"ذو الرداء الأحمر".. الفائز في مواجهة كلينتون وترامب الثانية
الإعلام الأمريكي ومواقع التواصل الاجتماعي احتفت بالمواطن الأمريكي كينيث بون واعتبرته الفائز الحقيقي بالمناظرة الثانية
بعد انتهاء المواجهة الثانية بين مرشحي الرئاسة الأمريكية، منحت استطلاعات الرأي والخبراء التقدم للديمقراطية هيلاري كلينتون على غريمها الجمهوري دونالد ترامب، ففازت بالمناظرة الثانية كما الأولى.
لكن مواقع التوصل الاجتماعي والإنترنت، والإعلام الأمريكي احتفت بمواطن أمريكي عادي، هو كينيث بون، واعتبرته الفائز الحقيقي بعد أن خطف الأنظار خلال المناظرة الثانية، ووصفته بأنه "البطل الجديد" للسياسة الأمريكية.
"بون" حضر المناظرة مواطنًا مجهولاً، وكان من بين الناخبين المترددين الذي جلسوا في الصف الأول، وتحدث لثوان معدودة، طرح خلالها سؤالًا واحد، وخرج من المناظرة نجماً احتفت به وسائل الإعلام الأمريكي، وتهافتت على استضافته.
وكان السؤال الذي وجهه لوزيرة الخارجية السابقة كلينتون وامبراطوار العقارات ترامب، وأشاد به ترامب: "ما هي الخطوات التي ستتخذها سياسة الطاقة لتلبية احتياجاتنا من الطاقة، وفي الوقت نفسه تبقى صديقة للبيئة وتحد من تسريح العمال؟" .
لكن، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، ليس السؤال فحسب الذي جعل منه معشوق الإنترنت، فإلى جانب اسمه المميز "كين بون" الذي يتشابه مع اسماء أبطال "الكوميكس" الخارقين، وقوامه الممتلئ، وشاربه كان السر في ثيابه اللافتة: سترته الحمراء، وربطة عنقه البيضاء، وعويناته السوداء، ميزو التي أكسبته أيضا حب الناس.
وفي حديث إلى الشبكة الأمريكية، بشأن شهرته التي اكتسبها خلال المناظرة، قال "بون": "ذهبت ليلة المناظرة ولدي 7 أتباع على "تويتر"، أحدهم كان جدتي... وإلى الآن لدي عدة مئات".
وأضاف: "أنا لا أعرف لماذا يكترثون بما سأقوله، ولكن أنا سعيد لأنهم يشاركون في العملية السياسية".
وكما احتفت مواقع التواصل الاجتماعي، بكينيث ووصل عدد أتباعه على "تويتر" أكثر من 16 ألف، حذت الصحافة ووسائل الإعلام الأمريكي حذوها، ووصفته بأنه "أحدث نجوم موسم انتخابات 2016"، وجاء عنوان مجلة "أتلانتيك": "ملحمة كين بون" واعتبرته مجلة "إسكواير" "الرجل الصادق الوحيد في هذه الانتخابات"، وأعلنته "سي إن إن" أيضا "الفائز بالمناظرة الرئاسية الثانية".
وعلى الجانب الأخر، أثار سجال الأحد، استياء الصحافة الأمريكية فوصفته بأنه كان "محزنا" و"مسيئا"، و"ينتهك سمعة الديمقراطية الأمريكية".
فبينما قالت عنه "واشنطن بوست" إن "أمريكا لم تشهد نقاشا متدنيا لهذا المستوى في تاريخ الانتخابات الرئاسية"، اعتبرت مجلة "بوليتيكو" أن المناظرة بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب هي "أقبح مناظرة" في تاريخ الولايات المتحدة.
وواصل المرشحان حملتهما الانتخابية بعد المناظرة الثانية، واستأنف ترامب هجومه على هيلاري كلينتون وزوجها بيل، بينما ركزت منافسته الديمقراطية انتقادها على تبريره للفيديو التي يتحدث فيه عن النساء بطريقة مسيئة الذي أرجعه بمزاح كالذي يجري في غرف تغيير الملابس.
وكذلك رد المرشح الجمهوري عبر منبره الإعلامي المفضل "تويتر" على تصريحات رئيس مجلس النواب الأمريكي السيناتور الجمهوري بول راين التي نأى فيها بنفسه عن ترامب، مطالبا راين بتخصيص المزيد من الوقت للموازنة والوظائف والهجرة بدلا من محاربته.
وأمام أنصاره في بنسلفانيا لم يتراجع ترامب عن عناده ورفض الاعتراف بتراجع شعبيته وفقا لاستطلاعات الرأي ووصفه بأنها مزيفة، وقال في كلمة للحشود: "حشود مثل هذه في كل مكان. في أوهايو وفلوريدا. نحن نقوم بعمل ممتاز".
وأضاف "هناك تجمع في فلوريدا حيث سيتواجد 25 ألف شخص على الأقل. الناس لا تصدق اننا متخلفين بثلاث نقاط. وكما أقول لكم حتى الاستطلاعات تكون محتالة. نحن أمام نظام مزور".
وفي حين أظهرت أحدث استطلاعات الرأي تقدم كلينتون على ترامب بنحو 11 نقطة، ووصف عدد من المعلقين السياسيين المناظرة بأنها "الأكثر سلبية وقساوة في تاريخ الرئاسة الأمريكية".
يأتي هذا في وقت أعلن عشرات الجمهوريين من أعضاء الكونجرس ومسؤولين حاليين وسابقين معارضتهم فوز ترامب بالرئاسة، بعضهم قال إنه لن يصوّت له، وبعض آخر قال أنه سحب ترشيحه، فضلا عن الذين يطالبونه بالانسحاب من حملة الانتخابات.