برشلونة عمق الأزمة.. كيف سقط ريال مدريد في هاوية فقدان الثقة؟ (تحليل)
يبدو أن ريال مدريد بدأ يعيش أزمة فقدان ثقة كبيرة، وهو ما تجسد في مستواه الكارثي خلال خسارته نهائي كأس السوبر الإسباني.
ريال مدريد فشل في الحفاظ على لقبه في كأس السوبر الإسباني، عقب خسارة نهائي النسخة الحالية أمام برشلونة بنتيجة 1-3، في المباراة التي جمعتهما بالعاصمة السعودية، الرياض.
وتعد هذه رابع هزيمة يتعرض لها ريال مدريد في آخر 10 مباريات، وهو ما يبدو مؤشرا سلبيا للغاية قبل المراحل الحاسمة للموسم الحالي بالنسبة للعملاق الملكي.
سقوط في الهاوية بعد المونديال
وخلال الموسم الذي تعود فيه الفرق بشكل قوي بعد المونديال، لا يزال الفريق الملكي يبحث عن طريق العودة.
ومنذ انتهاء كأس العالم، يعاني ريال مدريد تذبذب المستوى بشكل واضح، فقد فاز 2-0 على بلد الوليد بفضل تألق حارسه البلجيكي تيبو كورتوا ومهاجمه الفرنسي بنزيما فقط.
لكن الثنائي كورتوا وبنزيما لم يكونا كافيين خلال الخسارة أمام فياريال 1-2 في الجولة قبل الماضية من الدوري الإسباني، ورغم أن الفريق عاد لإقصاء فالنسيا في نصف نهائي كأس السوبر غير أن ذلك تم بصعوبة شديدة في ركلات الترجيح، وبعدها بأربعة أيام سقط أمام منافسه الأزلي، برشلونة.
لماذا سقط ريال مدريد في هاوية فقدان الثقة؟
ولا تعبر نتيجة 1-3 عن الفارق بين جودة الفريقين داخل أرضية الملعب. فبدون سيطرة مطلقة ونسبة استحواذ على الكرة بالكاد بلغت 54% لكتيبة تشافي هيرنانديز، فرض الفريق الكتالوني أسلوبه بفضل المستوى "الرائع" للاعبي البلوجرانا وهو ما ترجم في صورة تفوق كاسح في جميع أرجاء الملعب.
25 فرصة ضائعة على البارسا و17 مخالفة بسبب التأخر في التمركز، هي أرقام تكشف الكثير عن افتقار ريال مدريد لروح المنافسة أثناء المباراة التي أقيمت بملعب الملك فهد.
حصل برشلونة على مساعدة أيضا من دفاع مدريدي مهلهل لا يمل من ارتكاب الأخطاء الفادحة، فإضافة إلى الأهداف الثلاثة، تصدى كورتوا لفرصتين محققتين ليحول دون تلقي فريقه لهزيمة ثقيلة، إلا أن استقبال هدفين من تسديدتين من داخل منطقة الجزاء وبدون أدنى عقبات تذكر يكشف كيف أن دفاع الميرينجي أبعد ما يكون عن الصلابة.
وعلى مدار آخر 14 مباراة، اهتزت شباك أبناء العاصمة الإسبانية 16 مرة، وحافظوا على نظافة شباكهم في مناسبتين فحسب أمام بلد الوليد بالليجا وكاسيرينيو في كأس ملك إسبانيا.
خسر الفريق الأبيض بالفعل أول لقب كان متاحا، له هذا العام، وربما يودع البطولة الثانية في غضون 4 أيام وتحديدا الخميس المقبل في كأس ملك إسبانيا إذا خسر أمام فياريال.
حلول ريال مدريد للخروج من الأزمة
ولم يخف المدرب الإيطالي خلال تصريحاته أن استعادة العافية الدفاعية شيء لا غنى عنه من أجل حصد الألقاب، مثلما فعل الريال الموسم الماضي.
وباستثناء كورتوا وبنزيما، لا يبدو أن بقية عناصر الفريق المتوج العام الفائت بدوري أبطال أوروبا في كامل لياقتهم البدنية والذهنية، كما أن ضغط المباريات لم يعط أي فرصة لالتقاط الأنفاس.
وسيكون على ريال مدريد استعادة التوازن سريعا للخروج من أزمة الثقة، بداية من عبور عقبة فياريال في الكأس، ثم تجاوز بعد ذلك مباريات أتلتيك بلباو وريال سوسيداد الذي يحتفظ في جعبته بمسيرة ثماني جولات دون هزيمة.
ومع حلول كأس العالم للأندية، سيخوض ريال مدريد مباراة كل 3 أيام. ويمكن بسهولة معرفة مدى الإجهاد الذي يختبره الفريق بالنظر إلى حالة لوكا مودريتش الذي كان بديلا في نصف النهائي كأس السوبر ولعب 65 دقيقة فقط ضد برشلونة.
وفي ظل الأخطاء الساذجة التي وقع فيها فيرلاند ميندي وداني كارباخال وأنطونيو روديجر وداني سيبايوس، يتضح أن ريال مدريد بحاجة لاستعادة شتات نفسه في أقرب وقت.