في عصر كورونا.. خفض الفائدة يعمق جراح الأسواق ويدعم الدولار والذهب
خفض أسعار الفائدة في أمريكا وعدد من دول العالم لم يدعم أسواق المال في مواجهة كورونا، ولكنه دفع لزيادة الطلب على الدولار والذهب
لم يشفع قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (الفيدرالي الأمريكي)، بخفض أسعار الفائدة بنقطة مئوية واحدة، في تهدئة الأسواق العالمية بما فيها أسواق الأسهم.
- جيروم باول يواصل معارضته لترامب بشأن الفائدة السلبية
- تايم لاين.. كورونا يهبط بأسعار الفائدة على الدولار لأدنى مستوى
وأعلن الفيدرالي الأمريكي، الأحد، خفض أسعار الفائدة بين صفر و0.25% لأدنى مستوى منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2015، مدفوعا بإجراءات لتحفيز الاقتصاد المحلي المرتبك، بسبب تفشي كورونا.
تخارج من أسواق الأسهم
وبينما كان الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية حول العالم، تهدف من القرار استعادة الثقة بأسواق الأسهم وزيادة ضخ استثمارات بها، إلا أن نتيجة قراراتها جاءت معاكسة، وتواصل التخارج من أسواق الأسهم، خاصة في الأسواق الأمريكية.
ونتيجة لذلك، صعد سعر صرف الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية أمام العملات الأجنبية، على الرغم من تراجع أسعار الفائدة قرب صفر بالمئة، في مؤشر على تعزيز موقع العملة الأمريكية كملاذ آمن، في حالة المخاطر الصحية الحالية.
صعود الدولار والذهب
وتظهر المؤشرات العالمية أن المستثمرين يتخارجون من الاستثمارات عالية المخاطر كالسندات وأسواق الأسهم، ويتجهون إلى الملاذات الآمنة أبرزها الدولار الأمريكي، ثم في المرتبة الثانية الذهب الذي طالما كان ملاذا آمنا رئيسا.
ويعني ذلك أن المستثمرين حول العالم يرغبون في ظل مخاطر كورونا الحالية والمتصاعدة، بتسييل استثماراتهم عالية المخاطر، على شكل نقد، وبالتحديد الدولار الأمريكي، ما تسبب بزيادة الطلب وارتفاع سعره أمام سلة العملات الأخرى.
وتسبب فيروس كورونا والمعروف علميا باسم (كوفيد - 19) بوفاة أكثر من 7175 حالة، بينما بلغ إجمالي عدد الإصابات 183.1 ألف إصابة، فيما بلغ عدد حالات الشفاء التام حول العالم نحو 80 ألف حالة، موزعة على 162 بلدا.
أسواق المال الأكثر تضررا
وتعد أسواق الأسهم العالمية، أولى القطاعات الاقتصادية التي تصاب بعدوى أي توترات جيوسياسية أو أمنية أو صحية، كونها مرآة تعكس التطورات في البلاد التي تعمل بها، لذا كانت من أوائل القطاعات المتأثرة بالفيروس.
والأسبوع الماضي، قال "بنك أوف أمريكا ميرل لينش" إن عديد المستثمرين حول العالم تخارجوا من استثمارات في السندات والأسهم، باتجاه الأصول المحسوسة، ممثلة بالنقد والذهب.
وذكر البنك، في بيان الجمعة الماضية، أن اندفاعة قوية تعد من ضمن الأعلى في التاريخ حصلت خلال الأسبوع الماضي، للخروج من الاستثمار في السندات وأسواق الأسهم عالية المخاطر، إلى استثمارات تصنف على أنها ملاذات آمنة.
137 مليار دولار
وبلغ إجمالي قيمة التخارجات منذ الإثنين من الأسبوع الماضي حتى الخميس 137 مليار دولار، "وسط تخوفات متزايدة عالمية من تداعيات فيروس "كورونا"، بحسب البنك.
والجمعة، نقلت وكالة أنباء بلومبرج الاقتصادية الدولية عن "فيشنو فاراثان"، رئيس الاقتصاد والاستراتيجية في بنك ميزوهو، قوله: "يرغب الجميع في الاحتفاظ بملاذات آمنة محسوسة.. هناك بالتأكيد هروب من الأصول الخطرة، ولم تنتهِ الرحلة".