أسرار الرحيل والعودة.. ما لم تقله فاغنر عن "صعوباتها" بأفريقيا الوسطى
اعتراف علني بـ"صعوبات" أربكت عمليات التناوب لقوات فاغنر بأفريقيا الوسطى، في تطور يكشف تداعيات فاتورة التمرد الفاشل بروسيا.
فمع أن فاغنر وحتى بانغي، نفتا، أوائل يوليو/تموز الجاري، وجود أي انسحاب لهذه القوات شبه العسكرية عقب محاولة التمرد، لكن بدا أن هناك حلقة مفقودة في كل ما يحدث.
واليوم الجمعة، أعلنت "رابطة الضباط من أجل الأمن الدولي" التابعة لمجموعة فاغنر، أن فرقا جديدة من "المدربين" وصلت إلى جمهورية أفريقيا الوسطى لتأمين التناوب قبل استفتاء مقرر بعد يومين.
وقالت الرابطة، في منشور عبر تطبيق تليغرام: "في إطار التناوب المقرر، وصلت طائرة أخرى تقل مدربينا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى".
وأضافت "هذا يوضح عدم صحة كل الشائعات حول انسحاب قواتنا من أفريقيا الوسطى. شهد التناوب صعوبات لبعض الوقت، لكن حالياً تصل قوات جديدة إلى البلاد".
ولم تحدد المنظمة سبب تعرض عملية التناوب لعراقيل، مكتفية بالقول إن "مدربي رابطة الضباط من أجل الأمن الدولي ومقاتلي فاغنر مستعدون لدعم حكومة الجمهورية، سواء في المهمات الجارية أو في توفير الأمن للاستفتاء المقبل، من خلال الالتزام الكامل".
وتعتبر الولايات المتحدة أن "رابطة الضباط من أجل الأمن الدولي" واجهة لمجموعة فاغنر في أفريقيا الوسطى.
تساؤلات
لم يحدد بيان المنظمة "الصعوبات" التي قالت إن عمليات التناوب تعرضت لها، لكن مراقبين يعتقدون أن ما قالته فاغنر بخصوص عدم تضرر أنشطتها في الخارج خصوصا بأفريقيا غير صحيح.
فما معنى أن تحدث صعوبات في عمليات التناوب إن لم تكن هناك عراقيل جدية حالت دون تأمين التداول الاعتيادي لمغادرة فوج ووصول آخر.
وفي الآونة الأخيرة، ذكرت تقارير أن أعدادا كبيرة من مقاتلي المجموعة الروسية رحلوا جوا من أفريقيا الوسطى، ما أثار تكهنات بانسحابها، حيث كانوا يساعدون الحكومة في مواجهة العديد من حركات التمرد منذ عام 2018.
ويعتقد محللون أن دفة قرار المجموعة يقع في موسكو، هناك حيث تغيرت إحداثيات التعامل معها عقب محاولة التمرد.
ويبدو أنه في لحظة ما، كان وجود المجموعة مهددا، لذلك صدرت الأوامر بانسحابها تدريجيا من أفريقيا الوسطى، وهذا السيناريو قد تدعمه تقارير إعلامية سابقة قالت إن هؤلاء المقاتلين توجهوا إلى ليبيا ومنها إلى بيلاروسيا.
لكن لاحقا، وفي ظل التفاهمات المبرمة بين موسكو وفاغنر، استعادت المجموعة نشاطها في أفريقيا الوسطى، لكن تظل في حالة ارتباك نسبي عقب قرار قائدها الاستقرار في بيلاروسيا.
وفي 16 يوليو/تموز الجاري، أعلنت "رابطة الضباط من أجل الأمن الدولي" وصول مئات من مقاتلي فاغنر "ذوي الخبرة" إلى بانغي "لضمان الأمن" استعداداً لااستفتاء.
ويثير وضع مجموعة يفغيني بريغوجين واستمرار عملياتها تساؤلات بعد فشل تمردها في روسيا في 23 و24 يونيو/ حزيران الماضي.