الإخوان والحج.. درع الإنجازات يرد رصاص المؤامرات
«الحج ليس آمنا».. هاشتاغ أطلقه تنظيم الإخوان المصنف إرهابيا في بعض البلدان، على مواقع التواصل، ضمن مؤامرة تتجدد سنويًا، مع كل موسم للشعيرة المقدسة.
الحملة التي اعتاد التنظيم الإرهابي ومن يدور في فلكه، إطلاقها في مثل هذا التوقيت منذ عدة سنوت، تأتي ضمن محاولات مستمرة لتسييس الحج والتشويش على جهود المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، وتحريض الراغبين في الحج على مقاطعة أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، بزعم أنه ليس آمنا.
تلك الحملة -كعادتها- فشلت مقدما في تحقيق أي من أهدافها، على وقع الجهود السعودية المتواصلة على مدار الساعة لمساعدة ضيوف الرحمن على أداء مناسكهم في أمن وأمان وسلام.
جهود حظيت بإشادات متواصلة من ضيوف الرحمن بحسن الاستقبال والخدمات المتكاملة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لهم منذ وصولهم لأداء فريضة الحج.
وتقدم السعودية حزمة إجراءات وتطويرات جديدة، بينها تقنيات تقدم لأول مرة خلال موسم حج هذا العام 1445هـ/2024م تستهدف تمكين الحجاج من أداء مناسكهم في يسر وسهولة، وأمن وطمأنينة، على مختلف الأصعدة الأمنية والصحية والبيئية والدينية.
أبرز تلك المستجدات ما كشف عنه وزير النقل والخدمات اللوجستية صالح الجاسر الذي قال في مؤتمر صحفي اليوم الخميس: «سنطبق في حج هذا العام أكثر من 32 تقنية، منها 17 تقنية جديدة؛ أبرزها التاكسي الطائر، والطرق المطاطية لأول مرة».
وبين هذا الصدد أنه جرى خلط المطاط مع الخلطة الأسفلتية في طريق المشاة الرئيسي لضيوف الرحمن؛ لتعزيز راحة وسلامة ضيوف الرحمن، كما تم استخدام تقنية الطلاء الأبيض في المنطقة المجاورة لمسجد نمرة لتخفيف درجة الحرارة.
ودشن وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطرق المهندس صالح بن ناصر الجاسر، مبادرة الأسفلت المطاطي المرن في ممرات المشاة بالمشاعر المقدسة لحج هذا العام 1445هـ، بهدف تحسين الصحة العامة لضيوف الرحمن والارتقاء بجودة حياتهم.
من جانبها، أوضحت الهيئة العامة للطرق أنه تم تطبيق هذا الابتكار العلمي بالشراكة مع عدد من الجهات في الطريق الموازي لطريق المشاة رقم 6 المؤدي إلى جبل الرحمة بمشعر عرفات.
وتعتمد التقنية على إعادة استخدام المطاط الناتج عن إعادة تدوير الإطارات في الخلطات الأسفلتية، مما يسهم في الحد من تراكم نفايات الإطارات والحد من التلوث الناتج عن حرقها.
وأشارت الهيئة إلى أن التجارب أظهرت أن صلابة الأسطح الأسفلتية والأرصفة العادية تسبب ردود فعل قوية على كواحل وأقدام الحجاج، خاصة كبار السن الذين يشكلون 53% من إجمالي الحجاج، وقد أدى ذلك إلى زيادة الضغط على المنشآت الصحية خلال موسم الحج، بتركز 38% من الإصابات في منطقة القدم والكاحل.
وفي محاولة لتحسين الصحة العامة لضيوف الرحمن وتعزيز جودة حياتهم، فإن هذه التقنية ستساعد في تخفيف الضغط على الكواحل والأقدام، وتعطي شعورًا بالراحة أثناء المشي والرك.
وتهـدف التقنية إلى توفير أسـفلت مطـاطي مـرن لممـرات المشـاة، مما يوفر مزيدا من الراحة والمرونة أثناء السير أو الركض باستخدام مـواد ذات مرونة عالية، حيث تم تطبيـق العديـد مـن المقـاطع التجريبيـة بالرصـف المرن في مركز أبحاث الطـرق التـابع للهيئـة العامـة للطـرق.
