وكان يُقام سنويا في هذا الطريق، موضحاً أن المعلومات الموجودة على جدران المعابد توضح أن الاحتفال كان يقام سنويا أثناء موسم الحصاد بداية من عصر الدولة الحديثة خلال شهور سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني، وكذلك يعد عيد "الأوبت" من أهم أعياد التقويم في مصر القديمة، ويرمز إلى "تجديد شباب ملوك الفراعنة من وحي الطبيعة"، ووفق الموقع الرسمي لوزارة الآثار المصرية، فإن المصريين القدماء لاحظوا أثر الطبيعة المتجددة التي أحاطت بهم، مثل الشمس، وفيضان النيل سنوياً.
"وعيد الأوبت" هو احتفال مصري قديم كان يقام سنوياً في طيبة (الأقصر) في عهد الدولة الحديثة وما بعدها، وفيه كانت تصطحب تماثيل (آلهة ثالوث طيبة - آمون وموت وابنهما خونسو) مخفيين عن الأنظار داخل مراكبهم المقدسة في موكب احتفالي كبير، من معبد آمون في الكرنك إلى معبد الأقصر، في رحلة تمتد لأكثر من كيلو مترين ونصف، وما يتم إبرازه في هذا الطقس هو لقاء أمون رع من الكرنك مع أمون الأقصر، وتجديد الولادة هو الموضوع الرئيسي في احتفال الأوبت، وعادة ما يتضمن احتفالية لإعادة تتويج الملك كذلك.
الطريق الذي سيشهد الاحتفالية تم تدعيمه وإضافة إضاءات ليلية مبهرة على طول الطريق بحيث يستطيع السائح الأجنبي والمصري مشاهدة الآثار في جو يدخله في عبق التاريخ والماضي، مع رصف الطريق ببلاطات من الحجر الرملي وترميم بعض أجزائه لتظل على نفس الحالة الأثرية التي كان عليها منذ فجر التاريخ حتى الآن.
الجهات المتعاونة على تدشين مشروع طريق "الكباش" تسعى إلى الانتهاء منه وافتتاحه في أجواء دولية سياحية مبهرة بعد أن تم تزويد 3 مداخل على طول الطريق، بحيث يستطيع أي زائر التجول بحرية بطول الطريق، ويزور أيا من المعابد أو يتنزه في منتصف الطريق بعد تزويده بمظلات للوقاية من أشعة الشمس، وتوفير جميع المستلزمات المطلوبة ليكون أحد أهم المزارات السياحية في مصر والعالم.