رسائل صارمة
على الصعيد الأمني، سبق أن أكد مدير الأمن العام الفريق محمد البسامي جاهزية قوات أمن الحج بقطاعاتها كافة لموسم حج 1445هـ لمواجهة كل ما يمس الإخلال بالأمن أو النظام ومنع جميع الأعمال المؤثرة في أمن وسلامة ضيوف الرحمن.
ورغم تلك الجهود السعودية على مختلف الأصعدة، فإن عناصر إخوانية وأخرى معارضة هاربة من المملكة، تحاول التشويش عليها.
جاء ذلك عبر إطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ يحمل اسم «الحج ليس آمناً» لترهيب ضيوف الرحمن من أداء الفريضة، والتحريض ضد المملكة، وإطلاق افتراءات للتشويش على جهود الرياض في خدمة الحجاج.
ومن بين المشاركين في الحملة الإخواني الهارب من المملكة سعيد بن ناصر الغامدي، والهارب عماد المبيّض.
حملة سرعان ما ارتدت سهامها على مطلقيها، سواء على أرض الواقع من خلال الجهود السعودية المتواصلة لخدمة ضيوف الرحمن، أو من خلال ضيوف الرحمن أنفسهم، الذين يواصلون التوافد إلى المملكة، وسط إشادات متواصلة بجهود السعودية في خدمتهم .
أيضا آثر بعض المغردين الرد على أصحاب تلك المؤامرة، بينهم سعيد صالح الزهراني، الذي غرد قائلا: «نعم #الحج_ليس_آمنا لكل معتد أثيم لمن جاء يريد الرفث والفسوق والجدال في الحج».
وأردف: «لكن #الحج_آمن لكل قادم للحج متبع للأنظمة والتعليمات والتوجيهات لا رفث ولا فسوق ولا جدال».
تحذيرات دينية
وتقف السعودية بحزم أمام محاولات تسييس الحج، مشددة على أهمية المحافظة على مقاصد الحج الإيمانية، وتعظيم شعيرة الحج واستغلاله في بذل الطاعات والعبادات تقربًا لله، وعدم الخروج عن شعيرة هذا النسك العظيم برفع أي شعارات سياسية أو مذهبية.
وعلى مدار الأيام الماضية، حرص علماء الدين في المملكة على تقديم رسائل توعوية لحجاج بيت الله الحرام، دعوا فيها إلى أن يتفرغوا لأداء المناسك والعبادة، ويتجنبوا الشعارات السياسية والنعرات العصبية والخلافات المذهبية.
وأوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني في خطبة الجمعة الماضية بالمسجد الحرام حجاج بيت الله الحرام بتقوى الله، والامتثال لما أمر، واجتناب ما نهى عنه.
وبين أن القاعدة الأساسية في الحج هي قوله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا ) لا في قليل ولا في كثير، لا في قول ولا في عمل، لا في مسيرة ولا في هتاف، إنما هو تجريد القصد والعمل لله وحده وترك كل ما سواه.
وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام: «أحذر كل الحذر أن تصرف شيئاً من حقه إلى سواه، فإن ذلك انحطاط من علياء الإيمان إلى حضيض الشرك، والعياذ بالله"».
وفي السياق نفسه، أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير في خطبة الجمعة الماضية الحجاج بالبعد عن كل ما يعكّر صفوَ الشعائر والمشاعر.
وأضاف قائلاً: نزّهوا الحرمين الشريفين وعظِّمُوا حرمتهما، وراعُوا مكانتهما واحذروا ما يعكّر صفوَ الشعائر والمشاعر، محذراً من الجدال بالباطل والتنازع والتخاصم والتقاطع والتشاجر والشقاق والافتراق ولا تجعلوا الحجّ مسرحاً للخلافات والمخاصمات والمشاحنات والعداوات ولا مكاناً للهتافات والعصبيات والحزبيات.
أيضا أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبدالعزيز السديس خلال خطبة الجمعة بالحرم المكي 24 مايو/أيار الماضي أن الحجّ عبادة من أعظم العبادات، وله من الشروط والأركان والواجبات ما يجب على كل من أَمَّ هذا البيت أن يعلمها؛ فيعْمل بمقتضاها.
وبين الحج عبادةٌ شرعية، وأحكام مرعية، وقِيَمٌ حضارية، ليس مكانًا للمظاهرات أو المَسِيرَات والتجمعات، أو المناظرات أو المساجلات، أو الجِدال والملاسنات، لا مجال فيه للشعارات السياسية، أو الدعايات الحزبية والمذهبية والطائفية، بل فيه سُموٌّ عنْ كلِّ مبدأ يخالف نهج الكتاب والسُّنَّة، وانتهاءٍ عن كل عقيدة لم يكن عليها سلف هذه الأمة. ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾.
جاهزية أمنية
على الصعيد الأمني، أكد مدير الأمن العام الفريق محمد البسامي في تصريحات سابقة جاهزية قوات أمن الحج بقطاعاتها كافة لموسم حج 1445هـ لمواجهة كل ما يمس الإخلال بالأمن أو النظام ومنع جميع الأعمال المؤثرة في أمن وسلامة ضيوف الرحمن.
وبين أنه سيتم ضبط المخالفين وتطبيق العقوبات المقررة نظاما وفقاً لما نصت عليه الأنظمة والقوانين.
وقبل أيام رأس مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية للحج الفريق محمد بن عبدالله البسامي اجتماع اللجنة الأمنية للحج لمناقشة خطط التكامل بين الجهات الأمنية والعسكرية المشاركة في تقديم الخدمات الأمنية لضيوف الرحمن، والتعاون في تنفيذها لتحقيق أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام خلال موسم حج هذا العام 1445هـ.
واستعرض المجتمعون، أبرز مستجدات خطط القطاعات الأمنية المشاركة في العاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، لأمن وطمأنينة ضيوف الرحمن أثناء أداء نسكهم.
وتباشر قوات أمن الحج تنفيذ مهامها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة وفي جميع الطرق المؤدية لمناطق الحج وفق منظومة متكاملة وجهود متناسقة وتناغم متقن عبر خطط أمنية ومرورية وتنظيمية شاملة من قبل قوات أمن الحج والمساندين لها من القطاعات العسكرية والحكومية والأهلية كافة.
جاهزية تامة لقوات أمن الحج لتيسير أداء الحجاج للمناسك ورعاية ضيوف الرحمن والعناية بهم؛ وذلك تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وعقد مجلس الوزراء السعودي جلسته الثلاثاء الماضي -عبر الاتصال المرئي- برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وفي بداية الجلسة، اطمأن خادم الحرمين الشريفين على اكتمال الاستعدادات والترتيبات لموسم حج هذا العام، وما سخرته أجهزة الدولة بمختلف قطاعاتها من جهود وإمكانات ومشروعات؛ بهدف تقديم المزيد من وسائل الراحة والطمأنينة لوفود الرحمن.
وأكد في هذا السياق اعتزاز المملكة قيادةً وشعباً بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، سائلاً المولى سبحانه وتعالى أن يوفق حجاج بيته لأداء نسكهم، ويتقبل دعاءهم وصالح أعمالهم.
سجل أسود
جاهزية تامة على مختلف الأصعدة، دائما ما كانت بالمرصاد لمؤامرات الإخوان ومن يدور في فلكه.
وسعى تنظيم الإخوان الإرهابي منذ تأسيسه إلى استغلال فريضة الحج لأهداف سياسية، وإن اختلفت تلك الأهداف في بدايات تأسيس التنظيم عن الفترة الحالية.
في البدايات، كان الإخوان يستغلون الحج للترويج لأفكار الجماعة واستقطاب الأنصار، لكن تلك الأهداف اختلفت بعد تصنيف السعودية الإخوان كتنظيم إرهابي، حيث تحول التنظيم إلى التآمر على السعودية خلال موسم الحج.
وخلال موسم الحج عام 2013، احتشد أتباع جماعة الإخوان لرفع شعار «رابعة» على جبل عرفات، رغم التحذيرات السعودية بعدم إقحام السياسة في المناسك الدينية.
توافد ضيوف الرحمن
ويتواصل توافد قوافل ضيوف الرحمن إلى المملكة لأداء فريضة الحج، معلنين فشل مؤامرات الإخوان، وسط تكامل الخدمات في السعودية، سواء على الصعيد الديني أو الصحي أو الأمني، وتوفير كل ما من شأنه أداء الحجاج مناسكهم بسهولة ويسر وأمن وأمن، ليعودوا إلى بلادهم بحج مبرور وذنب مغفور
وأعلنت المديرية العامة للجوازات قدوم (935,966) حاجًا خلال موسم الحج لهذا العام 1445هـ عبر جميع منافذ المملكة الجوية والبرية والبحرية، وذلك حتى نهاية يوم الأحد الماضي.